كيف لا يكون للعبد دور في الإيمان كما جاء في رواية الإمام الصادق عليه السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم سماحة الشيخ

أخرج الشيخ أبو جعفر الكليني في (الكافي) بإسناد "موثق كالصحيح" كما قال العلامة المجلسي، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن صفوان، عن الفضيل قال: قلت لأبي عبد الله
(عليه السلام): " أولئك كتب في قلوبهم الايمان " هل لهم فيما كتب في قلوبهم صنع؟ قال: لا.

أود منكم شرح هذا الحديث، كيف لا يكون للعبد دور في الإيمان؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ أفاد أنه ليس معنى الحديث سلب كون الإنسان مختارا؛ بل معناه أنه مع اختياره الإيمان ليس له الفضل والمعروف بذلك، بل الفضل والمعروف فيه لله سبحانه وتعالى لأنه الذي فطر الإنسان على الإيمان وأرشده إليه بما أودعه فيه من عقل وبما أسمَعَهُ من نقل، فإذا عرف أحدٌ الإيمان فليس له بهذا أن يدّعي أنه إنما عرفه بجهد نفسه الذي يستحق به الثواب بمحض معرفته، فإن الثواب بنفسه هو تفضُّلٌ من الله سبحانه عليه.

وعليه؛ يكون معنى الحديث هكذا: «هل لهم في ما كتب في قلوبهم فضل ومعروف؟ قال: لا، فالفضل والمعروف لله جل وعلا».

يوضح هذا المعنى أن كلمة (الصنع) في اللغة تأتي بمعنى الفضل والمعروف. قال ابن منظور في لسان العرب: «والصُّنْعُ بالضم: مصدر قولك صَنَعَ إليه معروفا».

ويوضحه ما جاء في حديث آخر عن الحسن بن زياد قال: «سألتُ أبا عبد الله عليه السلام عن الإيمان؛ هل للعباد فيه صُنع؟ قال عليه السلام: لا ولا كرامة؛ بل هو من الله وفضله» (المحاسن للبرقي ج1 ص316).

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

14 ربيع الآخر 1439 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp