هناك أحاديث تنافي الواقع في وصفها للشيعة فما قولكم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الفللك الجاريك في اللجج الغامرة يأمن من ركبها و يغرق من تركها المتقدم لهم مارق و المتأخر عنهم زاهق و اللازم لهم لاحق،اللهم العن أول ظلم ظلم حق محمد و آل محمد و آخر تابع لهم على ذلك.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
لدي سؤالين لو سمحتم اذا تفضلتم بالاجابة عليهما اكون لكم من الشاكرين.
السؤال اﻷول:
ان هناك عدة أحاديث اثارت في نفسي بعض الشكوك و التساؤلات حولها و مدى صحتها.
1-عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل أعفى شيعتنا من ست: من الجنون، والجذام، والبرص، والابنة، وأن يولد له من زنا، و أن يسأل الناس بكفه.
المصدر:الخصال ج 1 ص 163،و كذلك في بحار اﻷنوار الجزء : 93 الصفحة 151 ،طبعة دار الاحياء التراث.
2-عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما ابتلى الله به شيعتنا فلن يبتليهم بأربع بأن يكونوا لغير رشدة، أو أن يسألوا بأكفهم، أو أن يؤتوا في أدبارهم، أو أن يكون فيهم أخضر أزرق.
المصدر:الخصال ج 1 ص 107، وكذلك في بحار اﻷنوار الجزء 93 الصفحة 151 ،طبعة دار الاحياء التراث.

3-عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربع خصال لا تكون في مؤمن: لا يكون مجنونا، ولا يسأل على أبواب الناس، ولا يولد من الزنا، ولا ينكح في دبره.
المصدر:الخصال ج 1ص 109،وكذلك في بحار اﻷنوار الجزء 93 الصفحة 151 ،طبعة دار الاحياء التراث.
هذه اﻷحاديث وغيرها من شبيهتها تعارض الواقع فمن المؤمنين و الشيعة من هو مجنون و من يسأل على أبواب الناس
فكيف تفسرون هذه الروايات.
السؤال الثاني:
ماحكم من اغتصب في صغره و نكح في دبره هل يكون من غير الشيعة اذا صحت هذه الروايات ،و ماهو التكليف الشرعي عليه و ماهو الحد على المغتصب علما ان هذه الحادثة حدثت للشخص و هو صغير السن.

الله يحفظكم شيخنا و يؤيدكم بنصره و ان شاء الله نكون و اياكم في حال أفضل من هذا الحال في ظل حكومة سيدي و مولاي صاحب العصر و الزمان "صلوات الله عليهو عجل الله تعالى فرجه الشريف"
نصر الله من نصر آل محمد عليهم السلام

و نسألكم الدعاء.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ؛

ج1: هذه الروايات محمولة على صنف خاص من الشيعة الأبرار الذين بلغوا مرتبة سامية من الإيمان والتديّن، فيكون من سابق رحمة الله تعالى بهم إعاذتهم من هذه الأمور مكافأةً لهم على اجتهادهم في طاعته وعبادته، كأمثال المقداد وسلمان وأبي ذر رضوان الله عليهم. ففي الرواية «أن أمير المؤمنين عليه السلام خرج ذات ليلة من المسجد، و كانت ليلة قمراء فأَمَّ الجبّانة، ولحقه جماعة يقفون أثره، فوقف عليهم ثم قال: من أنتم؟ قالوا: شيعتك يا أمير المؤمنين. فتفرَّسَ في وجوههم ثم قال: فما لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة؟ قالوا: وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين؟ فقال: صُفر الوجوه من السهر، عمش العيون من البكاء، حدب الظهور من القيام، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، عليهم غبرة الخاشعين» (الإرشاد للمفيد ص114) وقال الإمام الباقر عليه السلام: «ما شِيعَتُنا إلاّ مَنِ اتَّقى الله وأطاعَهُ، وما كانوا يُعرَفُونَ إلاّ بالتَّواضُعِ والتَّخَشُّعِ وأداءِ الأمانَةِ وكَثرَةِ ذِكرِ اللّه» (تحف العقول لابن شعبة ص295) وفي حديث آخر «أن الرضا عليه ‌السلام جفا جماعة من الشيعة وحجبهم، فقالوا: يابن رسول الله؛ ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد الحجاب الصعب؟ قال: لدعواكم أنكم شيعة أمير المؤمنين عليه ‌السلام وأنتم في أكثر أعمالكم مخالفون، ومقصّرون في كثير من الفرائض، وتتهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في الله، وتتّقون حيث لا تجب التقية، وتتركون التقية حيث لابدّ من التقية» (الاحتجاج للطبرسي ص441)

وقد قال رجل للإمام الحسن المجتبى عليه السلام: «إني من شيعتكم» فقال له الإمام عليه السلام: «يا عبدَ الله؛ إن كُنتَ لَنا في أوامِرِنا وزَواجِرِنا مُطِيعا فقد صَدَقتَ، وإن كُنتَ بخِلافِ ذلكَ فلا تَزِدْ في ذُنوبِكَ بدَعواكَ مَرتَبةً شَرِيفَةً لَستَ مِن أهلِها. لا تَقُلْ: أنا مِن شِيعَتِكُم؛ ولكن قُل: أنا مِن مُوالِيكُم ومُحِبِّيكُم ومُعادِي أعدائكُم، وأنتَ في خَيرٍ وإلى خَيرٍ» (تنبيه الخواطر مجموعة ورام ج2 ص106)

وإنك بالفعل لو نظرت في تاريخ الشيعة القدماء من أصحاب الأئمة عليهم السلام الذين انطبقت عليهم مثل هذه المواصفات لما وجدت أحدا منهم ابتُلي بالذي ذكرته الروايات.

ج2: لا بل يكون من الشيعة بالمعنى الأعم إن شاء الله، وذلك لأن المقصود في الروايات من أن الشيعي لا يُنكح في دبره هو أنه يرتضي ذلك، لا أنه يُكرَه عليه أو يُغتصَب في حال صغره مثلا، فإن ما أُكره عليه الإنسان لا يحاسَب عليه ولا يخدش في شخصيته، فالله سبحانه يعلم أن عبده هذا بريء وأنه مظلوم مجني عليه. وأما المغتصِب فعليه الحد شرعا إذا أقرّ أو قامت عليه البيّنة، وهو القتل إذا كان محصنا والجلد إذا كان غير محصن. وله أن يتوب قبل ذلك.


وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

27 ربيع الأول 1438 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp