هل أهل البيت (عليهم السلام) رازقون؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم سماحة الشيخ

سؤالي عن الاية التي يقول فيها عز وجل (والله خير الرازقين )هل هناك بشر يعنون بالرزق من حيث وكلهم الله عز وجل وأن كان هل هم اهل البيت عليهم السلام وشكرا

وحيد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ أفاد أن حقيقة الرزق هي العطاء، وتارة يكون بالأصل والاستقلال وهذا لا يكون إلا من الله سبحانه وتعالى لأنه مصدر الرزق والعطاء، وتارة يكون بالتبع وهذا يكون من كل أحد، فالوالد يرزق ابنه، والرجل زوجته، والسيد عبده، ورب العمل عامله، وهكذا.
وقد سمّى الله تعالى هذا العطاء رزقاً ونسبه إلى الفاعل المباشر، كما في قوله تعالى: "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا" (النساء: 6) وقوله سبحانه: "وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا" (النساء: 9)
فهؤلاء الرازقون لأولي القربى واليتامى والمساكين وإن كان ما يعطون إنما هو بالأصل من الله سبحانه تعالى الذي هو الرزاق ذو القوة المتين؛ إلا أن الله تعالى أجرى الرزق على أيديهم لهؤلاء، فهم بهذا الاعتبار رازقون أيضاً، إلا أن الله تعالى خير الرازقين، ومنه يأتي الرزق أصالةً.
وبهذا الاعتبار يكون الرزق من المعصومين (صلوات الله عليهم) لسائر الخلق ثابتاً لعموم ما جاء في الزيارات القدسية: "إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم" (الكافي الشريف ج54 ص577)، فمنهم يأتي الرزق للعباد بأمر الله تعالى، وكذا كل شيء من مقادير أمور الله جل جلاله لخلقه.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن


22 جمادى الأولى 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp