أنا متشيع منذ أيام بدلائل عقلية فهل هناك طريق لدلائل حسية تطمئن قلبي؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صــــل على محمـــــد واّل محمــــد

تشيعت بفضل الله لأمير المؤمنين مولانا على بن أبى طالب وأتمنى الموت على ذلك ..

سؤالى بإختصار

نظام حياتى وتوجهى الفكرى وعباداتى كلها تغيرت فلزم ذلك إحساس داخلى بالقلق والتوتر بعض الشئ, فلم استطع ان اميز هل هذا مخالف لإطمئنان القلب المعهود عند ذكر الله واللجوء له أم ان ذلك بسبب اننى لست على الطريق الحق ؟

حقيقة انا متشيع منذ ايام بدلائل عقلية فهل هناك طريق لدلائل حسية تطمئن قلبى وسريرتى حبيبى الشيخ الفاضل ياسر الحبيب ؟ وأثابكم الله جزيل وعظيم الثواب بحق محمد واّل محمد الأطهار

والسلام ختام


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جواب الشيخ:

عندما ينتقل الإنسان من الظلمات إلى النور فإن ذلك يغيظ الشيطان، فلا يهدأ إلى أن يثني هذا الإنسان عمّا هو سائر فيه من درب الهداية، فيكثف الشيطان وسوسته للإنسان ويصيبه بما يسمى بـ ”حديث النفس“ الذي يدفعه إلى الشك في كل شيء والعياذ بالله. ويستحيل أن يتخلص المؤمن من ”حديث النفس“ كلية، وليس أمامه إلا اللجوء إلى الله تعالى على النحو الذي أوصى به إمامنا الصادق (عليه السلام) إذ قال: ”ليس من مؤمن يمّر عليه أربعون صباحا إلا حدّث نفسه، فليصلٍّ ركعتين وليستعذ بالله من ذلك“. (مكارم الأخلاق للطبرسي صفحة 379).

إن هذا الذي تشعر به من إحساس داخلي بالقلق والاضطراب هو من ”حديث النفس“ هذا، فإن الشيطان لا يمكن أن يتركك وقد رآك واليت محمدا وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم، لذا فعليك بالعمل بما أوصى به إمامك الصادق (عليه السلام)، فإن الله تعالى حينئذ يقوّي قلبك بالإيمان واليقين إن شاء الله تعالى. أما إذا أردت أن ”تحسّ“ حقا بأنك على الحق؛ فلذلك طرق منها أن تعمل بالحديث الشريف التالي، وهو الذي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ”لو قرأ رجل ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان (إنا إنزلناه في ليلة القدر) ألف مرة؛ لأصبح وهو شديد اليقين بالاعتراف بما يختص فينا، وما ذاك إلا لشيء عاينه في نومه“ (بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج95 صفحة 165) فاعقد العزم على تنفيذ ذلك حينها إن شاء الله تعالى، فإنك ترى ما تحب.

وواظب على ما كان يواظب عليه إمامنا زين العابدين (صلوات الله عليه) حيث كان يسأل الله تعالى ”اليقين“ بعد أدائه لصلاة المغرب يومياً، ثم واظب كذلك على دعائه الشريف الموسوم بدعاء ”مكارم الأخلاق“ وهو في الصحيفة السجادية المباركة، فإنك بمثل هذه الأعمال ستجد من نفسك الإيمان واليقين إن شاء الله تعالى.

زادك الله نورا وبصيرة دفع عنك كل شك ووسوسة واضطراب.

وفقكم الله تعالى لكل خير.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 17 من ذي القعدة 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp