ما الذي على شيعة طنجة فعله بعد الهجمات الحكومية الناصبية على الشيعة في المغرب؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على محمد وآله الأطهار المنتجبين الأخيار
شيخنا الفاضل ياسر الحبيب

لقد تتبعت دورسك وأجدك نعم الشيخ الناطق بالحق وجسدت مظلومية أهل البيت عليهم السلام بكل قوتك وناصرتهم فقط الله سيجزيك عن أفعالك خير الجزاء.
أنا مستبصر من المغرب وبالضبط من مدينة طنجة، تشيعت منذ مدة طويلة لكن طرأت علينا أمور جديدة، أحببت أن أخبركم بها وتسدوا لنا النصح كما عودتمونا دائما.
منذ تقريبا عام السلطة المغريبة صادرت من كل المكتبات التي لديها الكتب الشيعية واستدعت كل من شكت في تشيعهم واستنطقتهم وأنت تعرف، وأتوا إلى المنازل وأخذوا الكتب التي في حوزتهم، وأنا منهم ولا ندري ما فعلوا بهم، الكل في تلك اللحظة قالوا الآن نحن معروفون بالشيعة، وعندما أخلي سبيلهم قالوا سنجتمع ونقيم العزاء والأدعية لكن سرعان ما كلامهم ذهب أدراج الرياح وناموا نومة أصحاب الكهف لعل يوما من الأيام عندما يستيقظون يجدون الحسينيات والمساجد الشيعية قد شُيّدت في مدينة طنجة بدون أي عناء ولا تضيحة والمشكلة قبل أن تقع هذه الضجة كانوا يقيمون العزاء في منازلهم على سيد الشهداء وفي كل مناسبة يتجمعون ويحيونها
،
أما الآن فكما اعلمتكم الكل نائم لا صوت يسمع لهم ويمكن أن يكونوا يقيمون العزاء في بيوتهم منفردين. الآن هنا يأتي الطلب منك شيخنا الجليل، أرجوا منك أن تبين لشيعة طنجة ما الذي عليهم فعله وأن تبين لهم كل شيء وما هو واجبهم تجاه أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

وأرجو أن لا تهملوا هذه الرسالة، فنحن في أمّس الحاجة إلى كلامكم، لربما يستيقظون من وقع كلماتكم المباركة على آذانهم.

دمت في رعاية الله وحفظه.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الشهداء ومولى الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

في البدء الشيخ يبارك لكم تشيّعكم وموالاتكم للنبي الأعظم وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين، ويسأل الله تعالى أن يرزقكم شفاعتهم يوم لا يشفع أحد عنده تعالى إلا بإذنه.

أما الذي ينصحهم الشيخ به فثلاثة أمور:

الأول؛ إدامة كتابة رقاع الحاجة إلى الإمام المهدي المنتظر (صلوات الله عليه) لينظر إلى شيعته في المغرب نظرة خاصة تنقذهم من جور السلطات. وكيفية كتابة الرقاع مشروحة في إجابة سابقة(*).

الثاني؛ حث جميع المؤمنين والمؤمنات على عدم التهاون في إقامة المجالس الدينية ولو في البيوت، مهما كلّف الأمر، وأن يكون كل واحد منهم رابط الجأش، قوي القلب، ثابت العزم في هذا السبيل، وليتذكر في ذلك تضحيات الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وأصحابهم الأبرار وشيعتهم الأخيار الذين بذلوا مهجهم من أجل بقاء التشيع حياً لا يموت. وأنتم بحمد الله غاية ما يمكن أن ينالكم من المخاطر - لا سمح الله - لن يتعدى سجنا لأيام معدودة أو مصادرة لأموال أو ما أشبه، فليس هنالك لا قتل ولا صلب ولا رجم ولا ما إلى ذلك مما تعرض له الشيعة من قبلكم، فالتضحية إذن بهذا اليسير سهلة قليلة، ومع ذلك فإنها عند الله تعالى عظيمة.

والذين ”ينامون“ عن أداء واجبهم في هذا الخصوص؛ اتركوهم واعزلوهم، وانطلقوا مع الآخرين في تنظيم المجالس، ولا تتراجعوا عنها وإن قست عليكم السلطات الجائرة، فإنكم إذا تراجعتم صار الذي صار عند غيركم من شيعة الشرق، فإن بعضهم جبنوا ففرّطوا فضاعت مدن شيعية بأكملها أو خبا فيها التشيع إلى اليوم، كما هو الحال مثلاً في بعض مدن الحجاز والجزيرة العربية. فالله الله؛ لا تتراجعوا وأنتم شيعة المغرب الذين يُضرب بكم المثل وعليكم المعوّل، وكونوا مثالاً للمتفانين في نصرة نبيّهم وآله عليهم السلام.

الثالث؛ تشكيل جمعية حقوقية للدفاع عن حقوق شيعة آل محمد (عليهم السلام) في المغرب، تعمل على تعريف العالم بمظلوميتهم وحقوقهم المصادرة، ومخاطبة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية في هذا الشأن، وتهتم بالتنسيق مع وسائل الإعلام لتغطية أحوال الشيعة في المغرب وإبراز مطالبهم المشروعة في أن يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية، وهو حق تكفله المواثيق العالمية.

ويمكن أن تتشكل هذه الجمعية في إحدى البلاد الحرة نسبياً، كبلجيكا مثلاً، حيث تتواجد جالية مغاربية كبيرة، ويُنتخب لها ممثلون رسميون يعملون على تحقيق أهداف الجمعية والارتباط مع الداخل المغاربي.

والشيخ يرجو إبلاغ تحياته إلى جميع المؤمنين والمؤمنات في المغرب، ودعاؤه لكم بالنصر والتأييد، وأن يحرسكم الله من جور الجائرين وظلم الظالمين، وأن ينقذكم من الجبناء والمتخاذلين، إنه سميع الدعاء.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
-----------------------------
(*) للإطلاع عليها (اضغط هنا).

ليلة 5 صفر المظفر 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp