• جاء في وقعة صفين لنصر بن مزاحم: قال عمار: أشهدت بدرا وأحدا وحنينا أو شهدها لك أب فيخبرك عنها؟ قال: لا. قال: فإن مراكزنا على مراكز رايات رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، ويوم أحد، ويوم حنين، وإن هؤلاء على مراكز رايات المشركين من الأحزاب.
• هل ترى هذا العسكر ومن فيه؟ فوالله لوددت أن جميع من أقبل مع معاوية ممن يريد قتالنا مفارقا للذي نحن عليه كانوا خلقا واحدا فقطّعته وذبَّحته. والله لدماؤهم جميعا أحل من دم عصفور أفترى دم عصفور حراما؟ قال: لا، بل حلال. قال: فإنهم كذلك حلال دماؤهم، أتراني بينت لك؟ قال: قد بينت لي. قال: فاختر أي ذلك أحببت. قال: فانصرف الرجل ثم دعاه عمار بن ياسر فقال: أما إنهم سيضربوننا بأسيافهم حتى يرتاب المبطلون منكم فيقولون: لو لم يكونوا على حق ما ظهروا علينا. والله ما هم من الحق على ما يُقذي عين ذباب
• بعض الناس يقولون أن الطرف الآخر له شيء من الحق، فلنوادع إذن! كلا، إذا كان الطرف الآخر قد انحرف عن شيءٍ من الأصول التي يتم بها الإيمان والمنهج الصحيح الإنسان كأن يرتكب إثما على مستوى السعي في هدم الإسلام؛ لا يمكن أن نتوادع معه.
• إن عمار يعلمنا هذا الدرس وهو أن ليس لمعاوية الحق حتى بمقدار ما يقذي عين ذباب! فلا يقولن أحد لنفسه أن معاوية قد وجدناه يصلي أو يتشهّد الشهادتين، فإنها مجرد مظاهرة خادعة، وأي عبادة تنقذه وهو محارب لأهل البيت عليهم السلام، وقد مات ميتة جاهلية.
• كذلك إذا وجدنا نماذجا في محيطنا الشيعي قد ارتكبت ما هو موصوفٌ باللسان الشيعي بأنه سعيٌ في هدم الإسلام، أو ناقض من نواقض الإيمان، أو خرج من ولايتنا أهل البيت وغيرها؛ فلا يمكننا أن نتسامح مع هؤلاء.
• لا يمكن أن نتسامح مع هؤلاء أو أن نلين معهم بل لابد من الصرامة فلا هوادة في دين الله، ولا يمكن أن يقال لنا أن لهم شيئ من الحق، فهذ الحق ليس محتسب أبدا، وإلا احتسب لمعاوية، والله ما هم من الحق على ما يُقذي عين ذباب.
• تكملة الرواية: والله لو ضربونا بأسيافهم حتى يبلغونا سعفات هجر لعرفت أنا على حق وهم على باطل، وأيم الله لا يكون سلما سالما أبدا حتى يبوء أحد الفريقين على أنفسهم بأنهم كانوا كافرين، وحتى يشهدوا على الفريق الآخر بأنهم على الحق وأن قتلاهم في الجنة وموتاهم ولا تنصرم أيام الدنيا حتى يشهدوا بأن موتاهم وقتلاهم في الجنة، وأن موتى أعدائهم وقتلاهم في النار، وكان أحياؤهم على الباطل.
• كانت لغة حادة من عمار بن ياسر وقد كان على حق في ذلك. وقد حكم النبي صلى الله عليه وآله منذ القديم حينما: ويح عمار تقتلته الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار.