• هناك من يلومنا على لغتنا الحربية ويقول أن لغتكم هذه مفرطة أو إفراطية وتدفعون الناس إلى الشدة والقسوة! نقول حاشا وكلا! لغتنا لغة أوائلنا وأسلافنا، لغة الرافضة الأوائل كعمار بن ياسر كما مر معكم.
• ترك أمثال معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص خطر على هذه الأمة، فهما غادران ورواغان، ومن كان على شاكلتهما وتابعهما يستحق هذه الصرامة ولا شفقة عليه.
• إن عمار بن ياسر يحق لنا أن نأخذه مقياسا وأسوة وقدوة للمدائح النبوية العظيمة الجليلة في شأنه. فقد قال النبي صلى الله عليه وآله فيه: لقد ملئ عمار إيمانًا إلى مشاشه.
• إن عمار حصل على وسام نادر من رسول الله صلى الله عليه وآله لا يحصل عليه كل أحد، وذلك حين استأذن للدخول عليه فقال إيذنوا له، أهلًا ومرحبًا بالطيّب ابن الطيّب.
• هذا الطيّب كان يتكلم بهذه اللغة الحادة التي قد لا تعجب الكثيرين هذا اليوم ويصفون من يتحدث بهذه اللغة بالشرير.
• في موقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 319: عن جندب بن عبد الله قال: قام عمار بن ياسر بصفين فقال: انهضوا معي عباد الله إلى قوم يطلبون فيما يزعمون بدم الظالم لنفسه (عثمان)، الحاكم على عباد الله بغير ما في كتاب الله، إنما قتله الصالحون المنكرون للعدوان، الآمرون بالإحسان.
• هكذا انفعل القوم وتفاعلوا مع دعوة معاوية وعمرو وقالوا نقاتل عن دم الشهيد عثمان! كلام عمار كان يهيّجهم أكثر، إلا أنه لابد منه ولابد من كشف الأوراق وعرض الحقائق حتى يكون كلٌ على بصيرة، فلا يصح في هذا الموقف العمل بالتقية، فالسيف قد شهر.
• وكذلك بالنسبة للمناظرات الكلامية؛ لا يصح فيها العمل بالتقية فتقول حقا وتسكت عن حق آخر، بل ينبغي عرض كل الحقائق ليتبين الحق من الباطل.
• تكملة الرواية: فقال هؤلاء الذين لا يبالون إذا سلمت لهم دنياهم ولو درس هذا الدين: لم قتلتموه؟ فقلنا: لإحداثه. فقالوا: إنه ما أحدث شيئا. وذلك لأنه مكنهم من الدنيا فهم يأكلونها ويرعونها ولا يبالون لو انهدت عليهم الجبال.