أليس اللعن منفرا؟ وما دليلكم على أن الخامنئي فاقد للعدالة والإجتهاد؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الشيخ : ياسر الحبيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا أتوجه بالشكر للشيخ الكريم على ما يقدمه من خدمات لهذا المذهب الشامخ، وشكر الله سعيكم. وأنا أحد المتابعين لهذا الموقع.

سؤالي: شيخنا ، أنتم بالرغم من اهتمامك بالدعوة إلى المذهب تلزم طريقة المجاهرة باللعن الظاهري للخلفاء الثلاثة والمرأتين ، طبعا أنا ليس من البتريين ، بل ألعنهم ، إنما ألا يؤثر ذلك في مسألة جلب المخالفين إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام ، خصوصا وأنهم يعتبرون هذه الشخصيات من المقدسات لديهم ، أنا لا أعني أنني أن نتنازل عن عقيدتنا وموقفنا من هؤلاء الأشرار ، وفي الوقت ذاته ، بصراحة ، أرى أن المجاهرة باللعن يزيد الطين بلة ، لأن بعض المخالفين ممن انعطفت قلوبهم نحو الهداية ، قد يكون الحائل بينهم وبين الهداية موقفنا الظاهر من هذه الشخصيات المقدسة ، وبالتالي نكون أسهمنا في إبعاد الناس عن منهاج أهل البيت.

خصوصا أنكم يا شيخ تقطنون بلد الحرية (بريطانيا) فلا توجد أية ردة فعل من الخط السياسي ولا الخط الوهابي ، بعكس من يتواجد في قلب تلك الأجواء؟

والمخالفين كلهم الآن ينتقدون المذهب الشيعي ويسبون متبعيه ويترصدون لهم بسبب تعرضهم لحقائق سيرة الخلفاء ..فهل تعتقدون أننا سنوفق لترغيب الناس بهذه الصورة التنفيرية؟

السؤال الثاني: أنا من مبجلي السيد علي الخامنئي دام ظله الوارف ، ولقد اطلعت على موقفكم الكامل تجاهه ، ومع ذلك ، لم يأخذني التعصب أو الانحياز ، ولكن . أنت ذكرت في إجابتك على إحدى التساؤلات حول منشأ الخلاف بين آل الشيرازي والخامنئي هي قضية اختطاف جثة الإمام الراحل محمد الشيرازي قدس الله نفسه من قِبل الحرس الثوري ، وذكرت بأن السيدالخامنئي لم يعاقب المتسبب وتلك تهمته.

أين ما يثبت أن السيد القائد هو المدبر لهذه الحادثة ؟

ووصفكم له بفقد العدالة والاجتهاد لم نر له برهان ، نريد دليل؟

أرجو شيخي أن لا تأخذ رسالتي هذه بعنوان التهجم ، حاشا لله ، ولكن أريد تبيان للشبهات المذكورة أعلاه.

ووفقكم الله لما يرضيه

ناصر


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج1: أفاد الشيخ بأن في ظل هذا الانفتاح الذي لم يترك مجالاً لإخفاء شيء من عقائد الأديان والمذاهب لا يكون السكوت وستر الحقائق هو الحل وإنما يكون زيادة في المشكلة لأن الناس أعداء ما جهلوا، بل الحل هو في الجهر بالحقائق مع التمسك بالدليل والبرهان، فهذا على الأقل يكسبنا مصداقية أمام الطرف المخالف، وله آثاره الإيجابية في كسبه أيضاً، وبإمكانك مراجعة قسم الرسائل حتى ترى عدد الذين اهتدوا إلى الحق بسببه، وهو يفوق عدد أولئك الذين اهتدوا بسبب الصمت قياسا على حجم الجهود المتواضعة.
ويقول سماحته: ”ماذا تصنع في ظل واقع عرف فيه الجميع (بكبسة زر على الإنترنيت ليطالع المثالب في الكافي أو البحار) أن للشيعة موقفا عدائيا شديدا تجاه أبي بكر وعمر وعائشة وأضرابهم يصل إلى حد البراءة منهم ولعنهم؟ هل تستمر في الإنكار أو المرواغة والفرار وتثبت على نفسك تهمة (أنتم الشيعة كذابون منافقون تعملون بالتقية) أم تحاول نقل الكرة إلى ملعبهم بعرض مبررات موقفك من واقع الأدلة في القرآن والسيرة والتاريخ؟ فتتمترس بالحجج مدافعاً وتتسلح بالبراهين مهاجماً؟

متى سيفهم الشيعة أن العالم قد تغير، وكذلك قد تغيرت قواعد اللعبة كما يقولون؟!
متى سيفهم الشيعة أننا نخلق واقعا جديداً، نحصر فيه المخالف في زاوية حرجة تجعله لا يتمكن من الانعتاق منها إلا باعتناق التشيع أو السكوت عنه على أقل تقدير؟
أما أن المخالفين يسبون، فذلك ديدنهم منذ القديم، وليس هذا بالجديد، على أنك لو دققت في التاريخ لوجدت أن العهود والمراحل السابقة التي كان الشيعة فيها مطبقين على الصمت هي أكثر الفترات التي شهدت سباباً منهم لنا بل وقتلاً لنا! فإن السكوت يجرّئ الخصم.
الظروف حينما تتغير، تتطلب أيضا تغيير الاستراتيجية، وما كان مسكوتا عنه سابقاً، يُجهر به حالياً وإن كان في نظر المخالف من سوء القول، مصداقاً لقوله تعالى: ”لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا“ (النساء: 149) ومصداقاً لقول نبينا صلى الله عليه وآله: ”إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة“. (ج2 ص375).
نعم، إن الظرف قد تغير، ويتغير معه الحكم، وترتفع معه التقية، فعن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينولة قال: ”قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: جُعلت فداك؛ إن مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام وكانت التقية شديدة، فكتموا كتبهم ولم يرووا عنهم، فلما ماتوا صارت الكتب إلينا. فقال عليه السلام: حدّثوا بها فإنها حق“. (الكافي ج1 ص53).

إن هذا الحديث الشريف يوضّح أن الشيعة التزموا بأوامر الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) في كتمان أحاديثهم وعدم إذاعتها ونشرها، لأن في تلك الأحاديث ما يستفزّ الأقوام الأخرى، ولذا كتموها تقيّة منهم. ولمّا جاء زمان الإمام الجواد (عليه السلام) أمر بعدم الكتمان وبنشر تلك الأحاديث لأنها حق يجب نشره، وهذا هو الأصل“.

ج2: لم يقل سماحة الشيخ أن منشأ الخلاف هو اختطاف الجثمان الشريف للسيد الشيرازي الراحل، إنما هذا من فصوله وتداعياته، إنما قال: ”الخلاف هو على وقوع الانتهاكات للشرع ووقوع المظالم تحت حكم المذكور، ولو توقف ذلك لانتهى الخلاف“.

وكونه يتحمل الوزر في هذه القضية هو ككون يزيد (لعنه الله) يتحمل الوزر في قتل الحسين (عليه السلام) شرعاً، فما دام يزيد لم يعاقب عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن فهو شريك في دم الحسين عليه السلام، وما دام المذكور لم يعاقب الذين اختطفوا جثمان السيد الشيرازي من جلاوزة الأمن والمخابرات ودفنوه غصباً، فهو شريك في هذه الجريمة.
وهذا كاف في سقوط عدالته. على أن سقوطها من أوضح الواضحات لكن عليك فقط أن تبحث قليلاً وتسمع عن المظالم والانتهاكات والويلات التي جرت على مراجع الدين والعلماء والمؤمنين داخل إيران. اسأل عما جرى على السيد الشريعتمداري والسيد حسن القمي والسيد محمد الروحاني والسيد صادق الروحاني والشيخ يعقوب الدين الرستكاري و..
وأما كونه فاقدا للاجتهاد، فهذا أيضا من أوضح الواضحات في عالم الحوزات العلمية، غير أن الذين لا يتصلون بها أو لا يعيشون أجواءها يخدعهم الإعلام وأبواق السلطة فيجعل من غير المرجع مرجعاً ومن غير المجتهد مجتهداً. بل يجعل من المجرم تقيا ورعاً! إنه الإعلام الأموي نفسه، فلا تستغرب.
ومع ذلك، وحتى نقرّب لك الصورة، نرجو منك مراجعة التالي:
من المعلوم أن أحداً إذا أقرّ على نفسه أنه يقلد شخصاً، فإنه لا يكون مجتهداً مطلقاً على الأقل. وقد أقرّ المذكور بأنه مقلد لغيره، فقد قال في خطاب ألقاه في مشهد المقدسة إبان رئاسته للجمهورية رداً على اتهامه بأنه يكره منتظري: ”أنا شخصياً أقلد الإمام الخميني، وفي الاحتياطات أرجع في إلى الشيخ المنتظري، فكيف يزعمون أني ضده والحال أني أقلده“؟
ويزيدك يقينا بعدم فقاهته واجتهاده أنه إلى ما قبل يوم واحد من تسلمه منصب مرشد الثورة، كان لقبه الرسمي (حجة الإسلام) لا أكثر ولا أقل. ومنذ تصريحه بتقليده لغيره وإلى تلك اللحظة لم يكن مشغولا بالدراسة حتى يُقال أنه استكمل دروسه وبلغ رتبة الاجتهاد، إنما كان مشغولاً بالسياسة ووظائف رئاسة الجمهورية. على أنه حتى لو كان قد بلغها فلا يلزم منه أن يكون الأفقه والأعلم حتى يجوز تقليده.
إنما تم طرح مرجعيته لغاية سياسية بعد وفاة الشيخ الآراكي، فراجع واسأل وتأكد ولا تنخدع بالدعايات السياسية.

وتعليقا على قولك: ”أرجو شيخي أن لا تأخذ رسالتي هذه بعنوان التهجم ، حاشا لله ، ولكن أريد تبيان للشبهات المذكورة أعلاه“، قال سماحة الشيخ: ”معاذ الله أن آخذها كذلك، وحقك علينا أن نجيبك ما أمكننا، وأنت على الرحب والسعة دائماً. حياك الله وبياك“.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن


16 ربيع الآخر 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp