• يبدو أن بعضًا من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ما تحرروا من قيد الأهل والأصدقاء -كما أسلفنا-، ولذا كان صلوات الله عليه ينصحهم كما جاء في بعض خطبه.
• في نهج البلاغة برقم 342: وقال عليه السلام لبعض أصحابه: لا تجعلن أكثر شغلك بأهلك وولدك، فإن يكن أهلك وولدك أولياء الله فإن الله لا يضيع أوليائه، وإن يكونوا أعداء الله، فما همك وشغلك بأعداء الله.
• يجب أن يصب اهتمام الجميع على الانتصار في هذ الحروب، فإذا ما نازعته نفسه إلى أهله وولده وصار أكثر همه وشغله بهم قصّر في تلك الميادين، والظاهر أن هذا ما حصل وما عانى منه أمير المؤمنين عليه السلام.
• لابد للمحارب من أن يتحرر من هذا القيد وإلا لن ينتصر. عليه أن يطمئن على أهله ومستقبلهم بأن يوكل أمرهم إلى الله تعالى. ويفعل ما عليه من تأمين احتياجاتهم ومعيشتهم، ولكن لا إلى الحد الذي يجعله قليل الثقة بالله.
• إن الذين هاجروا إلينا وعملوا على صنفين، صنفٌ استطاع أن يتكيّف مع هذه الحياة الجديد بصعوباتها حتى نجح نجاحا مبهرا، وصارت حياته تقترب من المثالية لأنه فوّض أمره وأمر أهله وولده إلى الله وإلى الإمام المهدي عليه السلام.
قال الله تعالى في سورة الطور: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ).