هل هذا المقطع من دعاء الصباح صحيح وألا ينافي مقام أمير المؤمنين عليه السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم شيخنا المجاهد

عظم الله أجورنا و أجوركم بحلول ذكرى أربعين سيد الشهداء عليه السلام

سؤالنا يتعلق حول دعاء الصباح لأمير المؤمنين عليه السلام، بعض أصحاب الرأي يقولون بعدم صحة المقطع الثاني لدعاء الصباح، و هو المقطع الذي يصاحبه السجود "إلهي قلبي محجوب و نفسي معيوب .... الخ" فهل هذا الجزء من الدعاء صحيح أم غير صحيح؟

تعليل هؤلاء هو أن هذا المقطع يُنقص من مقام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام

دعواتنا لكم بالصحة و الموفقية

فيصل حسين

كاليفورنيا- الولايات المتحدة الأمريكية


باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى أحزان أهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم) في هذه الأيام حيث فاجعة الهجوم على الدار الإلهية واستشهاد السبط المحسن الشهيد صلوات الله عليه. جعلنا الله وإياكم من الثائرين المنتقمين مع ولينا المفدى صاحب العصر صلوات الله عليه.

هذا الدعاء كغيره من الأدعية الشريفة، معظمها ذات سند ضعيف إلا أن ذلك لا يعني ردّ صدورها من المعصوم (عليه السلام) كما يتوّهمه بعض القاصرين من مقدّسي الأسناد، بل يمكن الاطمئنان إلى صدورها بملاحظة متونها وما اشتملت عليه من سمو المعاني العبادية التي يستبعد الذهن صدورها بهذه الكيفية العالية من غير المعصوم. وكل من خبر أقوالهم وكلماتهم (صلوات الله عليهم) وتذوّقها يعرف مدى التجانس بينها وبين هذه الأدعية المنسوبة إليهم، ودعاء الصباح بالذات لا يجد المرء فيه غير السبك العلوي والأدب الحيدري مما يستبعد تماما أن يكون لغير سيد البلغاء المولى أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

وأما المقطع الأخير منه فقد ذكر العلامة المجلسي في البحار أنه غير موجود في أكثر النسخ، وأنه في بعضها مكتوب على الهامش، إلا أن ذلك لا يمنع من قراءته والإتيان به برجاء المطلوبية، فإن الدعاء بأسره إنما يؤتى به بهذه النية، وهكذا سائر الأدعية، تسامحا في أدلة السنن.

ودعوى أن ما في هذا المقطع من الكلمات يُنقص من مقام مولانا الأمير (صلوات الله عليه) لا تُسمع ولا ينبغي الالتفات إليها أصلا، فإن من أوضح الواضحات أن المعصومين (عليهم السلام) كانوا في كثير من أدعيتهم ومناجاتهم في مقام التعليم للغير، وعندما يردّد المعصوم مثلا: ”أستغفر الله ربي وأتوب إليه“ لا يعني ذلك أنه قد صدر منه ذنب يستدعي الاستغفار والتوبة، بل يكون القصد منه تعليم الآخرين على الاستغفار، وأما هم في قرارة أنفسهم (عليهم السلام) فإنما يستغفرون من باب التذلل لله تعالى والتواضع له. وعليه فلا إشكال في ذلك المقطع، إذ هو من جنس الاستغفار وطلب العون من الله تعالى للتخلص من أدران القلب والنفس.

والقول في صدور هذا المقطع منه (صلوات الله عليه) هو ذاته القول في صدور قول موسى النبي صلوات الله عليه: ”قال ربِّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي“. (القصص: 17). ومعناه على ما شرحه مولانا الرضا صلوات الله عليه: ”إني وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة فاغفر لي أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني“. (عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق ج2 ص177).

وهكذا ينبغي للمؤمن أن لا يحمل كلام المعصومين (عليهم السلام) على محمل واحد في مثل هذه الموارد، بل أن يلتمس له المحامل بما يجلّي المراد، وهو واضح كما أسلفنا.

ثبتكم الله على القول الثابت في الدنيا والآخرة. والسلام.

الثاني من ربيع الأول لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp