• في كتاب غرر الخصائص الواضحة للوطواط ص446: وقال عبد الله بن الزبير لعدي بن حاتم يعرّض به، متى فقئت عينك؟ قال: يوم طعنتَ في استك وأنت مولٍ -يعني يوم الجمل- وقيل: بل قال له: يوم قُتِل أبوك وهربت خالتك -يعني عائشة- وأنا للحق ناصر وأنت له خاذل.
• في كتاب مروج الذهب للمسعودي م3 ص4 قال: أن عدي بن حاتم الطائي دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما فعلت الطَرَفَات -يعني أولاده-؟ قال: قتلوا مع عليٍ عليه السلام. قال: ما أنصفك علي، قُتل أولادك وبقي أولاده! فقال عدي: ما أنصفتُ عليًا إذ قُتل وبقيتُ بعده. فقال معاوية: أما إنه قد بقيت قطرة من دم عثمان ما يمحوها إلا دم شريف من أشراف اليمن! فقال عدي: " والله إن قلوبنا التي أبغضناك بها لفي صدورنا، وإن أسيافنا التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا، ولئن أدنيت لنا من الغدر فترا لندنيّن إليك من الشر شبرا، وأن حز الحلقوم، وحشرجة الحيزوم، لأهون علينا من أن نسمع المساءة في علي فسلِّم السيف يا معاوية لباعث السيف. فقال معاوية: هذه كلمات حكم فاكتبوها، وأقبل على عدي يحادثه كأنه ما خاطبه بشيء.
• لاحظوا كيف أن هذا الفارس الرافضي ابن كريم وجواد العرب حاتم الطائي أنه لم ينكسر نفسيا قط، بل كسر نفسية سلطانٍ متجبر وهو معاوية وفي مجلسه وسلطانه، وهذا يكون الرافضي الأشم.
• في كتاب وقعة صفين ص443: عن عمر بن سعد قال: وكانوا قد ثقلوا عن البراز حين عضتهم الحرب، فقال الأشتر: يا أهل العراق، أما من رجل يشري نفسه لله؟! فخرج أثال بن حجل فنادى بين العسكرين: هل من مبارز؟ فدعا معاوية حجلا فقال: دونك الرجل وكانا مستبصرين في رأيهما. فبرز كل واحد منهما إلى صاحبه فبدره الشيخ بطعنة فطعنه الغلام، وانتمى فإذا هو ابنه، فنزلا فاعتنق كل واحد منهما صاحبه وبكيا، فقال له الأب: أي أثال، هلم إلى الدنيا. فقال له الغلام: يا أبه، هلم إلى الآخرة.
• والله: يا أبه، لو كان من رأيي الانصراف إلى أهل الشام لوجب عليك أن يكون من رأيك لي أن تنهاني. واسوأتاه، فماذا أقول لعلي وللمؤمنين الصالحين؟!
• كن على ما أنت عليه، وأنا أكون على ما أنا عليه. وانصرف حجل إلى أهل الشام، وانصرف أثال إلى أهل العراق، فخبر كل واحد منهما أصحابه.
• وقال في ذلك حجل:
فاطعنا وذاك من حدث الدهر * عظيم، فتى لشيخ بجال
شاجرا بالقناة صدر أبيه * وعظيم على طعن أثال
لا أبالي حين اعترضت أثالا * وأثال كذاك ليس يبالي
فافترقنا على السلامة والنفس * يقيها مؤخر الآجال
لا يراني على الهدى وأراه * من هداي على سبيل ضلال
• فلما انتهى شعره إلى أهل العراق قال أثال - وكان مجتهدا مستبصرا:
إن طعني وسط العجاجة حجلا * لم يكن في الذي نويت عقوقا
كنت أرجو به الثواب من الله * وكوني مع النبي رفيقا