كيف تكلم الإمام علي (عليه السلام) بالقرآن في مهده قبل نزوله؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الله يوفق جميع العاملين في الهيئة

لدي سؤال ملح و أنا بحاجة للجواب عليه في أقرب فرصة ان أمكن...و أعرف أن الشيخ الحبيب لديه الكثير من المشاغل

نص السؤال

هل هناك روابات أشارت الى أن الامام علي ع
تكلم في اللحد و قرأ القرءان؟

كيف نرد على الاشكال الأول وهو كلام أمير المؤمنين ع في لحظة ولادته؟

و كيف قرأ الامام عليه الصلاة و السلام القرءان ونحن نعرف أن القرءان لم ينزل بعد و لم يؤمر النبي الأعظم ص بتبليغ الاسلام حينها؟

و بارك الله فيكم

و نسألكم الدعاء

محمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ أفاد أنه لا إشكال ولا غرابة في ذلك، فإن نزول القرآن الحكيم نجوماً جاء لمناسبة الوقائع، غير أنه مع ذلك كان قد نزل دفعة واحدة في ليلة القدر مصداقاً لقوله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ" (الدخان: 4) وكذلك قوله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" (القدر: 2).

وهذا النزول التدريجي لا يستلزم عدم علم النبي والوصي (عليهما السلام) بنصّه قبل نزوله؛ فالنزول هو كما قلنا إنما هو بلحاظ ومناسبة الوقائع الجارية، ومعنى النزول هو في الواقع إذن من الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وآله) بإبلاغ وحيه في وقت نزوله إلى خلقه المخاطَبين به، أما أنبياؤه وأولياؤه (عليهم السلام) فهم عالمون بنصوص وحيه وكانوا يتعبّدون بها قبل أن ينزل الأمر بإبلاغها إلى الناس، وهذا هو اعتقاد الشيعة الإمامية في المعصومين (عليهم السلام) بناءً على الأدلة.

وما وقع من أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) من تكلمه بالقرآن في مهده بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبأمره إنما هو من معاجزه ومعاجز رسول الله صلى الله عليه وآله، وليس للمخالفين استبعاده لأنهم يروون نظيره وهو أن بعض أهل الجاهلية كانوا قد تكلموا بالقرآن قبل نزوله! قال المناوي في فيض القدير: "قد تكلم امرؤ القيس بالقرآن قبل أن ينزل! فقال: يتمنّى المرء في الصيف الشتاء، حتى إذا جاء الشتاء أنكره، هو لا يرضى بحال واحد، قُتِل الإنسان ما أكفره! وقال: اقتربت الساعة وانشق القمر، من غزال صاد قلبي ونفر! وقال: إذا زُلزِلَت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها تقوم الأنام على رسلها، ليوم الحساب ترى حالها"! (فيض القدير شرح الجامع الصغير ج2 ص236).

ومع أننا لا نلتزم بهذه الروايات إلا أننا نلزمهم بها ونقرّر أنه إذا كان بعض أهل الجاهلية قد تكلموا بالقرآن قبل نزوله فمن باب أولى أن لا يُستبعد تكلم أهل التوحيد من ذرية إبراهيم من بني هاشم (عليهم السلام) به قبل نزوله، وهم الذين بُعثت الرسالة فيهم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن


15 شوال 1430


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp