لقد تشيعت فكيف أربّي أبنائي تربية دينية صحيحة على حب العترة الطاهرة عليهم السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على اشرف المرسلين وال بيته الطيبين الطاهرين

السلام عليكم شيخنا الكريم و وفقكم الله في ابحاثكم

لقد تعرفت الى مذهب الامامية الجعفرية منذ حوالى الثلاث سنوات اثر زواجي برجل من اتباع الشيعة الامامية وقد هداني الله الى اتباع الحق و الحمد لله. اليوم انا ام لطفلين ولد (15شهرا)و فتاة(شهرين) واعيش في تونس و اتسائل منذ فترة عن كيفية تعليم ابنائي حب العترة الطاهرة و كيف انشئهم تنشئة دينية صحيحة خاصة ان الذي سأعلمهم اياه يتعارض مع الذي سيسمعونه من المدرسة والشارع. هل يوجد عمر معين ابدئ منه تعليمهم؟ معلوماتي محدودة جدا في هذا المجال و ارجو منكم مساعدتي و نصحي و لكم جزيل الشكر.

ام حيدر


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم.

لا شك أن تربية الأبناء مسؤولية عظيمة تتصدر مسؤوليات كل امرأة مؤمنة..وقد أوصانا أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم بتولية هذا الأمر قدرا كبيرا من الاهتمام..والسعي "المبكر " والدؤوب لما فيه صلاح آخرتهم ودنياهم..وكما قيل فـ " التعليم في الصغر كالنقش على الحجر" لذا فإن هذه العناية تبدأ قبل أن تودع النطفة بالأرحام..وتستمر إلى ما شاء الله جل وعلا على طول عمر الأم
يقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام"علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم" فبهذا الأدب تكون النجاة وبهذا السعي يكون الصلاح والواقع أن روايات المعصومين صلوات الله عليهم تؤكد على ضرورة مراعاة الأم "الحامل" لحلية الطعام وحسن التعبد وحضها على قراءة القرآن الكريم والزيارة الجامعة والأدعية المؤثورة لتأثير كل هذه الأمور المباركة على روحية الجنين..مما يثبت في روعه ويطهر باطنه..

والطفل الوليد "الرضيع" يأخذ من أمه الكثير من سمات الولاء عن طريق الرضاعة حيث تحرص الأم على:
* الكون على طهارة ووضوء
* ترديد الصلوات واللعن مما يوجب تثبين التولي والتبري
*مراعاة الحلية في الطعام
* البعد عن الملوثات الروحية كالغناء وما أشبه

و ثمة ممارسات أخرى من الواجب الحرص عليها يوميا كقراءة القرآن الكريم وبالأخص سورة يس على مسامع الطفل لتعتاد الأذن وتألف آيات الذكر الحكيم ..وزيارة مولانا الحسين عليه السلام بزيارة عاشوراء وتهييء الطفل الرضيع لذلك من قبيل استقبال جهة الحرم المقدس وكذلك زيارة المعصومين عليهم بالزيارة الجامعة

ولسنوات الطفولة الأولى تأثيرعظيم ،فقد بينت الأبحاث أن الأغلب من قلب الإنسان مستودعات من سنواته الأربع الأولى وما يترسخ في تلك المرحلة يتجذر في عقله وروعهخ مما يصعب التخلص منه والحياد عنه..لذا من الواجب أن تحرص الأم المؤمنة على أن ترسخ في ذهن الطفل المفاهيم الإسلامية..من خلال عدة ممارسات
(1) تلقينه كلمات "يالله، يا علي، يا زهراء،.. إلخ" في عمر النطق الأول بدل كلمات "ماما وبابا" وما أشبه
(2) الاهتمام بالمحفوظات من قبيل القرآن الكريم والأدعية المباركة والزيارات كما ذكر أعلاه
(3) الحرص على حلية مطعمه
(4) تهييء البيئة الطاهرة النظيفة البعيدة عن كل وسائل الإعلام السقيمة والكرتونات الهابطة وانتقاء المواد النافعة سواء البصرية أو السمعية أو حتى الملبوسات
(5) القصة:
للقصة دور كبير في ثقافة الطفل فمن خلال القصة يقتنص المفاهيم ، فالسرد يحرك العاطفة في الطفل فيتهيأ لاستقبال الرسائل التربوية لذا يتوجب أن تحرص الأم على سرد قصص المعصومين صلوات الله عليه بطريقة مشوقة متناسبة و ذهن الطفل وزج ثوابت التولي والتبري في روحه..
فحينما تسرد قصة أمير المؤمنين عليه السلام تبدأ بـ " كان هناك فتى شجاع ..بطل ." على سبيل المثال
أو أن تسرد قصة السيدة نرجس عليها السلام فتقول " كانت هناك أميرة تعيش في قصر في بلاد بعيدة تسمى بلاد الروم..." وما أشبه ..المقصود أنه تسرد القصة بنحو مشوق على أسس أدب الطفل الجاذبة
(6)القدوة
إن للقدوة نصيب وافر في مباحث علم النفس ..لذا فإن تعلق الطفل بشخصية ما يجعله يقتفي آثاراها ويحرص على محاكاة فالواجب أن تعمل الأم على تعلق أولادها بالشخصيات الإسلامية الطاهرة..وأن تكون هي أيضا بمستوى يليق بالاقتداء..

(7) الحرص على إقامة العزاء بمناسبات استشهاد المعصومين عليهم السلام مما يوجب البركة في الدار
(8) تسبيحة الزهراء عليها السلام تعين الأم على هذه المهمة الكبرى

هذا ونسأل الله التوفيق لجميع المؤمين والمؤمنات..وعظم الله أجوركم باستشهاد السيدة رقية عليها السلام

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 4 صفر 1430


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp