بعد الاعتداءات المتكررة على شيعة المدينة المنورة.. الشيخ الحبيب يجدد الدعوة لتدويل الحرمين الشريفين

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

2010 / 12 / 19

صدر عن الشيخ ياسر الحبيب البيان التالي:

بسم الله المنتقم الجبار

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ دَمَّرَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ ۖ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ»

ها هي الأيدي الآثمة تمتد من جديد على المسلمين في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين انطلقوا يوم عاشوراء لتعزيته باستشهاد سبطه الحسين صلوات الله عليه. ففي تجسيد حقيقي للنهج الأموي اليزيدي؛ قامت شراذم من أهل البدعة بالاعتداء على الشيعة المؤمنين قرب مسجد قباء وتحديداً في حي العصبة، وذلك برمي الحجارة والعصي على الرجال والنساء والأطفال، وحين حضر جلاوزة آل سعود قاموا - بدلاً من معاقبة المعتدين - بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع على المؤمنين المعتدى عليهم بحجة فض الاشتباكات وتفريق الجموع! وهكذا قضت خطتهم الخبيثة لعرقلة إحياء ذكرى استشهاد سيد الشهداء أرواحنا فداه.

وإن مما يدمي الفؤاد ألماً أن هذه الحوادث المفجعة تقع دون أن تحرّك ساكناً! فأين أهل الغيرة والحمية؟! وأين أصحاب الضمائر الحية؟! وأين هم أولئك المتلبسون بالتشيع الذين انتفضوا لأجل عائشة؟! أين هم مما جرى على إخوانهم وأخواتهم في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم استشهاد أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه؟! ما بالهم صرخوا هناك وصمتوا هنا وكأن ما جرى أمر هيّن لا يستحق منهم حتى موقفاً أو بياناً؟!

لكم الله يا شيعة أهل البيت في المدينة المنورة.. فلقد خذلكم من صوّر نفسه مؤتمناً على مصير هذه الطائفة وقوّاماً على رعايتها حيث ترك ذئاب الوهابيين وأذنابهم ينهشون في لحومكم.

ولكم الله يا شيعة الإحساء.. فلقد جاء أوباش الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ومنعوا مجالسكم الحسينية في منطقة الراشدية وأزالوا مظاهر الحزن والعزاء دون أن يهبّ أحدٌ لمنعهم.

ولكم الله يا شيعة القطيف.. فلقد منع صبيان آل سعود بعض فعالياتكم الحسينية ومرّ الأمر مرور الكرام.

إن هذا الخذلان الذي نراه لهو وصمة عار في جبين هذه الأمة المنكوسة، غير أن المؤمنين عليهم أن لا يعوّلوا بعد الآن على هذه القيادات المتخاذلة الجبانة، بل عليهم أن ينطلقوا بأنفسهم في حراك منظم يرفع الظلم ويستعيد الحقوق المسلوبة.

ومن هنا فإننا نجدد الدعوة للمؤمنين في الداخل لأن ينظموا صفوفهم مع من هم في الخارج لتدويل قضية الشيعة في بلاد الحرمين الشريفين، وطرح مسألة تدويل الحرمين واستقلال المنطقة الشرقية طرحاً جدياً في المحافل العالمية إلى أن يُصار إلى تبنيها، وإلا فها أنتم رأيتم كيف أن جميع الحلول الأخرى المطروحة لم تقدّم ولم تؤخر، ولم يبق إلا هذا الحل الوحيد.

وقد ذكرنا غير مرة أن هذا الحل وإن كان صعباً إلا أنه ليس مستحيلاً، كما أنه وإن تطلب بعض التضحيات إلا أنها أقل بكثير من التضحيات التي نقدمها بسبب بقاء الوضع المهين الحالي. لنتحرك إذن بخطى ثابتة نحو تدويل الحرمين واستقلال المنطقة الشرقية، وليترافق ذلك مع دفع إعلامي قوي، وحراك حقوقي نشط، ومفاوضات سياسية متينة مع القوى الكبرى، وعصيان مدني في الداخل، إذ لا يمكن تحقيق هذا الهدف العظيم إلا بسلوك هذه السبل.

ثم يبقى الأمل بالله تعالى الذي وعد بالنصر لعباده المؤمنين، وبالخزي والدمار لعباده الكافرين، فالنصر لا محالة هو لشيعة آل محمد (صلوات الله عليهم) والهزيمة لا محالة هي لشيعة آل أبي سفيان لعنة الله عليهم.

وعلى جميع المؤمنين التوجه بقلوب صادقة إلى مقام مولانا صاحب الأمر (صلوات الله عليه) وتجديد العهد والبيعة له حتى يعجّل الله بظهوره الميمون فيزيح هذا الظلم ويقتلعه من أساسه.

نصر الله من نصر محمداً وآله الطاهرين عليهم السلام.

ياسـر الحبيـب
ليلة الرابع عشر من محرم الحرام 1431
لنـدن

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp