• في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص319: والله ما أظنهم يطلبون دمه إنهم ليعلمون أنه لظالم، ولكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحبوها واستمروها، وعلموا لو أن صاحب الحق لزمهم لحال بينهم وبين ما يأكلون ويرعون فيه منها.
• ولم يكن للقوم سابقة في الإسلام يستحقون بها الطاعة والولاية، فخدعوا أتباعهم بأن قالوا: قتل إمامنا مظلوما. ليكونوا بذلك جبابرة وملوكا، وتلك مكيدة قد بلغوا بها ما ترون، ولولا هي ما بايعهم من الناس رجلان.
• اللهم إن تنصرنا فطالما نصرت، وإن تجعل لهم الأمر فادخر لهم بما أحدثوا لعبادك العذاب الأليم. ثم مضى ومضى معه أصحابه، فلما دنا من عمرو بن العاص قال: يا عمرو: بعت دينك بمصر! تبا لك، وطالما بغيت الإسلام عوجا.
• ثم حمل عمار وهو يقول:
صدق الله وهو للصدق أهل
وتعالى ربي وكان جليلا
رب عجل شهادة لي بقتل
في الذي قد أحب قتلا جميلا
مقبلا غير مدبر إن للقتل
على كل ميتة تفضيلا
إنهم عند ربهم في جنان
يشربون الرحيق والسلسبيلا
من شراب الأبرار خالطه
المسك، وكأسا مزاجها زنجبيلا
• ثم نادى عمار عبيد الله بن عمر، وذلك قبل مقتله، فقال يا ابن عمر، صرعك الله! بعت دينك بالدنيا من عدو الله وعدو الإسلام. قال: كلا، ولكن أطلب بدم عثمان الشهيد المظلوم.
• قال عمار: كلا، أشهد على علمي فيك أنك أصبحت لا تطلب بشيء من فعلك وجه الله، وإنك إن لم تقتل اليوم فستموت غدا. فانظر إذا أعطى الله العباد على نياتهم ما نيتك.
• ثم قال عمار: اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلت. اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم انحني عليها حتى يخرج من ظهري لفعلت