• نكمل ما ذكرناه في الحلقة الماضية من مواجهة عمار بن ياسر لعمرو بن يثربي في معركة الجمل رغم أن عمره ناهز التسعين عاما آنذاك، وقد بدر إليه وجاوبه بالشعر كما جاء في كتاب الفتوح لابن أعثم، وقد ذكرت مصادر أخرى أشعار عمار بن ياسر.
• في مناقب ابن شهر آشوب قال عمار:
إني لعمار وشيخي ياسر * صاح كلانا مؤمن مهاجر
طلحة فيها والزبير غادر * والحق في كف علي ظاهر
• لم يكتفي عمار بن ياسر في هذا الموقف أن يمتدح نفسه ويذكر الحماسة عن أصله وفصله، وإنما أصر على أن يهجو الطرف المقابل كطلحة والزبير، وتلاحظون نبرة البراءة في هذه الأشعار.
• وقد قال عمار غير مرة في الجمل وصفين: (إنما نقاتلهم على زعمهم أن عثمان مؤمن، ونحن نقول أن عثمان كافر). وهذه لغة حادة إلى أقصى الدرجات من عمار رضوان الله تعالى عليه.
• يأبى الرافضة الأوائل إلا أن يجمعوا بين نبرة الولاية ونبرة البراءة، فكما يمتدحون أهل البيت عليهم السلام يهجون أعدائهم سواء في أشعارهم أو كلامهم أو مواقفهم وما أشبه.
• في تاريخ الطبري: فبرز له عمار بن ياسر وإنه لأضعف من بارزه وإن الناس ليسترجعون حين قام عمار، ويقال لعمار من ضعفه: هذا والله لاحق بأصحابه.
• في كتاب الفتوح لابن أعثم: والتقوا بضربتين، فبادره عمار بضربة فأرداه عن فرسه، ثم نزل إليه عمار سريعا فأخذ برجله وجعل يجره حتى ألقاه بين يدي علي رضي الله عنه، فقال علي: اضرب عنقه.
• فقال عمرو: يا أمير المؤمنين! استبقني حتى أقتل لك منهم كما قتلت منكم، فقال علي: يا عدو الله! أبعد ثلاثة من خيار أصحابي أستبقيك؟ لا كان ذلك أبدا. قال: فأدنني حتى أكلمك في أذنك بشيء، فقال علي: أنت رجل متمرد، وقد أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بكل متمرد علي وأنت أحدهم.
• المتمرد الذي نعلم أن من صفاته التمرد والغدر وعدم الالتزام لا بميثاق ولا قسم ولا يمين حتى وإن كان القسم أغلظ الأقسام لا مكان له بيننا، بل لابد أن يواجه بصرامة متناهية.
• تكملة الرواية: فقال عمرو بن يثربي: أما والله لو وصلت إليك لقطعت أذنك أو قال أنفك، قال: فقدمه علي فضرب عنقه بيده صبرا.
• مع أنه عليه السلام أمر بأن لا يجهز على جريح، وأن سيرته الصفح العفو، إلا أن ذلك ليس في كل الموارد، بل هناك موارد تتطلب عدم الصفح والعفو كالتعامل مع المتمردين الذين لا يؤمن جانبهم.
• في كتاب الأنساب للعوتبي الصحاري الإباضي ص135: قال عليه السلام، زعم أنه قتلهم على دين علي، ودين علي دين محمد صلى الله عليه وآله