ما معنى الموجود عنه والموجود عليه ووحدة الوجود ووحدة الموجود؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

‏بسم الله الرحمان الرحيم

‏سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظك الله ورعاك وسدد خطاك !!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد !!!

الموجود عنه ، الموجود عليه !!! أو شيء من هذا القبيل !!! ما الفرق بينهما؟ وبالنسبة لوحدة الوجود والموجود هي حرام ، صح ؟ فما معنى المصطلحين بكلمات سهلة – غير صعبة حتى نستوعبها- وثانيا بالنسبة للذين ينتمون إلى التشيع ثم يقولون بها ، فما حكمهم ؟؟ في الدنيا والآخرة ؟؟ وما الرد المختصر المفيد عليهم – وبلغة بسيطة - ؟ وكيف التعامل معهم ؟ ومن أبرز من يقول بها ممن ينتمي إلى التشيع – حتى نحذرهم -؟


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيدتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، جعلنا الله وإياكم قريبا من الطالبين بثارها مع ولدها المنتقم لها صاحب العصر والزمان الإمام الحجة بن الحسن المهدي أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء.

الموجود عنه، أي الذي وجوده متفرع عن وجوده.

الموجود عليه، أي الذي وجوده متقوّم بوجوده.

وحدة الوجود، أي أن حقيقة الوجود في كل الموجودات هي واحدة، كالكهرباء في المصابيح.

وحدة الموجود، أي أن كل الموجودات وحدة واحدة.

قد ذكرنا أن القائلين بوحدة الوجود أو الموجود خارجون عن التشيع، بل عن الإسلام، ومأواهم النار، أما حكمهم من ناحية التعامل والطهارة والنجاسة فتراجعون فيه السيد المرجع دام ظله.

والرد المختصر المفيد على هؤلاء المنحرفين هو ما قاله سيدنا ومولانا الصادق عليه السلام: ”إن الله خلو من خلقه، وخلقه خلو منه، وكل ما وقع عليه (شيء) ما خلا الله فهو مخلوق، والله خالق كل شيء، تبارك الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير“. (الكافي ج1 ص82).

وفقكم الله لخير الدنيا والآخرة. والسلام. 19 جمادى الآخرة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.



قد سألتكم سؤالا عن القول بوحدة الوجود وأن ذلك لازم القول بعدم محدودية وجود الله سبحانه وتعالى.
وقد وصل الجواب من مكتبكم بإرجاعي إلى رابطين من قسم الأسئلة ورابط من قسم الدروس الصوتية.
أما الرابط الصوتي فلم أفتحه لمشكلة في جهاز الحاسوب خاصتي.
وأما الرابط الثاني فلم يكن فيه أي إجابة على سؤالي إذ ليس فيه إلا توضيح لمعنى وحدة الوجود.
وأما الرابط الأول ففيه إجابة لكنها ليست شافية إذ تقولون فيها في مقام الإجابة على ذلك بما حاصله :
أن الوجود في الله سبحانه بما أنه ليس من سخ وجودالممكنات فلا مجال للشبهة المذكورة من لزوم وحدة الوجود لعدم حادية وجودالممكنات له فإن الذات غير الذات والوجود غير الوجود فإن وجودها ممكن محدود ووجوده واجب حاد.

وفي مقام المناقشة العلمية فيما ذكرتموه اسمحوا لنا أن نقول :
إن لهذا الكلام المذكور من افتراق معنى الوجود في الواجب والممكن لوازم باطلة لايمكن الإلتزام بها لكم.
فإننا عندما نقول (الله موجود) فبحسب الحصر العقلي ينحصر المراد من الوجودالمفهوم من كلمة(موجود) في أمور:
1-المعنى المتبادر العرفي الذي نفهمه وهو عباة عن (الشئ الثابت).
2-المعنى النقيض للمعنى الأول المقابل له وهو عبارة عن (العدم واللاشئ).
3-أن يراد منه معنى لا نفهمه.
4-أن لايراد منه شئ أصلا.
أما الرابع فيلزم منه أن يكون التلفظ به مجرد لقلقة لسان وألفاظا بلا معنى.
وأما الثالث فيلزم منه تعطيل العقول وكيف يحكم بشيئ لايفهم ولا يتصور ؟ وهل الحكم إلا تصور الموضوع والمحمول والنسبة الإذعان بها؟.
وأما الثاني فيلزم منه القول بتعطيل العالم عن الصانع والخالق والعياذ بالله.
فلم يبق إلا الإحتمال الأول وهو الوجود بالمعنى المتعارف وهو الأمر الثابت.

وبعد كل هذا يرد جوابكم على الشبهة فلم يبق إلا الإلتزام بالقول بوحدة الوجود وإثبات حقيقة واحدة لكل موجود سواء الواجب والممكن.
ولكن هذا لا يمنع من الإلتزام بوجود المغايرة بين الخالق والمخلوق والرازق والمرزوق, فإن المقام غير المقام.
هذا وقد سألت سابقا سؤالا آخر لم يجب عليه وهو: ألا تحتملون -ولو احتمالا يسيرا- وجود مستند أو دليل أو وجه من الوجوه لدى كل هؤلاء العلماء الذين اتهمتموهم -في هذه المسألة وغيرها- بالفسق والعصيان وسقوط العدالة أو بالكفر والعياذ بالله مع أننا عشنا مع كثير منهم فلم نجد منهم سوى الإيمان والإعتقاد الراسخ والعمل الصالح .
ثم إن وجود مثل هذا الإحتمال العقلائي -الموجود لدى كل إنسان لايرى في نفسه علم الغيب ولا يعتقد العصمة فيها ولا يرى أنه مسدد من الوحي في جميع آراءه ألا يجعله على الأقل يحتاط في إطلاق مثل هذه الأمور عليهم أو يحتمل أنه يمكن أن يعاقبه الله سبحانه يوم القيامة عليها لأجل تعديه عليهم مع احتمال وجود خلل في المقدمات التي يرتبها للوصول إلى مثل هذه النتائج التي قد تكون خاطئة.

هذا والعذر الشديد من الإطالة والرجاء الأكيد في التفصيل من الشيخ الجليل في الإجابة..

عاشق الحق




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يرى الشيخ أن الثالث هو الصحيح، فحقيقة وجود الله تعالى لا يمكن إدراكها عقلاً لاستحالة إدراك كنهه جل وعلا، وهو الموافق للأخبار والآثار، وإلا كان ذلك إحاطة به من الممكن، وهو أمر لا يمكن أن يقع كما لا يخفى، فالله محيط بالممكنات من كل الجهات، ومنها الوجود بما هو وجود، فهو ممكن مخلوق له تعالى شأنه.

وليس قولنا: ”الله موجود“ إلا إثبات حقيقة مجهولة الكنه خارجة عن حد التعطيل وحد التشبيه. أما أهل الزيغ من الفلاسفة والعرفاء فإنهم لنفيهم غيرية الوجود بين الواجب والممكن فقد شبّهوا ومثّلوا الله تعالى بخلقه في هذه الصفة إذ جعلوا حقيقة وجوده نفس حقيقة وجود خلقه! وهذا باطل عقلاً كما مرّ كما أنه باطل شرعا، فقد قال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه: "ولا حقيقته أصاب من مثّله، ولا إياه عنى من شبّهه" (التوحيد للصدوق ص35) وقال صلوات الله عليه: "لما شبّهه العادلون بالخلق المبعّض المحدود في صفاته، ذي الأقطار والنواحي المختلفة في طبقاته، وكان عز وجل الموجود بنفسه لا بأداته" (المصدر نفسه ص55) وقال مولانا الصادق صلوات الله عليه: "من شبّه الله بخلقه فهو مشرك، إن الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء، وكل ما وقع في الوهم فهو بخلافه" (المصدر نفسه ص80).

فإن قلت: لمَ لا تلتمسون له المحامل والأعذار من قبيل أنه أخطأ في الفهم أو اشتبه في المسألة؟
قلنا: قد مرّ أنّا حين لا نجد محملاً شرعياً ونجد المخالفة صريحة ناقضة محفوفة بالقرائن فإنّا نصم صاحبها بالانحراف والزيغ والضلالة، فالتثبت في محله ولسنا نهمله إن شاء الله تعالى، ولذا ترى أنّا حين لا نجتاز مرحلة التثبت ولا تطمئن النفس إلى الجرح أو التعديل نعبّر عن المسؤول عنه بلفظ: ”محل تحفظ“.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 21 رجب الأصب 1430


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp