ما هو الفرق بين الفلسفة والأصول والكلام والمنطق والعرفان؟ ومن هو صدر المتألهين؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

‏بسم الله الرحمان الرحيم

‏سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظك الله ورعاك وسدد خطاك !!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد !!!

الفيلسوف والأصولي والمتكلم ، وكذا علم المنطق ، ماالفرق بينهم وهم جميعا قد يكونون مختصين في العلوم الدينية؟؟ العرفان والروحانيات ما حدها المباح ؟ وما حدها الحرام ؟ نرجو التوضيح هنا !!! ومن هو صدر المتألهين وما موقعيته ؟؟؟


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيدتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، جعلنا الله وإياكم قريبا من الطالبين بثارها مع ولدها المنتقم لها صاحب العصر والزمان الإمام الحجة بن الحسن المهدي أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء.

الفيلسوف هو من يتبع قواعد الفلسفة اليونانية في البحث عن علل الأشياء، وهذه القواعد خاطئة، فليس متبعها عالما.

الأصولي هو من يتبع قواعد علم الأصول الإسلامي في استنباط الأحكام، وهي قواعد صحيحة.

المتكلم هو ذاك الذي يكون متخصصا في علم الكلام أي علم إثبات العقيدة بالحجج والأدلة والبراهين.

المنطقي هو ذاك الذي يتبع قواعد علم المنطق أي علم الاستدلال الصحيح السليم الخالي عن الإشكال.

والعلماء بحق يجب أن تتوافر فيهم الصفات الثلاثة الأخيرة دون الأولى.

أما العرفان بهذا المعنى السلوكي الشائع عند الناس فهو باطل كما سبق وبيّنا، أما حسب منهج أهل البيت (عليهم السلام) فإن له معنى سلوكيا آخر هو الصحيح، وقد عبّر عنه إمامنا الباقر (صلوات الله عليه) ضمن جوابه على أسئلة أبي حمزة الثمالي رضوان الله تعالى عليه. فقد روى العياشي عن أبي حمزة قال: ”قال أبو جعفر عليه السلام: يا أبا حمزة.. إنما يعبد الله من عرف الله، فأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضالا. قلت: أصلحك الله وما معرفة الله؟ قال: يصدّق الله ويصدّق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة علي والإئتمام به، وبأئمة الهدى من بعده، والبراءة إلى الله من عدوّهم، وكذلك عرفان الله. قلت: أصلحك الله، أي شيء إذا عملتُه أنا استكملت حقيقة الإيمان؟ قال: توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله وتكون مع الصادقين كما أمرك الله، قلت: ومن أولياء الله ومن أعداء الله؟ فقال: أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الأمر إلينا ثم ابني جعفر - وأومأ إلى جعفر وهو جالس - فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمر الله. قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله؟ قال: الأوثان الأربعة. قلت: من هم؟ قال: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ومن دان بدينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله“. (تفسير العياشي ج2 ص116).

فدقّق في قوله عليه السلام: ”وكذلك عرفان الله“ لتعرف المعنى الحقيقي السليم للعرفان، ولتعرف أيضا المعنى المحرّف مما هو شائع اليوم عند حمقى الناس مع الأسف لما أغواهم به أئمة الضلالة والدعاة إلى النار. أن الله تعالى لا تُعرف حقيقته، وكل من ادّعى ذلك يكون كافرا، وإنما يُعرف الله بمعرفة أوليائه وموالاتهم، وبمعرفة أعدائه والبراءة منهم، وكذلك عرفان الله، وتلك حقيقة الإيمان.

وأما الملقب بصدر المتألهين فهو نفسه الملا صدرا الشيرازي، وهو واحد من المنحرفين الكبار الذين جمعوا بين الأصول الفلسفية والعرفان الباطل، فادعى وحدة الوجود والموجود وإلى ما هنالك من الكفريات كالقول بالكشف والشهود. ولا موقعية له عندنا، وإنما موقعيته عند من يماثله في انحرافه لا غير.

وفقكم الله لخير الدنيا والآخرة. والسلام.

19 جمادى الآخرة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp