ما هو رأيكم في تصريحات تسخيري التي تجاسر فيها على أبي لؤلؤة رحمه الله؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤالي هو : ما هو رايكم في تصريح آية الله محمد علي تسخيري رئيس مجمع التقريب بين المذاهب في طهران لقناة العربية ان إن أبا لؤلؤة رجل مجرم أقيم عليه الحد في المدينة المنورة ودفن فيها ولم تنقل جثته إلى ايران، والقبر الموجود في كاشان، مجرد مكان وهمي ليس له اعتبار ولا يزوره أحد. لكنه أجاب بقوله "انا غير متأكد" عندما سئل عن إمكانية إزالة هذا المزار، مكتفيا بأنه لم يره شخصيا، ويتم حاليا التحقق منه لاقتلاع الفتنة من جذورها، ومشيرا إلى أنه ليس مبنى "فخما أو مهما" بالدرجة التي يجري الترويج لها، بل مزار سخيف لرجل مجرم قاتل نال جزاءه الذي يستحقه باقامة الحد الاسلامي عليه.


باسمه تعالى شأنه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الأحرار والشهداء الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده الطالب بذحله مولانا المفدى المهدي صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف.

إذا صح ما نُسب إلى المذكور فإنه يكون قد ارتكب إثما عظيما بتطاوله على المؤمن البطل المبشّر بالجنة مولانا أبي لؤلؤة فيروز النهاوندي رضوان الله تعالى عليه، وسيكون له غدا موقف صعب عسير أمام سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها.

وليس غريبا صدور هذا الفسق من أمثال المذكور من وعاظ السلاطين وعلماء البلاط الذين باعوا دينهم بدنياهم ومالئوا المخالفين والنواصب.

وأما ادعاؤه بأن جثمان أبي لؤلؤة لم يُنقل إلى إيران فيُظهر جهله! فإن أحدا لم يدّعِ ذلك وإنما روى علماؤنا أنه بنفسه قد انتقل إلى كاشان وهو حي بعدما ساعده مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) على ذلك. هذا والقول بأنه قد أقيم عليه الحد في المدينة المنورة مردود، فإن روايات القوم في ذلك مضطربة والأشهر عندهم أنه مات منتحرا، وكذا اتهام المخالفين له بأنه مجوسي والعياذ بالله، فإن الرجل مسلم مؤمن، ويكفي في إثبات ذلك أنه إلى حين ما طعن اللعين عمر كان في المسجد النبوي الشريف، وتذكر بعض مصادرهم أنه قد كمن خلفه في صفوف المصلين، فهلاّ فسّر لنا المخالفون كيف أن رجلا مجوسيا كافرا يسمح المسلمون بدخوله في المسجد وكيف كان سابقا يدخل فيه ويخرج منه؟! هذا وهناك أكثر من دليل محكم ينفي تهمة المخالفين له وقد فصّلنا ذلك في إحدى أجوبتنا السابقة، فراجع.

وأما زعمه أن مبنى حرمه الشريف ليس فخما أو مهما فيناقضه الواقع، فإنّا قد تشرفنا بزيارته ووجدناه صرحا شامخا يؤمه العلماء والفضلاء دوما، حتى أنك تجد فيه قبور عدد من كبار العلماء الذين أوصوا أن يُدفنوا إلى جوار هذا المؤمن الجليل رضوان الله تعالى عليه، وذلك يكشف عن أهمية تلك البقعة الشريفة وعظمة مشرّفها سلام الله عليه.

وأما تلويحه بإمكان إزالة هذا المزار الشريف فدونه شلّ يده إن شاء الله تعالى! وقد اجتهد غيره سابقا في ذلك فلم يتمكن رغم مكره من أن يفصل حجرا عن حجر، فإن الله تعالى قد حفظ هذا الحرم المبارك شاهدا على عظمة المنتقم للزهراء أرواحنا فداها، ومازالت المرجعية الدينية والمؤمنون سيما أهل كاشان الأوفياء يحوطونه بالرعاية والخدمة ولن يرضى أحد منهم بأن تمتد أي يد خبيثة لتنال منه.

نسأل الله تعالى أن يثبتنا على صراطه المستقيم وأن يُبعدنا عن الاغترار بالدنيا وأهلها. والسلام.

السادس من محرم الحرام لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp