مجموعة أسئلة حول منهجكم الحاد وذمكم لبعض علماء الشيعة وحول الصلاة خلف المخالفين

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في خضم الأحداث الأخيرة أسأل الأخ ياسر الحبيب بعض الأسئلة لعله يشفي غليلي بالإجابة عليها ...

السؤال الأول : إذا كان هدفكم هو نشرة صوت أهل البيت عليهم السلام فلماذا يتم التعرض بهذه الطرق الاستفزازية لرموز الآخرين ؟ وأحدس أن الجواب سيكون أنكم وقفتم على الثمرات من رسائل وغيرها تُفيد بانتقال جمع من السنة إلى التشيع لمحمد وآله عليهم السلام ... وهنا أقول أنه لو افترضنا أن الذين استبصروا على ضوء الاحتفال الأخير تعدادهم 100 أو أكثر ألا يشاركني الرأي الأخ الشيخ الحبيب أنه لو انتهج وسلك طريقاً أكثر تقبلاً كإن يبين هذه الحقائق دون هذه الطريقة الاستفزازية ... أقطع أن المستبصرين سيكونون عند ذلك بالآلاف.

السؤال الثاني : أنكم في حال مواجهة مع السنة والوهابية (لعنهم الله) بالخصوص تفتحون على أنفسكم جبهة أخرى حين تتكلمون عن بعض رموز الشيعة كـ السيد الخامنائي وغيره ... وأنا هنا لست أدافع عن السيد بقدر ما أن الاستراتيجية تُحتم عليكم أنكم لا تكثروا أعدائكم بالتالي سوف تعارضون من الخارج والداخل على حد سواء.

السؤال الثالث : أحد أكبر فضائل منطقتنا (الأحساء) بُهت جداً واشمئز عندما نقلت له رأيكم في أن عائشة زنت ... وأنا هنا لست ألزمكم بهذا إنما أنقل لك رأي هذا الفاضل بأنه نسب الإجماع المطبق التام على أن علماء الطائفة المحقة على عدم صحة هذا الرأي. سؤالي لكم ... بإثباتكم هذه المسألة (أي الزنا) هل يتبنى أحد من أساطين المذهب هذا الرأي الشاذ ... وإن كان ألا يسقط باعتباره شاذ أمام الإجماع؟!

السؤال الرابع : موقفك السلبي جدا من العرفانيين والفلاسفة ... ألا يحتمل الشيخ ياسر الحبيب أنه لم يفهم قصدهم في هذه الأمور (وحدة الوجود وما أشبه) فالطائفة مجمعة على فقاهتهم ويأتي الشيخ الحبيب ويعارض هذا الإجماع بالنقض، ويكفر ويضلل هؤلاء الفقهاء!؟

السؤال الخامس : ألم ينهانا أهل البيت عليهم السلام بأن نفشي أسرارهم للعامة ... فإن كلامهم صعب مستصعب ولا يحتمله بعض الشيعة فضلاً عن العامة ... فبأي دليل انتهجتم هذا المنهج إذا؟

السؤال السادس : استمعت كذلك في أحد ردودكم إلى تسفيهكم من الصلاة خلف المخالفين إلا أن نهدد بالقتل وما أشبه ... ألا يعلم الشيخ أن هذه المسألة من آراء كبار مراجعنا كالسيد الخوئي قدس سره والسيد السيستاني حفظه الله وجمع كبير غيرهم يقولون أنه يجوز الصلاة خلف المخالف من باب التقية المداراتية ومثل ما هو معلوم أن التقية المداراتية أوسع من الخوفية.

السؤال السابع : استمعت إلى ردودكم على الضجة المفتعلة لأنصار عائشة ... وقلتم في الجزء العاشر \"طز وستين طز\" هل يرى الشيخ الحبيب مناسبة هذه الكلمات !؟

السؤال الثامن : كل الشيعة يعتقدون أن عائشة في النار وليس هذا بأمر جديد، لكن الطريق الذي انتهجه الأخ ياسر الحبيب هو الذي وقع النقاش فيه وهنا سؤالي، لماذا يعتبر الشيخ الحبيب أن طريقه في ذلك هو الحق المطلق ولايحتمل خطأه في ذلك وكأنه قول معصوم غير قابل للنقاش!

السؤال التاسع : هل من العدل أن تُلبسون معارضيكم ومن يخالفكم الرأي وعلي الأمين وغيره من الضالين ثوباً واحداً ؟ فمن الواضح لكل مؤمن ضلال هذا الأخير ولا شك في ذلك، لكن من يخالفكم في الفكر والطريقة ليس حاله كحال هذا أليس كذلك؟

أبين لكم رأيي في النهاية بكل شفافية ... أنا ضد كثير من البيانات التي نالت منكم مباشرة ولست بضد البيانات التي تبرأت من أقوالكم لأن البعض من المؤمنين يعيش مع الوهابية فبعض المخاطر تحيط بهم ولا يمكن لهم أن يأمنوا على أنفسهم إلا بهذه البيانات الشكلية ... فلا يعتقد الشيخ الحبيب أن المؤمنين يعيشون في مثل الحرية التي يعيشها في لندن!

أخوكم علي جواد من الأحساء


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ج1: لو كان سماحة الشيخ يقطع بأن سلوك أسلوب آخر يؤدي إلى تشيع الأكثر بدل الأقل الذين يتشيعون بسبب أسلوبه الحالي؛ لعدل عنه، غير أن سماحته جرّب الأسلوبين فوجد ما هو عليه أكثر فائدة وأعظم نتائج. وهو أسلوب الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) حين يتصدون لإزهاق الباطل ورموزه.

راجع أنت كيف تعامل الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) مع رموز الباطل لتكتشف أية خديعة وقع الشيعة فيها حين قيل لهم: «احترموا رموزهم»!
كان أبو لهب (لعنه الله) رمزاً من رموز قريش وبني هاشم، ومع ذلك نزلت: «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ»!
كان عمرو بن هشام رمزاً من رموز قريش وبني مخزوم، ومع ذلك كنّاه النبي (صلى الله عليه وآله) بما حقّره: «أبو جهل»!
كان الأحبار في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) كبار رموز اليهود، ومع ذلك نزل فيهم: «مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا»!
كان أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح كبار رموز خط السقيفة، ومع ذلك وقف أمير المؤمنين (عليه السلام) في وجوههم قائلاً: «أيتها الغدرة الفجرة! والنطفة القذرة المذرة! والبهيمة السائمة»! (مستدركات نهج البلاغة ج1 ص284 عن كشف اللئالي لابن العرندس)
كان طلحة والزبير وعائشة من كبار رموز أهل الخلاف، ومع ذلك حين جاء قوم منهم من أهل البصرة إلى الصادق (عليه السلام) وسألوه: «ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة؟ قال عليه السلام: ما تريدون بذلك؟ قالوا: نريد أن نعلم ذلك. قال عليه السلام: إذن تكفرون يا أهل البصرة! عائشة كبير جرمها! عظيم إثمها! ما أهرقت محجمة من دم إلا وإثم ذلك في عنقها وعنق صاحبيها! قالوا: إنك جئتنا بأمر عظيم لا نحتمله! قال عليه السلام: وما طويتُ عنكم أكثر! أما إنكم سترجعون إلى أصحابكم وتخبرونهم بما أخبرتكم فتكفرون أعظم من كفرهم»! (دلائل الإمامة للطبري ص26)
وقال الصادق عليه السلام: «دخل عليّ أناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير، فقلت لهم: كانا إمامين من أئمة الكفر»! (مستدرك الوسائل ج11 ص63 عن تفسير العياشي)
إلى غيرها من شواهد كثيرة على أن (رمز الكفر) و(رمز النفاق) و(رمز الضلالة) لا حرمة له أو حصانة لأن له أتباعاً وجمهوراً! فالإسلام إنما ينظر إليه هو لا إلى أتباعه وجمهوره! على هؤلاء أن يسمعوا ذم هذا الرمز وثلبه والنكير عليه بما يؤدي إلى انكشاف حقيقته أمامهم.
قال صلى الله عليه وآله: «إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة». (الكافي الشريف ج2 ص375).

ج2: علق سماحة الشيخ بقوله: «لا يراني الله تعالى أجامل على دينه أحداً وإن كثّر ذلك أعدائي، إني إجمالاً لا أبداً حرباً داخليةً، غير أني إذا سُئلتُ أجيب وإذا استُشهدتُ لا أكتم الشهادة وإذا استنصرني المظلوم نصرته فكيف إذا استنصرتني العقيدة»؟!

ج3: ليس لهذا الإجماع المدّعى واقع، وعلى فرض وجوده فإنما هو إجماع مدركي لا حجة فيه، ويعلم الفضلاء كم من شاذ بالأمس صار اليوم هو المشهور، كاعتصام ماء البئر. فتريّث حتى تقرأ كتاب سماحة الشيخ المفصّل في هذا الشأن قريباً إن شاء الله تعالى.

ج4: لا، لا يحتمل سماحة الشيخ فهو على يقين من مرامهم. ولا إجماع. ولا يكفّر حكماً، إنما يحكي موضوعاً كفرياً. أما الحكم فعلى الفقيه.

ج5: إن الظرف قد تغير، ويتغير معه الحكم، فعن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينولة قال: «قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: جُعلت فداك؛ إن مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام وكانت التقية شديدة، فكتموا كتبهم ولم يرووا عنهم، فلما ماتوا صارت الكتب إلينا. فقال عليه السلام: حدّثوا بها فإنها حق». (الكافي ج1 ص53)
نعم قد يؤدي ذلك إلى شيء من الاشمئزاز في البداية، كما قد يوقع فتنة، لكن ذلك مباح إذ لولاه يضيع الحق ولا يهتدي أحد مع الإطباق على الكتمان. قال الباقر عليه السلام: «إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال! فمن أقرّ به فزيدوه، ومن أنكره فذروه، إنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة، حتى يسقط فيها من يشق الشعر بشعرتين! حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا». (الكافي الشريف ج1 ص370)

وعلى أية حال؛ لو صحّح سماحة الشيخ إشكالكم عليه لكان أمثال الكليني والصدوق والمفيد والطوسي وغيرهم مشتركون معه في الإثم! فإنهم في كتبهم وجوامعهم الحديثية كشفوا تلك الأسرار ودوّنوها ونشروها حتى وقعت في أيدي أهل الخلاف وهاهم منذ قديم الزمان إلى زماننا يقرأونها فيشنّعون علينا!

ج6: أجاب سماحة الشيخ على سؤال سابق كسؤالكم هذا بقوله: ”هذا الاصطلاح إنما جاء من قبل متأخري المتأخرين، ولا وجود له عند المتقدّمين، ونحن نتحفظ عليه وعلى أشباهه مثل (التقية التحبيبية) وما إلى ذلك، ونرى أن غاية ما استُدل به لإثباتها قاصر عن عموم ما ذهب إليه القائلون بها وبنوا عليه، فإنهم حكموا باستحباب مداراة المخالفين - كالصلاة معهم - ولو كان ذلك في غير مورد توقع الضرر، وتوسّع بعضهم إلى حد القول باستحباب كتمان الحق - كذكر حقائق مظلومية أهل البيت عليهم السلام - إذا كان ذلك مما يوجب إيقاع التنافر بين الموالين والمخالفين، وعدّوا ذلك أيضا من موارد التقية المداراتية - كما سمّوها - وإن لم يكن يستتبع حصول الضرر.
هذا في حين أن المداراة المقتضية لمثال الصلاة معهم لا تصح من باب التقية إلا إذا كان تركها مؤديا لوقوع الضرر الشخصي أو الجمعي أو مفضيا تدريجا إليه، فعندها تصح بمعنى أن الشارع رخّص للمكلف اللجوء إليها اضطرارا لا أنه أوجبها عليه، فهذه المداراة من التقية، أي التي يكون في تركها خوف الضرر ولو تدريجا، أما مع الأمن منه فليست من التقية في شيء. فإذا عرفت اقتصار شمولها بعنوان التقية على المورد الأول بقسميه الحالي والتدريجي؛ تعرف خروج سائر الموارد عن هذا العنوان أصلا، فلا يصح أداء الصلاة معهم من باب المداراة فحسب مع الأمن من الضرر، وعليه فلا حاجة لابتداع اصطلاح (التقية المداراتية) إذ هي مقتصرة على مورد واحد، وما توّهمه بعضهم من شمولها لسائر الموارد لا يقع فيه النبيه، فإن الأخبار التي استدلوا بها ظاهرة التعليل في أن الأمر بالمداراة إنما جاء لدفع الضرر التدريجي، ولذا تجده (عليه السلام) بعدما يأمرهم بالصلاة في عشائرهم وعيادة مرضاهم وشهود جنائزهم يقول: ”والله ما عُبد بشيء أحبّ إليه من الخباء“ فقيل له: وما الخباء؟ قال عليه السلام: ”التقية“. (الوسائل عن هشام الكندي عن الصادق عليه السلام ج11 ص471).
فالتفت إلى أن هذه المداراة والمخالطة جاء تعليلها من قبل الشارع بالتقية، ومعنى التقية هو اتقاء وقوع الضرر لا غير، ويتأكد لك المعنى من قوله عليه السلام: ”خالطوهم بالبرّانية، وخالفوهم بالجوّانية، إذا كانت الإمرة صبيانية“. (الوسائل عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام ج11 ص471). فعلّق المخالطة والمداراة بوجود الإمرة الصبيانية التي هي كناية عن السلطة الظالمة لبني أمية، فإذا زالت هذه السلطة وزال معها خوف الضرر ارتفع حكم الأمر بالمخالطة والمداراة، وهذا كلّه ظاهر في أنها تكون تقية في هذا المورد وحده.
وسائر الأخبار التي استدلوا بها إما هي محمولة على هذا الوجه بقرينة الأخبار الأخرى كالتي قدّمناها، أو أنها محمولة على حسن المعاشرة من باب مكارم الأخلاق التي تصح حتى مع اليهودي والنصراني والكافر الملحد تحبيبا له في الإسلام، فالخلط بينها وجمعها تحت عنوان التقية هو غلط فاحش، وتقسيم التقية لإفرادها في عنوان قسم خاص منها سمّوه التقية المداراتية هو غلط أفحش.
ثم إن هذه المداراة الأخلاقية التي تحبّب الناس - من كفار وأهل كتاب وبكريين في الإسلام - إذا استلزمت إبطال حق أو إحقاق باطل؛ حرمت ولم تجز. بل وكذا الأمر في التقية، فإنها إذا استلزمت إبطال حق أهل البيت (عليهم السلام) أو إحقاق باطل أعدائهم (عليهم اللعنة) بما يهدد أمر بقاء الدين كان ذلك حراما مؤكدا حتى في حال تيقّن وقوع الضرر، ومثاله أمر أمير المؤمنين (عليه السلام) بعدم البراءة منه وهو ما فعله ميثم التمار (عليه رضوان الله) رغم ما جرّه ذلك عليه من الصلب والقتل. ومنه تعرف فساد ما زعمه بعضهم من أن ترك ذكر مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) المقتضي لذكر جرائم أعدائهم في حقهم مندرج تحت عنوان التقية ”المداراتية“ إذ يكفي كون ذلك موجبا للتنافر بين الموالين والمخالفين لتصحيح تركه مع أن في فعله أمنا من استجلاب الضرر. إن ذلك واضح الفساد فإن التنافر ليس هو الملاك بل وقوع الضرر، وإنما يتوفّر موضوع التقية حينها إذا لم يكن هناك مصلحة إسلامية أقوى في عدم العمل برخصة التقية، كأن يكون العمل بها موجبا لتهديد حياة الإمام (عليه السلام) أو فناء المؤمنين أو هدم الدين والتباس أركانه في أذهان العوام في ما بعد.
وعلى هذا تفهم أنه لا عنوان مستقلا باسم (التقية المداراتية) عندنا، فالتقية رخصة تدور مدار الضرر، فإذا كان ترك المداراة مستلزما لوقوع الضرر فبها وصحت التقية، وإلا فلا. أما حسن المعاشرة والمخالطة مع المخالفين في ما لا يبطل حقا ولا يحق باطلا فهي بنفسها من باب مكارم الأخلاق لا من باب التقية، ويتوسع ذلك التعامل الحسن حتى ليشمل الكفار أيضا.
وبهذا تعرف أن ما يفعله بعض الجهلة والمغرّر بهم هذه الأيام من الصلاة مع المخالفين في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والاقتداء بأئمة جماعتهم بل والسجود على ما لا يصح السجود عليه؛ كل ذلك باطل وحرام، وينبغي على من فعله إعادة صلاته، ولا يأتيّن أحدٌ بفتاوى بعضهم التي تجوّز ذلك، فإنه لا ينبغي الأخذ إلا بفتاوى العلماء الكُمَّل، لا أنصافهم أو أرباعهم، أو من يكون خارجا عنهم أصلا“.
تجد نص السؤال والجواب كاملين (بالضغط هنا).

ج7: يأخذ سماحة الشيخ الحماس أحياناً إلا أنه لا يراها مناسبة إلا في موارد محدودة، ولذا يطلب عادة من الأخوة العاملين في المكتب بأن يحذفوها غير أن بعضها يفلت منهم!

ج8: من ذا يقول أن طريقته في الدعوة حق مطلق؟! إن أعلم العلماء لا يقول بمثل هذا فكيف يقوله سماحة الشيخ؟! وكيف تزعم أنه يعتبر طريقته كقول معصوم لا يقبل النقاش؟! أليس سماحته يناقشك الآن ويناقش العشرات غيرك؟!
إن الفقيه حين يفتي لا يسعه القطع بموافقة كل فتاواه للحق، إلا أنه معذور فقط لأنه إنما يعمل بما قادته إليه الأدلة وإن كانت ظنية الصدور والدلالة، فكذلك من يشخّص تكليفه، هو معذور عند الله تعالى لأنه إنما شخّص هذا التكليف بناءً على الفتوى بما غلب على ظنه أنه أقرب إلى الحق وأبرأ للذمة. هذا حال سماحته لا أقل ولا أكثر.
ثم؛ ليت كل الشيعة يعتقدون فعلاً أن عائشة في النار، لقد اكتشف سماحة الشيخ الآن أن بعض مدّعي التشيع يؤمن - واقعاً لا ادعاءً ظاهراً - أن عائشة يمكن أن تكون في الجنة إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وآله!

ج9: لا يُلبس سماحة الشيخ الجميع ثوباً واحداً، فتأمل جيداً في مواقفه.

ج10: الذين أصدروا البيانات ضد سماحة الشيخ إن لم يكن لهم تأمين أنفسهم إلا بها فالشيخ يبرئ ذمتهم أمام الله تعالى، غير أنّه يعلم أن الأمر لم يكن بهذه المبالغة. كانت تكفيهم كلمة واحدة: «كلٌّ يعبّر عن نفسه، ولسنا في موقع الاتهام حتى ندفع التهم عن أنفسنا. كلٌّ يتحمّل صنيعه ويحاسَب وحده عليه. ولا تزر وازرة وزر أخرى».

ليتهم عرفوا كيف يظهرون بمظهر العزة والكرامة بدلاً من هذا المظهر الخانع الذليل!

ثم إن الشيخ كان في الكويت وصنع مثل الذي يصنع في لندن! فلا تنشد حرية في الخارج بإمكانك أن تصنعها بنفسك في الداخل!
يقول سماحة الشيخ دائماً: «الشيعي هو الذي يتمرّد على الواقع، لا الذي يأسره الواقع. الشيعي هو الذي يغيّر الأجواء، لا الذي تُخضعه الأجواء. الشيعي هو الذي يوفّر الحرية لنفسه، لا الذي ينتظر الآخرين أن يوفروها له».

ثم إن المخاطر التي كانت تحيط بشيعة الإحساء والقطيف إبان حرب صدام والخميني كانت أكثر وأشد بكثير من الآن، فلماذا لم يصدروا البيانات «الشكلية» التي يتبرؤون فيها من الخميني تأميناً لأنفسهم وتحمّلوا بدلاً من ذلك ما خسروه من أرواح ودماء؟!
المقياس عند أهلنا هو (مَن قال) لا (ما قال) وقد صار هذا معروفاً للجميع.
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهنّدِ

شكرا لتواصلكم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 27 ذو القعدة 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp