ما هو الإشكال في مقولة: (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء)؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظك الله ورعاك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد ...

كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء لقد قرأت اعتراضك على هذه الكلمة وقولك بأنها قد تكون من ترويجات الأمويين؟ فما سبب اعتراضك هذا مع ما نعرفه من موقفك من رد روايات أهل البيت ع؟ ولكن بغض النظر مما ذكرتموه فأنا لا أتفق معك في مسألة ستخدام هذه الكلمة وخصوصا في هذا الوقت فنحن حينما نسمع هذه الكلمة لا نرى أن المعنى هو أننا سنقتل إذا ثرنا ولكن الذي نراه حينما سمعها باختصار هو أن نسعى إلى تحقيق وتجديد أهداف الحسين ع في كل يوم وفي كل أرض وأن نبذل في ذلك كل ما نستطيع وفي هذا المعني أو المعاني الأخرى التي قد تسجل في هذا الاتجاه لا أظن أن فيه أي شائبة أو مخالفة لا المعنى الذي رجحتموه، فما رأيكم؟


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الصديقة البتول فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، جعلنا الله وإياكم من الثائرين لها مع ولدها المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

هذه المقولة ليست رواية عن أهل البيت (عليهم السلام) أصلا، فلا تتوهم أنّا بذلك نردّ رواية من الروايات والعياذ بالله. وهي كما ذكرنا معارَضة بقولهم عليهم السلام: ”لا يوم كيومك يا أبا عبد الله“، ونصّهم على أن أرض كربلاء لا تماثلها أرض في الشرف والمنزلة. فالذي ينبغي لنا الالتزام بالروايات وردّ ما خالفها حتى وإن كان تأويلنا لما يخالفها مما تهواه أنفسنا ولا نرى فيه حرجا شرعيا، فإن أئمتنا (صلوات الله عليهم) علّمونا أن نقول ما يقولون ولا نزيد ولا ننقص فضلا عن أن نعارض، وهكذا قال الصادق (عليه السلام) لعبد الله بن سنان الذي كان يدعو الله بقوله: ”يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك“ فصحّح له الإمام وأمره بأن يقتصر في دعائه على قوله: ”يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك“- أي من دون (الأبصار) - قائلا: ”إن الله عز وجل يقلب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول“. وكذا عندما أضاف العلاء بن كامل عبارة (بيده الخير) في الدعاء الذي علّمه إياه الصادق (عليه السلام) وهو: ”لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، يحيي ويميت ويميت ويحيي، وهو على شيء قدير“. فقال له الإمام عليه السلام: ”إن بيده الخير ولكن قل كما أقول لك“. فتأمل جيدا كيف أن الإمام (صلوات الله عليه) أمر بأن لا يغيّر شيء من أقوالهم وما علّمونا أن ندعو به، رغم أن هذه الزيادات طفيفة وليس فيها محذور شرعي على الظاهر، فكيف بابتداع مقولة وشعار معارض تماما لأقوالهم عليهم السلام؟! إن ذلك يخالف الأمر المولوي: ”.. ولكن قل كما أقول“.

وقد ذكرنا أننا نرجّح أن تكون هذه المقولة الباطلة صادرة من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) لإرعاب شيعتهم على ما فسّرناه، وهي اليوم قد اتُّخذت عن جهالة شعارا يُردّد في بعض مجالسنا ومنابرنا، وهذا مرفوض البتة.

رزقكم الله وإيانا حسن العاقبة. والسلام.

20 من شهر ربيع الآخر لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp