ما العهد الذي إن التزم به الشيعة لما تأخر لقاؤهم بالإمام الحجة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله سلامي للشيخ ولجميع الرافضه الابرار.
السؤال
(ولو أنّ أشياعنا، وفّقهم الله لطاعته، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم؛ لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا)..

ما هو هذا العهد الذي ان اتزمت به الشيعة لما تأخر لقائهم بالامام الحجة.
وشكرا لجهودكم

الميرزا جعفر الربيعي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج1: العهد هو أن يجتمع منّا من الأوفياء المخلصين بالعدد الذي يفي بنصاب الثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا، ولو وُجد هذا لما تأخر إمامنا (عجل الله فرجه الشريف) بالظهور والقيام، وقال الجواد (صلوات الله عليه) في وصف القائم (عجل الله فرجه): ”يجتمع إليه من أصحابه عُدّة أهل بدر - ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا - من أقاصي الأرض، وذلك قول الله عز وجل: «أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».. فإذا اجتمعت له هذه العُدّة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره“. (كمال الدين وتمام النعمة للصدوق ص378).

يقول سماحة الشيخ الحبيب (حفظه الله) في مقالة له بعنوان (هو الغائب عنا.. أم نحن الغائبون عنه؟!): ”ثمة توقيع شريف صدر من لدن الناحية المقدسة (صلوات الله على صاحبها) يؤكد بكل وضوح أن اللائمة تقع على الذين انتحلوا التشيع وهم بعيدون عن الوفاء بالعهد الإلهي، وهو العهد الذي يقتضي طاعة أهل البيت طاعة مطلقة، في الأوامر والزواجر .. هذا التوقيع صادر إلى الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) ويقول فيه مولانا الإمام صلوات الله وسلامه عليه: ”.. فإنّا يحيط علمنا بأنبائكم، ولا يعزب عنا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالزلل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون“. (تهذيب الأحكام ج1 ص38).

هكذا يكشف لنا الإمام عن مأساتنا! نحن الذين نبذنا العهد المأخوذ منّا وراء ظهورنا وجنحنا نحو أهوائنا التي كان سلفنا الصالح من الشيعة الأبرار بعيدين كل البعد الشاسع عنها.. فوا أسفاه على حالنا! وبعد إذ اتضحت الحقيقة، وهي حقيقة أننا نحن الذين حجبنا عن أنفسنا إمامنا (صلوات الله عليه)، وأننا نحن السبب في تأخير ظهوره، وأننا نحن الذين تركنا العهد والميثاق وعدلنا عن طريق آبائنا وأجدادنا؛ فما هو العمل الآن لكي نقترب من إمامنا (صلوات الله عليه) أكثر ونصل إليه وننضم إلى كتيبة جنده الموعودة وننقذ أنفسنا؟

إن الطريق لذلك رسمه لنا الإمام (عجل الله فرجه الشريف) نفسه وفي نفس التوقيع للشيخ المفيد، حيث قال: ”ليعمل كل امرئ منكم بما يقرّبه من محبتنا، وليجتنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإن أمرنا يبعثه الله فجأة حين لا تنفعه توبة، ولا ينجيه من عقابه ندم على حوبة“. (المصدر السابق).

فالعمل إذن هو الالتزام بالعمل الصالح الذي ننال به محبة أهل البيت (صلوات الله عليهم)، والاجتناب عن العمل الفاسد الذي يجلب لنا كراهة وسخط أهل البيت والعياذ بالله. ويجب أن نكون كذلك قبل أن فوات الأوان، فإنه لو ظهر الإمام - كما في النص السابق - فلن ينفع الندم ولا التوبة! لنفكّر! لنصحو! لنعمل! عسى أن يرزقنا الله رضى المولى صاحب الأمر أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء.

شكرا لحسن التواصل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن


ليلة 16 ربيع الآخرة 1436 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp