ملكة رضيت أن تصير أمة في سبيل وصل آل محمد عليهم السلام

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أسد الشيعة شيخنا العزيز الشيخ ياسر الحبيب حفظك الله من كل سوء
كثر في هذه الأيام تهريج الوهابية وأتباعهم فهم يشككون بإسلام أم الأمام المهدي عجل الله فرجه فيقول أحد أتباع عائشة في اليوتيوب لو انها اسلمت فلماذا اشتراها بسبعين درهم هل تباع المسلمة ولماذا دخل عليها في اليوم نفسه هل اسلمت بالطريق واصبحت حره وعقد بينهم عقد نكاح ويقول أيضا كتبكم تقول انها جارية وليست حره والمسلمة لاتكون جارية ويقول كتبكم تقول انه دخل عليها دون عقد نكاح هذا ما يؤكد أنها جارية
أنا في الحقيقة أعتذر لإني أنقل إسائة هذا الوهابي ولكني أريد أن أخذ من وقتكم الثمين لكي تجيبوا سماحتكم عليه مع أني نقلت له رواية زواج الإمام العسكري عليه السلام بالسيدة نرجس عليها السلام مع المصادر لكنه أحتج بهذه الحجج
تحياتي وشكري لكم
ابو محمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ ليس من كافرة سوى قرن الشيطان ورأس الكفر أمهم الحميراء القذرة الفاجرة المنافقة.

إنّ عقدة الصغار والحقارة التي يعانون منها لانهم ليس لديهم نساء يفخرون بهن هي التي تفسر محاولاتهم الخبيثة للنيل من سيداتنا الطاهرات والانتقاص من مقامهن وأنّى لهم ذلك؟ .

لديهم نساء سودوا وجوههم الكالحة وتلك عقدتهم التي كانت مصدر كل المشكلات منذ أنْ عَدَوا على بني هاشم الشرف وحسدوهم وحاربوهم.

فخرهم الحميراء وهند وسمية وميسون وصهاك وسلمى بنت صخر والنابغة هؤلاء العاهرات الدنيئات.

لماذا حقدوا على الطيبين الطاهرين منذ السقيفة وحاربوهم سوى لانهم يعانون من تلك العقدة التي كانت ولا زالت؟

فداها ارواحنا , فداها آباؤنا وأمهاتنا مولاتنا السيدة الطاهرة خيرة الإماء . عزيز والله على قلوبنا أن يجتريء عليها من اجترأ.

إنّ شراء السيدة نرجس عليها السلام كان مجرد إجراء ظاهري بغرض حفظ هذه الطاهرة أم بقية الله في أرضه من السوء والأذى فكيف كان للإمام عليه السلام أن يأخذها من سبي الظالمين في ملكه؟ ثم حتى لو أشهرت إسلامها فهؤلاء الحمقى الجهلة أبناء الحميراء اللُخيناء لا يعلمون على ما يبدو أنّ من يشهر إسلامه في السبي لا يُعفى من الرق وانما يُحقن دمه فقط. مولاتنا السيدة نرجس كتمت عن قومها اعتناقها الشريعة الخاتمة وخرجت في السبي لتصير الى الامام المعصوم عليه السلام.

إعتقادنا أنّ مولاتنا السيدة الطاهرة نرجس عليها السلام كانت مؤمنة تتعبد الله على شريعة عيسى الحقة لا تلك المزيفة المحرفة وهذا يعني انها كانت تؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم المبشر به في الانجيل ولكنّها حسب بعض الاستفادات كانت تتعبد الله على شريعة عيسى عليه السلام لكون الشريعة المحمدية الناسخة لشريعة عيسى عليه السلام لم تبلغها بعد. فعندما أتت الشريعة الناسخة خاتمة الشرائع يكون من بقي على شريعة عيسى عليه السلام مع إيمانه بخاتم الانبياء مشركا بهذا المعنى اي يشرك مع الايمان بمحمد صلى الله عليه وآله العمل بشريعة عيسى عليه السلام وإن لم يكن ذلك عن تقصير بل عن قصور لعدم وصول التبليغ إليه.

من يؤمن بنبوة رسول الله صلى الله عليه وآله ويتعبد الله على غير شريعته الخاتمة لكل الشرائع يكون مشركا بالله من ناحية الموضوع وإن كان موحدا أو كان يتعبد الله على شريعة سماوية صحيحة غير مُحرفة.

هو مشرك بالله في ايمانه لا في توحيده لله. لأنه يشرك مع إيمانه بالله تعالى العمل بشريعة غير التي أمره الله تعالى أن يتعبده بها.

هذا والحال أنّه يتعبد الله وفقا لشريعة صحيحة غير مُحرفة لكنها منسوخة فكيف بالمخالفين الذين يتعبدون الله بدين مُحرّف؟ ولهذا نحن نقول أنّ المخالفين مشركون.

القرآن يصف الدين الحق الذي سيظهر على كل الاديان بما فيها الدين البكري المزيف وذلك على يد الامام المهدي عليه السلام بأنه سيظهر على الدين كله ولو كره المشركون.

نقول في الزيارة الجامعة..

"من اتّبعكم فالجنّة مأواه، ومن خالفكم فالنّار مثواه، ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك"

من ينشر دينا وشريعة مخالفة لدين وشريعة محمد وآله الطاهرين و يبقى عليها يكون محاربا لهم فهو مشرك.

لذلك مولاتنا الطاهرة نرجس عليها السلام باعتناقها شريعة محمد صلى الله عليه وآله تكون ممن يؤتى أجره مرتين. لأنها آمنت بالشريعة الحقة لعيسى عليه السلام وآمنت بشريعة خاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم. فأي عظيمة مولاتنا الطاهرة نرجس عليها السلام؟

"الّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ

(54) " سورة القصص.

وذلك ما يفسر ما ورد في الرؤيا التي رأتها السيدة نرجس عليها السلام حين مرضت وامتنعت عن الطعام والشراب شوقا للاجتماع بأبي محمد الحسن عليهما السلام. ننقل الجزئية المتعلقة بذلك عن لسان سيدتنا ومولاتنا نرجس عليها السلام ثم نعلق عليها.

تقول مولاتنا السيدة نرجس:

فرأيت أيضاً بعد أربع ليال كأنّ سيّدة النساء قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف وصيفة من وصائف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيّدة النساء، وأُمّ زوجك أبي محمّد(عليه السلام).

فأتعلّق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمّد من زيارتي.

فقالت لي سيّدة النساء(عليها السلام): إنّ ابني لا يزورك وأنت مشركة بالله وعلى مذهب النصارى، وهذه أُختي مريم تبرأ إلى الله تعالى من دينك، فإن ملت إلى رضا الله عزّ وجلّ ورضا المسيح ومريم عنك وزيارة أبي محمّد(عليه السلام) إيّاك فتقولي: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ أبي محمّداً رسول الله.

فلمّا تكلّمت بهذه الكلمة ضمّتني سيّدة النساء إلى صدرها، فطيّبت لي نفسي وقالت: الآن توقّعي زيارة أبي محمّد إيّاك، فإنّي منفذه (منفذته) إليك.

فانتبهت وأنا أقول: وا شوقاه إلى لقاء أبي محمّد.

فلمّا كانت الليلة القابلة جاءني أبو محمّد(عليه السلام) في منامي، فرأيته كأنّي أقول له: جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبّك؟

فقال: ما كان تأخيري عنك إلاّ لشركك، وإذ قد أسلمت فإنّي زائرك في كلّ ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان.

(كمال الدين وإتمام النعمة: 417 - 423 الباب 41 )

فهل من تأتيها البتول عليها السلام ومريم العذاراء ووصائف "الجنان" في عالم المنام تكون مشركة بالله بمعنى انها تتخذ معه إلها آخر والعياذ بالله؟

السيدة نرجس عليها السلام شكت للزهراء امتناع ابي محمد عن زيارتها فقد كانت رأته في عالم الرؤيا. فقالت لها الزهراء لايزورك وانت مشركة بالله وعلى مذهب النصارى. أي تشركين في إيمانك بالله تعالى الايمان بشريعة غير الشريعة الخاتمة للأديان ولا زلت على مذهب أي مسلك النصارى في الشريعة ولا شك تعني بذلك النصرانية الحقة لا المحرفة لأنّ مذهب تأتي بمعنى مسلك.

فمولاتنا البتول تخبرها بحقيقة وواقع ماهي عليه من حيث "الموضوع" قبل أن تحثها على اعتناق شريعة محمد صلى الله عليه وآله وذلك لإقامة الحجة لكي تعتنق السيدة نرجس عليها السلام الشريعة الجديدة عن بينة وبرهان. ففهمت مولاتنا الطاهرة نرجس ذلك المعنى فاعتنقت شريعة سيد المرسلين من فورها.

الحواريون هم من كانوا على النصرانية الحقة ولم يزيفوا دينهم وقد كانت مولاتنا نرجس عليها السلام من سلالتهم.

مولاتنا السيدة نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم وأُمّها من ولد الحوارييّن، تُنسب إلى شمعون وصيّ المسيح عليه السلام وقد كانت هي على دين آباء أمها الطاهرة صلوات الله وسلامه عليهما.

خلاصة الكلام أنّ مولاتنا السيدة نرجس عليها السلام كانت على شريعة سيد المرسلين حينما أُخذت في الأسر أما تعجب البكريين من شرائها وهي أسيرة مسلمة فهو إشكال ينم عن جهل وحماقة البكريين فمولاتنا الطاهرة قد خرجت في الأسر سرا ! وحين أسروها لم يكونوا يعرفون أنها ابنة يشوعا ابن قيصر ملك الروم فضلا عن أن يعرفوا أنها مسلمة. هي لم تخبرهم انها ابنة يشوعا ابن ملك الروم بل قالت لهم أنّ اسمها نرجس فحسبوها جارية ولكنّ اسمها عند قومها عليها السلام هو(مليكة).

إسلام رومية بعيدة عن ديار المسلمين بل وحفيدة ملك الروم أمر يدعوهم للريبة وهذا سيدعوهم للتحقيق معها وعما إذا كان لها ارتباط او اتصال بأحد من المسلمين وحينها حتى لو أراد الامام عليه السلام شراءها كانوا سيحولون دون ذلك ويشكّون بوجود اتصال من نوع خاص بينها وبين الإمام عليه السلام فيعلمون بهذا أنها سيدة ذات مقام إلهي خاص لكون الامام حباها برعايته فيشكون أنها أم خاتم الائمة المهدي عليه السلام وهذا ما تخشاه السلطات العباسية التي حاولت اتخاذ كل الاجراءات للحؤول دون ولادته فاغتالت الامام الحادي عشر الحسن العسكري عليه السلام في ريعان شبابه. لذا كتمت أمر إسلامها ليتسنّ للامام المعصوم عليه السلام تخليصها منهم.

لم يكن يوسف عليه السلام عبدا ومع ذلك حين باعه إخوته على انه عبد لم يخبر من اشتروه أنه حر وقد كان يسعه ان يخبرهم ولكنه لزم الصمت لتجري مقادير الله تعالى فيه وذلك بأمر من الله تعالى. ايضا مولاتنا الطاهرة كانت مسلمة ولكنها لم تخبرهم بذلك وتركتهم يتعاملون معها تعامل السبية الاسيرة لتصير تالياً إلى الامام المعصوم عليه السلام بدون أن تثير شكوك وريبة السلطة العباسية الظالمة.

يا لحماقة القوم! السيدة نرجس قد خطبها رسول الله لمولانا الحسن الزكي عليه السلام وقد تزوجها الامام الحسن الزكي عليه السلام بعد أن خطبها له رسول الله صلى الله عليه وآله.

قال بِشر: فلمّا انكفأت بها إلى سرّ من رأى، دخلت على مولانا أبي الحسن العسكري(عليه السلام)، فقال لها: كيف أراك الله عزّ الإسلام، وذلّ النصرانية، وشرف أهل بيت محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)؟

قالت: كيف أصف لك يا بن رسول الله ما أنت أعلم به منّي؟!

قال: (فإنّي أُريد أن أُكرمك، فأيّما أحبّ إليك: عشرة آلاف درهم؟ أم بشرى لك فيها شرف الأبد)؟

قالت: بل البشرى.

قال(عليه السلام): (فأبشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).

قالت: ممّن؟

قال(عليه السلام): (ممّن خطبك رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لـه من ليل كذا من شهر كذا، من سنة كذا بالرومية).

قالت: من المسيح(عليه السلام) ووصيّه.

قال: (فممّن زوّجك المسيح(عليه السلام) ووصيّه)؟

قالت: من ابنك أبي محمّد.

قال: (فهل تعرفينه)؟

قالت: وهل خلوت ليلة من زيارته إيّاي منذ الليلة التي أسلمت فيها على يد سيّدة النساء، اُمّه؟

( المصدر السابق نفسه).

السلام على والدة الإمام والمودعة أسرار الملك العلام و الحاملة لأشرف الأنام, السلام عليك أيتها الصديقة المرضية, السلام عليك يا شبيهة أم موسى و ابنة حواري عيسى, السلام عليك أيتها التقية النقية, السلام عليك أيتها الرضية المرضية, السلام عليك أيتها المنعوتة في الإنجيل المخطوبة من روح الله الأمين و من رغب في وصلتها محمد سيد المرسلين و المستودعة أسرار رب العالمين, السلام عليك و على آبائك الحواريين السلام عليك و على بعلك و ولدك السلام عليك و على روحك و بدنك الطاهر أشهد أنك أحسنت الكفالة و أديت الأمانة و اجتهدت في مرضاة الله و صبرت في ذات الله و حفظت سر الله و حملت ولي الله و بالغت في حفظ حجة الله و رغبت في وصلة أبناء رسول الله عارفة بحقهم مؤمنة بصدقهم معترفة بمنزلتهم مستبصرة بأمرهم مشفقة عليهم مؤثرة هواهم و أشهد أنك مضيت على بصيرة من أمرك مقتدية بالصالحين راضية مرضية تقية نقية زكية فرضي الله عنك و أرضاك و جعل الجنة منزلك و مأواك فلقد أولاك من الخيرات ما أولاك و أعطاك من الشرف ما به أغناك فهناك الله بما منحك من الكرامة و أمراك.

من جهتنا كما اننا نعتقد أنّ قضية آدم عليه السلام قضية تصويرية فإنّ اعتقادنا ويقيننا هو أنّ الاحداث المتعلقة بقصة إسلامها عليها السلام طبق شريعة سيد المرسيلين صلى الله عليه وآله هي مجرد وقائع ظاهرية تصويرية بهدف تعليم البشر والتأكيد على أنّ الشريعة المحمدية الحقة التي حملها عترة رسول الله هي خاتمة الاديان ولا يغني اعتناق غيرها من الاديان السماوية حتى إن كانت صحيحة غير محرفة عن أصحابها شيئا فما بالك بالمحرفة؟. وأيضا لربما لكون مولاتنا نرجس عليها السلام قد كانت في عصر لم يكن فيه من كان مهيئا لاستيعاب حقيقة وكُنه تلك السيدة الجليلة خارج منظومة الاسباب الطبيعية بمن فيهم السيدة حكيمة عمة الامام المهدي عليهما السلام. باطن وحقيقة السيدة نرجس عليها السلام فوق مستوى إدراكنا.

مولاتنا السيدة نرجس ملكة رضيت أن تصير أمة سبية في سبيل وصل آل محمد عليهم السلام فعلمتنا كيف يكون التواضع والتذلل في سبيل آل محمد طريقا لرفعة الدنيا والآخرة

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

4 جمادى الاخرة 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp