هل أبدت الزهراء عليها السلام وجهها وفقا لهذه الرواية؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و العن أعداءهم.

السلام عليكم شيخنا العزيز و رحمة الله ..

- أورد صاحب البحار ج 43 / ص 62 / ح 53 نقلا‌ً عن الكافي الشريف :

((العدّة ، عن البرقيّ ، عن إسماعيل بن مهران عن عبيد بن معاوية، عن معاوية بن شريح، عن سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر، عن أبي جعفر -عليه السلا‌م- ، عن جابر بن عبدالله الأ‌نصاري قال : خرج رسول الله -صلّى الله عليه وآله- يريد فاطمة -عليها السلا‌م- وأنا معه ، فلما انتهينا إلى الباب وضع يده عليه فدفعه ثمّ قال : السلا‌م عليكم
فقالت فاطمة -عليها السلا‌م- : عليك السلا‌م يا رسول الله
قال : أدخل؟
قالت : أدخل يا رسول الله!
قال : أدخل أنا ومن معي؟
فقالت : يا رسول الله ليس عليّ قناع
فقال:يا فاطمة خذي فضل ملحفتك ، فقنّعي به رأسك ، ففعلت
ثمّ قال : السلا‌م عليكم
فقالت : وعليك السلا‌م يا رسول الله
قال : أدخل ؟
قالت : نعم أدخل يا رسول الله
قال : أنا ومن معي؟
قالت : أنت ومن معك
قال جابر : فدخل رسول اله -ص- ودخلت أنا وإذا وجه فاطمة أصفر كأنّه بطن جرادة
فقال رسول الله -ص- : مالي أرى وجهك أصفر ؟
قالت : يا رسول الله الجوع
فقال : اللهم مشبّع الجوعة ورافع الضيعة أشبع فاطمة بنت محمّد
فقال جابر : فوالله فنظرت إلى الدم ينحدر من قصاصها حتّى عاد وجهها أحمر فما جاعت بعد ذلك اليوم.))

* ما صحة هذه الرواية التي تبين بأن جابر بن عبدالله - رضوان الله عليه - نظر إلى وجه السيدة الزهراء عليها السلا‌م ؟

* و ما رأيكم بإبداء المرأة -بغير زينة- وجهَها ؟

و نسألكم الدعاء ..

يتيمة ال محمد عليهم لسلام


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بصرف النظر عما قيل في سند هذا الحديث ولكنّ ظاهر متنه مُعارض بنصوص أخرى على درجة عالية من الاعتبار.

الأمر الآخر هو أنّ ما يجعلنا لا نركن لهذا الحديث هو أنّ له نظيرا من طرق المخالفين حيث رواه الطبراني في الأوسط وفي سنده عتبة بن حميد الذي وثقه ابن حبان وضعفه آخرون.

مع وجود التعارض ووجود النظير عند المخالفين فإننا لا نأخذ بمضمون هذه الرواية, حيث ذات مضمون القصة جاء بألفاظ أخرى ليس فيها شيء مما جاء في هذه الرواية.

عن جعفر (عليه السلام) قال: أقبلت فاطمة (عليها السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فعرف في وجهها الخمص ـ قال: يعني الجوع ـ فقال لها: يا بنيّة ها هنا، فأجلسها على فخذه الأيمن.

فقالت: يا أبتاه إنّي جائعة فرفع يديه إلى السّماء، فقال: "اللّهمّ رافع الوضعة ومشبع الجاعة أشبع فاطمة بنت نبيّك. قال أبو جعفر (عليه السلام): فوالله ما جاعت بعد يومها حتّى فارقت الدّنيا.

(بحار الأنوار: ج43,ص77)

عموما إن في منهج الشيخ مقابلة الروايات والتأمل في حيثيات موضوع الصدور مع عدم إغفال المجاز والعطف على اللغة العرفية آنذاك للوقوف على المعاني الحقيقية بلا تحجر على ظاهر اللفظ، وعلى هذا الأساس قال الشيخ قبل فترة عندما سئل عن هذا الحديث أن من القريب أن تكون رؤية وجه السيدة (عليها السلام) محكية من قبل جابر بشاهد الحال عن رسول الله صلى الله عليه وآله. فتأمل.

وأما إبداء المرأة وجهها بغير زينة للأجنبي، فقد قال الشيخ في محاضرة سابقة أنه على كل الأحال مرجوح بل لا ينبغي، أما إذا كان كشف الوجه يُخاف معه افتتان الأجنبي أو إيقاع الفساد كأن تكون المرأة شابة جميلة فيكون الكشف في هذه الحالة حراما، وهذه في الواقع هي الحالة العامة وما سواها نادر، لذلك ينبغي على المرأة المؤمنة ستر وجهها وتتخذ ذلك عادة لها.

يمكنكم مراجعة المحاضرة التالية:

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

1 صفر 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp