إن الله كتب علينا كل شي حتى طريقة الموت فهل هذا يشمل الإنتحار؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي هو: لقد سألني ابني يا امي انت تقولين ان الله كتب علينا كل شي وحتى طريقة الموت ولكن هل هذا يشمل الانسان عندما ينتحر او بمعنى يقتل نفسه؟

هل ان الله كان يعلم انه سوف ينتحر؟

والله ياشيخ ما اعرف ماذا اقول له


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ أفاد أن معنى أن الله كتب القضاء والقدر ليس هو أن الله جبرنا على أفعالنا وإنما كتب ما علم أننا سنختاره بملء إرادتنا، فمثلا: يعلم الله تعالى بأن زيداً من الناس سينتحر في يوم كذا سنة كذا بملء اختياره، فيكتب الله تعالى ذلك في كتاب خاص حتى قبل أن يولد زيد، لأن علمه تعالى علم إحاطي. قال سبحانه: «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ».

وعليه فإن الإنسان مختار لا مجبور، ولو أنه كان مجبوراً على الانتحار أو غيره لكان من الظلم أن يحاسبه الله عليه. قال تعالى: «مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ».

أما أنه لماذا لا يمنع الله من يعلم أنه سينتحر من الانتحار؟ فالجواب: أن هذا معناه إبطال اختياره، لأن منعه يعني جبره على عدم الانتحار، وقد شاء الله تعالى أن يجعل البشر مخيّرين في أفعالهم، حتى يصح الثواب والعقاب.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 5 ربيع الأول 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp