لماذا لم تذكر الزهراء (عليها السلام) مأساتها الشخصية في خطبتها في المسجد؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسمه تعالى

سماحه الشيخ ياسر الحبيب دام ظله الوارف

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

هل الخطبه الفدكيه للزهراء سلام الله عليها كانت سابقه أم لاحقه للهجوم الثانى على دارها بقياده عمر بن صهاك عليه اللعنه؟ حيث ذكر بعض العلماء من الشيعه الذين يتوقفون أو ينفون حادثه الهجوم على دار الزهراء بأن الخطبه الفدكيه لو كانت تاليه لحادثه الهجوم على الدار فلماذا لم تذكرها الزهراء روحى فداها فى الخطبه ولم تشر إليها ولو تلميحا


باسمه تعالت قدرته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أسعد الله أيامنا وأيامكم وأيام الموالين في كل مكان بذكرى ميلاد ثائر آل محمد وخاتم الأئمة الطاهرين مولانا صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن المهدي أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء وعجل الله فرجه الشريف المبارك.

الخطبة كانت بعد حادث الهجوم بأيام، أما التشكيك في أصل وقوعه لعدم اشتمالها على ذكره فلا يقع فيه العالم، بل الجاهل، أو يحتال به المنافق، ذلك لأن الخطبة إنما جاءت ردا على فعل المصادرة، مصادرة أرض فدك، ولذا فهي منحصرة في موضوعه. ولهذا نظائر كثيرة في التأريخ.

والزهراء (صلوات الله عليها) لم تكن في وارد تعداد كل الجرائم، وإلا لكان الأجدر أن تذكر أهمها وهي جريمة ما وقع في السقيفة ومسألة غصب الخلافة تفصيلا، غير أنك لا تجد في خطبتها (عليها السلام) تصريحا بذلك، بل اكتفاءً بإيجاز تلميحي تعريضي ليس إلا، فهل يجوز أن يُقال أن (السقيفة) لم تقع لأنها لم تصرح بها؟! وأن غصب الخلافة لم يقع لأنها لم تصرح به؟!

فكذا الكلام في مسألة (الهجوم على دار النبوة)، إنها تندرج ضمن مقطع التعريض الذي يبدأ بقولها عليها السلام: "‏فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسكة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الأقلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم.." وكما أن الحاجة لم تكن في ذكر السقيفة وغصب الخلافة صراحة، فكذا لم تكن في ذكر الهجوم على الدار صراحة.

وإن المشككين الجهلة لو لاحظوا صدر الرواية لما طرحوا شبهتهم السخيفة هذه، فالرواية تبدأ هكذا: "روى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه، أنه لما أجمع أبوبكر وعمر على منع فاطمة عليها السلام فدكا و بلغها ذلك لاثت خمارها على رأسها و اشتملت بجلبابها.."

فالموضوع إذن منحصر بـ "لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة عليها السلام فدكا" فكيف يمكن أن يتعدّى ردّه إلى غيره؟! بل يكون التعريض هاهنا أبلغ.

وفقكم الله وهداكم إلى ما يحب ويرضى. والسلام.

الرابع عشر من شهر شعبان لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp