ألا يعني تركز النبوة في الشرق الأوسط أن المناطق الأخرى غير مهمة عند الله؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

ما هو الرد على الشبهة التالية التي يطرحها أحد الأشخاص :-

((شجرة الانبياء المتداولة بين المسلمين و اهل الكتاب تدل على تركز النبوة في بني اسرائيل و في منطقة الشرق الاوسط فقط. القران يقول ان هناك انبياء لم يقصص الله علينا قصصهم و لكن اولوا العزم من الرسل بعثوا لمنطقة الشرق الاوسط. ماذا يعني هذا؟؟؟؟
-هل مناطق العالم الاخرى غير مهمة بالنسبة لله؟
-لغات الشعوب الاخرى تمنعهم من فهم كتب الله على الوجه الصحيح فلماذا هم مطالبون باتباع رسل ليسوا منهم؟
-لماذا لا يوجد توازن في بعثة الانبياء بين مناطق العالم؟؟؟
-هل الامر مرتبط بالثورة الزراعية التى بدات في بلاد الرافدين؟))

أحمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ أفاد أن هذا اعتراض سخيف لأنه بالتتبع يظهر أن الجنس البشري خُلِق في هذه المنطقة وتمدد منها إلى سائر أنحاء الكرة الأرضية عبر الزمان، لذلك يكون من الطبيعي أن يتركّز ظهور الأنبياء (عليهم السلام) في هذه المنطقة وما حولها حيث تتواجد الكثافة البشرية، لأن هذه الكثافة هي التي تمدّد بدورها رسالة النبي إلى سائر فروعها في الأرجاء، وهذا أمر محسوس فإن جميع الرسالات السماوية نراها الآن قد وصلت إلى سائر أنحاء العالم بفضل ولادتها في تلك المنطقة التي تشخص إليها الأبصار، ولو أنها وُلدت في مناطق أخرى نائية لربما اندثرت وضاع صيتها.

أما أن لغات الشعوب الأخرى تمنعهم من فهم كتاب الله على الوجه الصحيح فهذا كلام يبطله الوجدان، لأننا نرى شعوبا كثيرة اهتدت للدين مع أن لسانها مختلف عن لسان الكتاب، وما ذلك إلا لأن اللسان لا يقف عائقا أمام الهداية إذ تتحصّل الترجمة. نعم، ينزل الكتاب بلسان معجز حتى يقرّ أهل تلك اللغة بإعجازه فيتحقق التواتر الإخباري بالإعجاز، فيفيد هذا التواتر الأقوام الأخرى علماً بتحقق الإعجاز مما يكون شاهدا على صدق الدعوة الدينية، تماماً كإفادة التواتر الإخباري العلمَ بأية معجزة أخرى.

أما أنه لماذا الأقوام الأخرى مطالبون باتباع رسل ليسوا منهم فهذا مردود بأن بعض الأقوام رسلهم منهم، أما البعض الآخر فليس لهم الاعتراض على أن الله اختار هذا الرسول من أولئك القوم دون هؤلاء، لأن الغاية من البعثة هي بيان سبيل الهداية والإنسان مطالب بالسعي وراء مَن يهديه إلى الله، سواءً كان من جنسه أو عرقه أم لا، كما أن الإنسان مطالب بالسعي وراء مَن يهديه إلى علاجه الطبي مثلاً، حتى لو كان ذلك الطبيب من قوم آخرين ويسكن في قارة أخرى، إذ ليس لهذا الإنسان المريض أن يعترض قائلاً: لماذا أنا مطالب بأن أسعى وراء طبيب ليس من قومي؟! فإن الناس حينئذ يسخرون من قلة فهمه.

أما أنه لماذا لا يوجد توازن في بعثة الأنبياء (عليهم السلام) بين مناطق العالم فقد عرفت الجواب بأن البعثة تكون في مناطق الكثافة البشرية.

وعن ارتباط ذلك بالثورة الزراعية في بلاد الرافدين فإننا حتى لو قلنا بالارتباط فهذا أمر طبيعي لأن من المعلوم أن الكثافات البشرية تتركز حيث يتواجد الماء ومصادر الحياة، وحيث أنك عرفت أن الله تعالى يبعث الأنبياء (عليهم السلام) في مناطق الكثافات البشرية فإنه يكون من الطبيعي ظهور الأنبياء في بلاد الرافدين مثلاً حيث إن الكثافة البشرية هناك، وكذا حيث تتواجد الأنهار أو المياه الصالحة للشرب في مصر وفلسطين أو مكة المكرمة حيث تكاثر عدد السكان فيها بسبب بئر زمزم.

وعلى كل حال فإن هذا الاعتراض سخيف وهو يعكس ضعف العقل الاستنتاجي لدى الملحدين.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن


12 جمادى الآخرة 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp