خير للمرأة أن لا ترى الرجل ولا الرجل يراها

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

خير للمرأة أن لا ترى الرجل ولا الرجل يراها: ... \"حتى الزهراء (ع) فإنها على ما ينقل لنا
تاريخها، كانت ترى الرجال، وتحادثهم كما كان الرجال يرونها ويحادثونها، ويجادلونها، الأمر
و إن كان هذ الحديث صحيحا فإن هذا يعني أن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام تحث على لبس النقاب


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم الله لكم الأجر في مصابنا الجلل بسيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره وسبي نسائه وعياله , جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع إمام هدى منصور من أهل بيت محمد عليهم الصلاة والسلام.

ـ الرؤية وسيلتها النظر.
النظر هو وسيلة وأداة الرؤية حيث يُعرف على أنه تقليب البصر في الشيء بُغية رؤيته
فعلى هذا يمكن أن نقول بأنّ الاعمى ينظر لكنه لا يرى.
إنّ نوعية الرؤية متعلقة بالنظر. فإما أن تكون رؤية توصيفية وإما أن تكون إدراكية
النظرة قد تكون فاحصة تُفضي إلى توصيف المرئي , أو تكون عابرة تفضي إلى مجرد إدراك المرئي.
فتارة ينظر أحدهم فإذا به يرى امرأة فيغض طرفه مباشرة. هو هنا أدرك أنّ ما رآه امرأة لكنه لم يدقق النظر بحيث يتمكن من تفصيل صفاتها الخَلقية بدقة.

وتارة تكون النظرة مُركّزة طويلة تفضي الى "التوصيف" الدقيق لشكل وهيئة تلك المرأة.

الكلام في الحديث الشريف هو من هذا القبيل
إنّ مجرد نظر الرجل إلى امرأة مستغرقة في حجابها يفضي إلى رؤية إدراكية أي يدرك فقط أنّ ما نظر إليه إمراة لكنه لا يتمكن من توصيف حقيقة وجوهر تلك المرأة والتعرف على التفاصيل المتعلقة بصورتها. أيضا المرأة المؤمنة وإن كانت ساترة لوجهها فإنها عندما تحادث رجلا غريبا لا تتفرس ملامحه وتتفحصها, وإن مشت في طريق وهي بكامل حجابها فأدركت أنّ رجلا يمر بنفس طريقها فإنه يسعها تجنبه بمجرد إدراك هويته فتطرق برأسها وهي بكامل حشمتها لا أن تتعمد الالتفات إلى ناحيته فتملأ عينيها منه وبالتالي تدفعه هو الآخر إلى أن يبادلها الالتفاتة بالتفاتة مثلها وهلمّ جرا.

هذا ولا شك أنّ حجاب البتول عليها السلام كان حجابا اسثثنائيا ولمعرفة ذلك نحيلكم إلى متابعة المحاضرة التي سنزودكم بها وفيها يتبين لكم أنّ حجاب الزهراء عليها السلام يشمل تغطية وجهها لا أنه كان على طريقة ما يسمى نقابا فإنّ ذلك مما يُبرز العينين والزهراء البتول كانت ولا شك أشد عفافا وسترا وحياءا من أن تبدي عينيها فتنبهوا. بل كانت البتول تستر كامل وجهها الشريف وهذا لا يمنع مجرد إدراك المرئي ويمكنم الاستفسار حول هذا من المؤمنات اللائي يلتزمن بستر الوجه بما يسمى في مصطلحنا الدارج "البوشية" أو فاضل ما يسمى "الشيلة". أما إن افترضنا أنّ الزهراء ترتدي النقاب فهو لزيادة الستر أي أنها تضعه تحت غطاء الوجه كما تفعل بعض المؤمنات اليوم. هذا ويلزم الالتفات إلى كون البتول عليها السلام أعرف بأحكام الله وأتقى وأبر من أن تحيد عنها قيد أنملة وخطبتها في مسجد والدها كانت لإلقاء الحجة وتأدية الواجب الشرعي وكذا كل خطاب لها صلوات الله وسلامه عليها مع غير محرم.
قالت فداها أرواح العالمين واصفة نفسها : " ولا أقول ما أقول غلطا, ولا أفعل ما أفعل شططا)
صلى الله عليك أيتها الحوراء الإنسية البتول وعلى أبيك وبعلك وبنيك.

و(هنا) محاضرة لسماحة الشيخ بعنوان: أيتها المؤمنة حجابك حجاب الزهراء أم الحميراء؟

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

12 صفر 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp