ما موقفكم من هؤلاء الذين يشككون في روايات الكرامات؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

اللهم والعن اعدائهم لعنا ابديا سرمديا لاسيما ابي بكر وعمر وعثمان وحفصة وعائشة

ماهو مقصد هؤلاء الذين يكثرون القول على روايات الكرامات الخاصة بالأئمة بمقولات تافهة مثل ( هذا ضعيف ...وإذا ثبت ....لم يثبت ) حتى اصبح البعض مشككا في ولادة امير المؤمنين عليه السلام وهو ساجد في الكعبة ؟

ماهو ميزان الامامية في روايات الكرامات الخاصة بالائمة صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ؟

حيث اننا لو دققنا في الأسانيد سيسقط منها الكثير

نسألكم الدعاء

اخوكم / محمد عبدالله / الكويت


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

إنهم يعانون من عقدة النقص والانهزامية أمام الآخر المخالف ولذا تراهم يشككون في كل شيء ورد أملا في إذابة الفوارق بين العقيدتيْن! وتشكيكاتهم لم تنحصر على ما سنده ضعيف بل هي تمتد لتطال حتى ما كان سنده في أعلى درجات الصحة والاعتبار، كزيارة عاشوراء المقدسة!

هؤلاء الجبناء البتريون يوهمون عوام الناس أن كل حديث ضعيف السند هو مردود فاقد للحجية، وليس الأمر كذلك، فإن كثيرا من الأحكام التعبدية إنما استُنبطت من أحاديث ضعيفة السند، فإذا كان الأمر في ما يترتّب عليه حكم هكذا، فإن ما لا يترتّب عليه حكم - كروايات الكرامات - يكون الأمر فيه أسهل.

ولا ينحصر الحكم باعتبار الرواية في كونها صحيحة السند، فصحة السند إنما هي إحدى المزايا، وهناك مزايا أخرى تجعل الرواية معتبرة حائزة على الحجية في مقام العمل أو الاعتقاد حتى ولو كانت ضعيفة السند، منها موافقتها للكتاب، واستفاضتها واشتهارها، وأخذ الأصحاب بها، واحتفافها بالقرائن الموجبة للاطمئنان بصدورها، ووجود نظائر لها، ووجود المعارض لها عند أهل الخلاف، ومشموليتها بالقواعد التصحيحية، إلى غير ذلك من مزايا.

وكم من رواية صحيحة السند إلا أنها مسلوبة الاعتبار في مقام العمل أو الاعتقاد، لوجود ما يقدح فيها أو يكسرها، كمعارضتها للكتاب، وشذوذها، وإعراض الأصحاب عنها، وظهور علة فيها، وفقدان النظير لها، وموافقتها لما عند أهل الخلاف، وخروجها عن القواعد التصحيحية. إلى غير ذلك من قوادح.

وعليه، فما يتوهمه الجهلة من أن كل حديث فاقد لصحة السند هو فاقد للحجية والاعتبار هو وهم فاسد، وكذا ما يتوهمونه من أن كل حديث حائز على صحة السند هو حائز على الحجية والاعتبار. فليست هذه الملازمة ضرورية.

وروايات الفضائل والمناقب والمعاجز والكرامات ونحوها مما لا يترتب عليه حكم تكليفي أو وضعي، لا تُرد إلا إذا خالفت أصلا في الكتاب أو السنة القطعية أو العقل أو الإجماع، بغض النظر عن أسنادها قوة وضعفا، وبهذا يكون جلها معتبرا وموثوقا به.

زادكم الله بصيرة وحماكم من فتن الزمان. والسلام.

7 شعبان المعظم لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp