• هناك نماذج مشرقة في تأريخنا الرافضي القديم ومشرّفة في مقاومة المشاعر الرحمية في سبيل الله عز وجل، وتغليب الدين على الرحم إذا ما تعارضا؛ في البراءة حتى من الأقارب والآباء والأبناء.
• في كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص522: أن حابس بن سعد الطائي شهد مع معاوية صفين وكانت راية طيء معه، فقتل يومئذ فمر به عدي بن حاتم ومعه ابنه زيد بن عدي فرآه قتيلا فقال: يا أبه، هذا والله خالي. قال: نعم، لعن الله خالك فبئس والله المصرع مصرعه.
• فوقف زيد فقال: من قتل هذا الرجل - مرارا - فخرج إليه رجل من بكر بن وائل طوال يخضب، فقال: أنا والله قتلته. قال له: كيف صنعت به. فجعل يخبره، فطعنه زيد بالرمح فقتله، وذلك بعد أن وضعت الحرب أوزارها.
• فحمل عليه عدي يسبه ويسب أمه ويقول: يا ابن المائقة، لست على دين محمد إن لم أدفعك إليهم. فضرب زيد فرسه فلحق بمعاوية، فأكرمه معاوية وحمله وأدنى مجلسه.
• فرفع عدي يديه فدعا عليه فقال: اللهم إن زيدا قد فارق المسلمين، ولحق بالمحلين اللهم فارمه بسهم من سهامك لا يشوى أو قال: لا يخطئ فإن رميتك لا تنمي، لا والله لا أكلمه من رأسي كلمة أبدا، ولا يظلني وإياه سقف بيت أبدا.
• لا تجد في شخصية عدي بن حاتم رضوان الله تعالى عليه أي انكسار رغم فقده أولادا له في الحروب التي شاركوا فيها مع أمير المؤمنين عليه السلام كحرب الجمل وصفين، إلا أنه كان صامدا في نفسيته وولائه لأمير المؤمنين عليه السلام.
• إننا مع الأسف حين نتصفح هذه الصفحات وهذه السير نشعر بأنفسنا قد تضائلت وتصاغرت جدا أمام هؤلاء العمالقة، ونستحيي حينئذ أن نقول أنا مجاهدون ومحاربون حقا.