إذا كان الأئمة يعلمون بالغيب فلماذا عرّضوا أنفسهم للموت؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا و نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة لسماحة الشيخ ياسر الحبيب أدام الله عزه ،

يقول الوهابية إذا كان الأئمة يعلمون الغيب ، وأنهم يعلمون متى يموتون وفي أي ساعة ، فلماذا ترك الإمام علي عليه السلام ابن ملجم { لعنه الله } ينال منه ويقتله ؟؟ أليس هذا انتحارا ؟؟؟؟؟ بم تردون شيخنا ؟؟

هذا مع خالص تمنياتي لكم بالتوفيق مولاي الفاضل


باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

جوابه اختصارا أن النبي وأهل بيته (عليهم الصلاة والسلام) يعلمون الغيب حيث قد أطلعهم الله تعالى عليه، وكما أنه سبحانه قد أطلعهم عليه، فإنه قد أمرهم بالاستجابة لما قضاه وقدّره عليهم فيه، وإلا لما كان هناك معنى لهذا الإطلاع لأن حدوث التغيير فيه لا يجعله حتما مقضيا. وليخبرونا عن إسماعيل النبي (صلى الله عليه) ألم يكن يعلم بأن الله قد أمر والده إبراهيم (صلى الله عليه) بذبحه، فلماذا استجاب له واستسلم؟ ألا يعد هذا انتحارا؟!

كلا بل هو تسليم لقضاء الله وقدره، وهنا مكمن العظمة وجلالة القدر والشأن، أن يعرف عليٌّ (صلى الله عليه) أن ابن ملجم (لعنه الله) عازم على قتله، وأن ذلك مما جعله الله تعالى حتما مقضيا، فيستجيب له ويستسلم. وهذه هي سيرة الأنبياء والأولياء عليهم الصلاة والسلام. وليتدبّروا وليرجعوا إلى مصادر التاريخ ليعرفوا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أخبر أهل بيته بما يلقونه بعده، ومع ذا فإنهم أقبلوا على الموت غير مبالين إلا برضا الله سبحانه.

وفقكم الله لجوامع الخير في الدنيا والآخرة. والسلام.

الثالث من شهر رجب لسنة 1426 من الهجرة الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp