ما هي الطريقة المثلى التي تجعلني أكتشف الحقيقة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السّلام عليكم سماحة الشّيخ ، و الصّلاة و السّلام على نبيّنا محمّد و آله الطّيبين .

أما بعد سماحة الشّيخ ، انا شاب في 25 من العمر من المغرب العربي الكبير ، أنحدر من أصول عربية قبائلية . لا أعرف من ديننا العظّيم إلّا الأمور البديهيّة و التي تعلّمناها في سنواتنا الإبتدائية ، و بعض الأمور التي ورثناها من مجتمعاتنا ، و هذا ما لا يمنع ان أيماني بالله قوّي و الحمد لله و مواظب على الصّلواه و تلاوة القرآن و معتدل في حياتي بصفة عامة.
بداية بحثي عن الحقيقة كانت منذ حوالي 10 أيام ، حيث بدأت بقراءة كتاب (ثم اهتديت) للدّكتور محمد التيجاني السماوي ، أعطاني إياه ابي و نصّحني بقرائته و فهمه جيدا ، فأبي يُعدّ من اوائل المُتشيعين في منطقتنا و ذلك منذ بداية التسعينيات ، فهو من دّلني على موقعكم هذا ، و هو من دّلني على موقع مركز الأبحاث العقائدية ، و كذلك علي قناة فدك الفضائية ، اين تعرفت على سماحتكم و أعجبت كثيرا بطريقتكم ، و كيفية معالجتكم المواضيع .
فرغم اني ألقي مساندة كبيرة و شرحا معقولا من ابي لكل تساؤلاتي التي اطرحها عليه و الحمد لله ، الا اني اريد المساعدة من سماحتكم ايضا و هذا لإقتناعي بطريقتكم و إعجابي بشخصكم ...
فسؤالي يتمثل في ماهي الطريقة المثلى و المباشرة و الحيادية التي تجعلني اكتشف الحقيقة ، و اصل إليها مباشرة بدون ايّ تأويلات ، فانا اميل إلى اهل البيت من جهة ، و من جهة اخرى تربّيت لمدة 25 سنة في مجتمع سّني بحت. فانا في مفترق الطرق ، رغم ان بعض الأشياء بدأت تتضح لي فيما كنت اجهلها تماما ، إلى انه في بحثي هذا يلزمني طريق اتّبعه و منهاج أقتدي به ليكون تشيّعي عن قناعة إن شاء الله ، لأننّي من الأشخاص الذّين لايقومون بعمل إلا بقناعة تامة ليستطيع فيما بعد كل واحد منا تحمّل مسؤولياته امام الله و عباده.\'
و في الأخير اتوجه إلى سيادتكم بتشكراتي و إحترامي لكامل الجهود المبذولة و اجركم على الله... كما أنّي ارجو منكم ردا واضحا و مقنعا و مرشدا ليستفيد منه الجميع .

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

شاب باحث عن الحقيقة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلت رسالتكم للشيخ وقد استبشر بها وأكبر بكم هذا الوعي والحرص على معرفة الحق، كما أبلغ سلامه لوالدكم الكريم.

في رؤية الشيخ أن الطريقة المثلى لاكتشاف الحقيقة تكون بالتزام القاعدة التالية: (إعمال العقل على ضوء تنبيهات النقل)

فكأن الوصول إلى الحقيقة عبارة عن شارع مظلم مخيف، يحتاج الولوج فيه إلى شجاعة نفسية أولا وعقد للعزم على الاستمرار. هذا الشارع هو شارع إعمال العقل، لا بد من أن تمضي فيه وتسير بجد، فمشكلة كثير من الناس أنهم بسبب الظلمة البدوية لهذا الشارع يجنحون إلى الراحة ويتركون السير فيه.

ثم إن السير في هذا الشارع لا بد أن يكون مع استنارة وإلا ضلّ الإنسان وسط تلك الظلمة، خاصة أن هذا الشارع تتفرّع منه شوارع وطرق كثيرة متشعبة شبيهة به وليس هو إياها. إنها تشبه (إعمال العقل) ولكنها ليست كذلك. لذلك لا بد من الاستنارة بالنقل، أي القرآن الحكيم وأحاديث النبي الأعظم والعترة الطاهرة عليهم الصلاة والسلام، فعلى ضوء هذه التنبيهات النقلية أعمل عقلك، وكأنك في سيرك في هذا الشارع تضيء من محطة لأخرى مصباحا حين تقرأ آية أو حديثا شريفا.

يصاحب هذا كله العزم الأكيد على مواصلة المسير، هذا (العزم) هو صاحبك في المسير. وأما صاحبك الآخر فهو (عدم الاستهجان) أي عدم استهجان شيء تتوصل إليه، فمشكلة كثير من الناس أيضا هي عدم قدرتهم على مواجهة استهجانات الهوى لما توصل إليه العقل، فيتركون حكم العقل ويأخذون بحكم الهوى. إنهم يريدون إلهاً بهذه الصفة لا تلك! ونبيا بهذه الصفة لا تلك! وإماما بهذه الصفة لا تلك! هذه هي مشكلة أصحاب الهوى.

ثم الجد والاجتهاد، فالطريق هذه صعبة، فيها منزلقات ووعورات، ولكن ما إن تنتقل من محطة لأخرى ستشعر باللذة، لذة اكتشاف الحقائق التي توصلك إلى الحقيقة الكبرى، وهي معرفة الله سبحانه وتعالى والالتزام بدينه الذي ارتضاه لعباده المؤمنين الذين بشرهم بالجنة.

جمعنا الله وإياكم في جنة الخلد بشفاعة نبينا الأعظم وآله الطيبين الطاهرين عليهم الصلاة والسلام.

- انتهى كلام الشيخ.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

21 محرم 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp