• على الرغم من وجود نماذج مشرّفة لم تعبأ للعلاقات الرحمية، إلا أنه كان هناك من جند أمير المؤمنين عليه السلام من كان متقلقلا ومتذبذبا ومضطربا أمام مواجهة أبناء عمه، كما حدث بين أبناء قبيلة الأزد.
• في وقعة صفين ص262: عن الحارث بن حصيرة عن أشياخ من النمر من الأزد أن مخنف بن سليم لما ندب أزد العراق إلى أزد الشام حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن من الخطب الجليل والبلاء العظيم أنا صرفنا إلى قومنا وصرفوا إلينا، فوالله ما هي إلا أيدينا نقطعها بأيدينا، وما هي إلا أجنحتنا نحذفها بأسيافنا وما هي إلا أجنحتنا نحذفها بأسيافنا، فإن نحن لم نفعل لم نناصح صاحبنا، ولم نواس جماعتنا، وإن نحن فعلنا فعزنا أبحنا، ونارنا أخمدنا. فقال جندب بن زهير: " والله لو كنا آباءهم ولدناهم أو كنا أبناءهم ولدونا، ثم خرجوا من جماعتنا وطعنوا على إمامنا، وآزروا الظالمين والحاكمين بغير الحق، على أهل ملتنا ودمتنا، ما افترقنا بعد أن اجتمعنا حتى يرجعوا عما هم عليه، ويدخلوا فيما ندعوهم إليه، أو تكثر القتلى بيننا وبينهم.
• كيف تقوم للحق قائمةٌ إذا كلنا اضطربنا أمام بني عمومتنا وأقاربنا ممن اختاروا أن ينصروا الباطل؟ بل كثيرا ما يكون صاحب هذه الكلمة الحادة المبدأية ومفترى عليه ويذم كما جرى لجندب بن زهير.
• فقال مخنف: أعزبك الله في التيه. أما والله ما علمتك صغيرا ولا كبيرا إلا مشؤوما، والله ما ميّلنا الرأي بين أمرين قط أيهما نأتي وأيهما ندع، في الجاهلية ولا بعد ما أسلمنا، إلا اخترت أعسرهما وأنكدهما. اللهم فأن نعافى أحب إلينا من أن نبتلى. فأعط كل رجل منا ما سألك.
• جاء في رجال الكشي عن الفضل بن شاذان في جندب بن زهير: من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم.
• نحن نمضي ولا نبالي كالسيف، ونحارب ونواجه أعداء الله ونفضحهم ونعرّيهم، ولا نبالي بأقارب ولا بمعارف ولا بأصدقاء ولا بأي أحد، طلبًا لما كان يطلبه الرجل الجليل جندب بن زهير رضوان الله تعالى عليه من الشهادة.
• رغم ما افتري على جندب بن زهير من رأس قومه والمسبات التي نالها، إلا أنه لم يبالي وذهب يقاتل! وتقدم جندب بن زهير فبارز رأس أزد الشام، فقتله الشامي.
• في وقعة صفين ص398: قال جندب بن زهير
هذا على والهدى حقا معه
يا رب فاحفظه ولا تضيعه
فإنه يخشاك ربي فارفعه
نحن نصرناه على من نازعه
صهر النبي المصطفى قد طاوعه
أول من بايعه وتابعه
• في وقعة صفين ص271: قال عمر: وخرج رجل يسأل المبارزة، من أهل الشام، فنادى من يبارز؟ - وهو بين الصفين - فخرج إليه رجل من أهل العراق فاقتتلا بين الصفين قتالا شديدا، ثم إن العراقي اعتنقه فوقعا جميعا تحت قوائم فرسيهما، فجلس على صدره وكشف المغفر عنه يريد ذبحه. فلما رآه عرفه فإذا هو أخوه لأبيه وأمه، فصاح به أصحاب على: أجهز على الرجل! فقال: إنه أخي قالوا: فاتركه. قال: لا، حتى يأذن لي أمير المؤمنين. فأخبر على بذلك، فأرسل إليه: دعه. فتركه، فقام فعاد إلى صف معاوية
• علينا أيها الأخوة أن نتعلم من هذه النماذج المشرفة وأن ندوس على مشاعرنا إذا أردنا أن ننجح في درب الجهاد، وهذه النماذج قد تعلمت ذلك من أمير المؤمنين عليه السلام.
• قال الإمام علي عليه السلام: ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله نقتل آبائنا وأبنائنا وإخواننا وأعمامنا ما يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليما ومضيا على اللقم وصبرا على مضض الألم وجدا على جهاد العدو.