أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرجيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائم أجمعين إلى قيام يوم الدين..
في الرواية عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) أي الإمام الصادق يقول ((ما من شيء ولا من آدمي ولا إنسي ولا جني ولا ملك في السماوات إلا ونحن الحجج عليهم وما خلق الله خلقا إلا وقد عرض ولايتنا عليه وأحتج بنا عليه فمؤمن بنا وكافر وجاحد حتى السماوات والأرض والجبال)).
المحور في هذه المحاضرات الأسبوعية انتقل إلى محور الولاء بعدما كان المحور الاول هو العداء .. العداء لأعداء أهل البيت (صلوات الله عليهم) والآن ننتقل إلى مباحث ودراسات ولائية تخص محور الولاء المطلق لأهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
أهل البيت (عليهم السلام) الحجة البالغة
في الحديث الشريف الذي نقلته لكم عن سيدنا ومولانا الإمام الصادق (صلوات الله عليه) نستكشف حقيقة مهمة جدا وهي أن ولاية أهل البيت (صلوات الله عليهم) لا تخصنا نحن البشر الذين جئنا بعد مبعث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما هذه الولاية مطلوبة من جميع الخلائق, الإمام يؤكد أنه ما من شئ وما من آدمي ولا أنسي ولا جني ولا حتى ملك في السماوات [يعني من الملائكة] إلا ونحن الحجج عليهم يعني ليس مطلوب فقط من المسلمين ولاية أهل البيت, ليس فقط المسلمون عرضت عليهم عذه الولاية وسيحاسبون عليها يوم القيامة لا, حتى من سبقهم من البشر من المسيحين واليهود واتباع الأنبياء الآخرين, مئة وأربعة وعشرين ألف نبي بعثهم الله (عز وجل) كلهم بعثهم على ولاية أهل البيت (صلوات الله عليهم) وأيضا هذه الولاية لا تقتصر فقط على البشر ولا على الجن وإنما تتعدى ذلك حتى تصل إلى الملائكة و الجمادات كما هو واضح من نص الرواية يتصل الحديث أيضا بتسائل مهم جدا وهذا التسائل مع الأسف لم يناقش كثيرا عند الخطباء وحتى عند بعض العلماء وفي مجالس المؤمنين.
التساؤل يقول انه إذا سلمنا بأن ولاية أهل البيت (صلوات الله عليهم) مطلوبة من كل الخلائق فالسؤال هو لماذا هي مطلوبة من كل الخلائق مع أن أهل البيت (صلوات الله عليهم) لم يمارسوا أدوار تبليغيه إلا في عهد الدين الإسلامي؟! بمعنى أن أهل البيت جائوا في حقبة الإسلام وظهروا في هذه الحقبة وفي هذه الحقبة مارسوا ادوارهم ولذلك طلب من الناس أن يؤمنوا بهم ويدينوا الله بهم فما ذنب أو ما دخل الأقوام السابقة والملائكة والجن والمخلوقات الأخرى وحتى الجمادات والجبال والسماوات والأرضون كلها مطلوب منهم أن يؤمنوا بأهل البيت مع أن أهل البيت ليس بينهم وبين هؤلاء الأقوام أو بين هذه العوالم أي ارتباط؟! الجواب هو في إن التفكير بأن أهل البيت يقتصر دورهم على حقبتنا هذه يعني قبل ألف وأربعمئة سنة هذا التفكير تفكير مغلوط وخاطئ أهل البيت (صلوات الله عليهم) ليست وظائفهم فقط في عهد الدين الإسلامي وليست فقط منحصرة في هذه العصور المتأخرة لا, أهل البيت (صلوات الله عليهم) كانت لهم وظائفهم ومسؤلياتهم منذ بدء الخلق سواء بالنسبة إلى الأمم السابقة أو بالنسبة إلى العوالم الأخرى التي لا نعرفها لاحظوا أنه عالمنا هذا الذي نعيش فيه ليس سوى نقطة في بحر الكون هو مجرد كوكب أرضي واحد على شكل كره فيه ستة مليارات إنسان وجن وحيوانات وجمادات صحيح في قبال هذه الأرض هناك كما هو مكتشف علميا في العلم الحديث ملايين المجرات ملايين الكواكب مليارات الكويكبات والشموس والأجرام السماوية والمجرات والحلقات وهنالك فرص حياة بلا شك في كثير من هذه المجرات وكثير من هذه الكواكب ولا يعقل أن الله (عز وجل) بحكمته قد خلق هذا الكم الهائل من الشموس والنجوم والكواكب والأقمار هكذا عبثا والعياذ بالله لا شك أن هنالك مخلوقات اخرى في عوالم أخرى في أبعاد اخرى نحن لا ندركها ولا نعرفها هنالك مخلوقات أخرى ربما على غير هيئتنا نحن البشر وكلهم مطلوب منهم ولاية أهل البيت (صلوات الله عليهم) بمعنى أن أهل البيت (صلوات الله عليهم) أيضا كانت لهم ادوار وربما ما تزال لهم أدوار في تلك العوالم نحن لا نعرف صحيح أهل البيت (صلوات الله عليهم) أنقلوا من عالمنا هذا بإستثناء مولانا صاحب العصر (صلوات الله عليه) ربما الآن الإمام الحسين (عليه السلام) ظاهر وموجود في عالم آخر في بعد آخر كما كان قبل خلق هذه الأرض الإمام الحسين أيضا في عالم قبل عالمنا هذا الدنيوي وأيضا يمارس وظائفه ومسؤلياته الإلهية المنوطة به وكذلك بالنسبة إلى سائر أهل البيت أنا أقول أنه لا يعقل ان يكون أهل البيت (صلوات الله عليهم) الآن بلا عمل ولا وظيفة "أستغفر الله من هذا القول" لا شك أن لأهل البيت وهم سادة الخلق والعلة والغائية في خلقة هذا العالم والعوالم الأخرى لا شك أن لهم أدوارا ومسؤليات وهذا هو ما تؤكده هذه النصوص الشريفة التي سأتلوها عليكم.
أهل البيت (عليهم السلام) لهم الفضل على الملائكة
كان الله (عز وجل) متفردا بالوحدانية ليس هنالك موجود آخر سوى الله حتى أهل البيت ليسوا موجودين هذا في الزمان السحيق الذي لايمكن إدراكه ولا وصفه ولكن بدء الخلق كيف تم الرواية التي سأتلوها عليكم تؤكد أن بدء الخلق بدأ بمحمد وآل محمد وأن هذه النفوس المقدسة قامت بواجباتها الشرعية ومسؤلياتها الإلهية منذ تلك اللحظة حينما خلقهم الله أنوارا محدقين بالعرش في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) وكذلك في كتاب علل الشرائع وفي جملة أيضا من مصادرنا الأخرى عن أبي الصلت الهروي (رضوان الله تعالى عليه) عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام) قال:
"قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما خلق الله (عز وجل) خلقا أفضل مني ولا أكرم مني [الرسول (صلى الله عليه وآله) يقول ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم مني] قال علي (عليه السلام) فقلت يا رسول الله فأنت أفضل أو جبرائيل؟ [هذا التساؤل كما تعلمون تساؤل توضيحي لإفهام الغير وليس تساؤل استفهامي لأنه لا تغرب هذه المسألة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي يعلم كل شيء بإذن الله كما هو الأمر بالنسبة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكذلك سائر الأئمة المعصومين وإنما هذا لإفهام الغير], فقال (صلى الله عليه وآله) يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل انبيائه المرسلين على ملائكته المقربين [الأنبياء أعظم من الملائكة],
وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي من بعدي أنت أفضل الخلق وللأئمة من بعدك وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا [هذه الرواية أو العبارة عظيمة حقيقا أن الملائكة ليسوا فقط خدام اهل البيت ولكن خدام محبينا يعني نحن نحب أهل البيت الملائكة تخدمنا إذا كانت محبتنا لأهل البيت (صلوات الله عليهم) محبة خالصة ومطلقة],
يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا [يعني الملائكة الذين شرفهم الله (عز وجل) بحمل عرشه يسبحون الله هذه وظيفة ثانية أيضا يستغفرون لنا نحن محبون أهل البيت الذين آمنوا بولايتنا الذين يؤمنون بولاية أهل البيت (صلوات الله عليهم) ولاية مطلقة],
يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلا معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه [نحن أهل البيت سبقنا الملائكة في توحيد الله وتهليله وتسبيحه وعبادته الآن في تتمة الرواية ستكتشف إن من علم الملائكة وحدانية الله يعني من هدى الملائكة من الذي قام بإرشاد الملائكة؟ هم أهل البيت (صلوات الله عليهم) أيضا يعني لهم الفضل على الملائكة في أن يعلموهم وحدانية الله وتسبيحه وتهليله فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه لأن أول ما خلق الله عز وجل خلق أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتحميده أنطقنا قلنا لا إله إلا الله ثم قلنا الحمد لله],
أنطقنا بتوحيده وتحميده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا[ أهل البيت الأربعة عشر معصوم (صلوات الله عليهم جميعا) في نور واحد] استعظموا أمرنا [الملائكة أنخلقوا فالتفتوا يمين ويسار في كل الخلق في كل الوجود ما وجدوا إلا نور واحد مشعا هو نور أهل البيت فاستعظموا أمر هذا النور تصوروا هذا النور هو الله والعياذ بالله تصوروا هذا النور الذي خلقهم],
فسبحنا قلنا سبحان الله [يعني نزهنا الله من كل عيب من كل سوء لتعلم الملائكة أنا نحن خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا] فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا [الملائكة حينما سمعوا هذا النور نور أهل البيت (صلوات الله عليهم) في خلقتهم الأولية يقولون سبحان الله علموا بأن هؤلاء خلق مخلوقون وهم أيضا قالوا سبحان الله تبعوا أهل البيت وهم لا يعرفون شيء للآن أبجديات توحيد الله ليست عندهم الآن في طور التعلم ]"هذه معلومة علمها أهل البيت للملائكة"
فلما شاهدوا عظم شأننا وجلالة قدرنا هللنا [يعني قلنا لا إله إلا الله لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله و أنا عبيد ولسنا بآله يجب ان نعبد معه او دونه لأنه وإن قالوا سبحان إلا انه يبقى هنالك شبه أنه قد يكون هؤلاء أيضا آله مع الله أو دون الله يعين آله صغار مثلا فحتى لا يتوهم الملائكة ذلك قلنا لا إله إلا الله لا يوجد غير الله فهم أيضا قالوا لا إله إلا الله] "هذه معلومة ثانيه علمها أهل البيت للملائكة"
فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال عظم المحل إلا به [نحن مقامنا عالي محلنا كبير أهل البيت فلما الملائكة شاهدوا ذلك منا قلنا الله أكبر أي أكبر منا وأكبر من أن ينال الشرف والعظمة إلا به (جل جلاله) يعني نحن أهل البيت ما نلنا هذا المقام الكبير إلا بالله (عز وجل) بتأييد من الله] "هذه معلومة ثالثه علمها أهل البيت للملائكة"
فلما شاهدوا ما جعله لنا من العزة والقوة قلنا لا حول ولا قوة إلا بالله لتعلم الملائكة أن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله, فلما شاهدوا ما انعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمته فقالت الملائكة الحمد لله "هذه أيضا معلومة رابعة علمها اهل البيت (صلوات الله عليهم للملائكة)"
فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده, ثم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما [يعني الملائكة ما سجدوا لآدم في الظاهر سجدوا لآدم ولكنهم في الواقع سجدوا تعظيما لأهل البيت (صلوات الله عليهم) سجودهم كان لله لكن القبلة كانت آدم والسبب تعظيم أهل البيت] وكان سجودهم لله عز وجل عبوديا ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه [لأننا في صلب آدم سجدوا إكراما وطاعة فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون],
وإنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى, مثنى وأقام مثنى, مثنى قال الآذان والإقامة مرتين ثم قال لي تقدم يا محمد فقلت له يا جبرئيل أتقدم عليك فقال نعم لأن الله (تبارك وتعالى) فضل أنبيائه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة فتقدمت فصليت بهم ولا فخر فلما أنتهيت حجب النور قال لي جبرئيل تقدم يا محمد وتخلف عني فقلت يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني [الآن النبي وصل إلى حجب النور يقترب إلى الله (عز وجل) بالمعنى المجازي وإلا الله (عز وجل) ليس كتلة أو جسم حتى يقترب منه أحد وإنما يقترب من مظهر عظمة الله],
فقال يا جبرائيل في مثل هذا الموضع تفارقني فقال يا محمد إن إنتهاء حدي الذي وضعني الله (عز وجل) فيه إلى هذا المكان فإن تجاوزته أحترقت أجنحتي بتعدي حدود ربي (جل جلاله) [مسألة معروفة سمعناها بلا شك أنه قاب قوسين او ادنى هذا أو أدنى ما يقدر جبرئيل أن يتخطى خطوة واحدة وإلا يحترق] فزخ بي في النور زخه [النبي صلى الله عليه وآله يقول دفعت إلى النور حتى انتهيت] إلا حيث ما شاء الله من علو ملكه [وصلت إلى مقام جدا عالي],
فنوديت يا محمد فقلت لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت فنوديت يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فأعبد وعلي فتوكل فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي لك ولمن اتبعك خلقت جنتي ولمن خالفك خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتهم أوجبت ثوابي فقلت يا رب ومن أوصيائي فنوديت يا محمد أوصيائك المكتوبون على ساق عرشي "هذه أيضا كما قلنا كلها تساؤلات لإفهام الغير ولتسجيل التاريخ لا أكثر وإلا النبي يعرف (صلى الله عليه وآله)" فنظرت وأنا بين يدي ربي (جل جلاله) إلى ساق العرش فرأيت أثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر [من هذا عرفنا أنه اللون الأخضر يرمز إلى أهل البيت (صلوت الله عليهم)]
فرأيت أثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه أسم وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي (صلوات الله عليه وعجل الله فرجه) فقلت يا ربي هؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأوصيائي وأفيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصيائك وخلفائك وخير خلقي بعدك وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين [أرفع] بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي [أطهر الأرض من الأعداء في آخرهم] ولأمكنه مشارق الأرض ومغاربها فلن له السحاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب فلأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى تعلوا دعوتي وتجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه نخلي دائم ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة))
من هذا الحديث القدسي الشريف نصل إلى حقيقة عظيمة جدا وهي أن أهل البيت صلوت الله عليهم كانت لهم أدوار ووظائف ومسؤوليات منذ بدأ الخليقة هذه أهم نقطة إلى سائر النقاط الأخرى منذ بدأ الخليقة يعني الملائكة يدينون بالفضل لأهل البيت ,أهل البيت لهم فضل على الملائكة لأنهم علموهم دينهم علموهم توحيد الله وعبادته ومسؤلياتهم فأهل البيت ليس فقط علموا البشر وإنما علموا الملائكة وعلموا كل المخلوقات تحدثت عن العوالم الأخرى.
أهل البيت (عليهم السلام) لهم الولاية على جميع العوالم
ولعل سائلا يقول أنه ما الدليل على وجود عوالم اخرى غير عالمنا هذا وأن اهل البيت (صلوات الله عليهم) كانت لهم ولا تزال مسؤليات في تلك العوالم الدليل على ذلك هو هذه الروايات الشريفة الصادرة عن المعصومين,
عن أبي عبد الله الصادق (صلوات الله عليه) قال ((إن لله (عز وجل) أثني عشر ألف عالم [هذا عالمنا واحد فقط عالمنا من مخلوقاته بشر, جن, الحيوانات أجلكم الله نباتات, جمادات.. الخ] كل عالم منهم أكبر من سبع سموات وسبع أرضين [عوالم يعني السماوات السبع والأرضين ربما هي في عالمنا هذا احنا ما نعرف جيدا فالعوالم تلك تكون اكبر] ما يرى عالم منهم أن لله (عز وجل) عالم غيرهم [كل عالم من هذه العوالم يتصور هو العالم الوحيد مثلنا نحن نتصور انه فقط هذا الكوكب الأرضي او أفرض هذا الكوكب وهذا المجرة وهذا الكون الذي نعرفه مع السماوات مع الأرضين فرضا, نتصور هذا عالمنا وما نتصور أنه يوجد عالم ثاني, كل عالم من الأثني عشر ألف عالم يتصور هذا الشي يتصور أن هو العالم الوحيد] وأني الحجة عليهم)).
الإمام الصادق (صلوات الله عليه) الحجة عليهم كلهم فهذه رواية عظيمة جدا تؤكد أن اهل البيت (صلوات الله عليهم) لهم الولاية على كل هذه العوالم.
أهل البيت (عليهم السلام) موجودين في كل العوالم
يتساءل البعض انه ما الدليل على ان اهل البيت ذهبوا إلى تلك العوالم هنا الأدلة.
عن عبد الصمد بن علي قال دخل رجل على علي بن الحسين (عليهم الصلاة والسلام) الإمام السجاد زين العابدين فقال له علي بن الحسين من انت قال أنا منجم قال (عليه السلام) فأنت عراف أجاب بنعم أو أومئ بالإجابة فنظر أليه الامام السجاد ثم قال هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت هذا الرجل قد مر علينا في أربعة عشر ألف عالم كل عالم اكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه [تعال أنت يا ابو منجم هل أدلك على واحد منذ أن دخلت الآن مر على أربعة عشر ألف عالم كل عالم من هذه العوالم اكبر من الدنيا بثلاث مرات والغريب أنه مر على كل هذه العوالم وهو في مكانه لم يتحرك] قال من هو قال (عليه السلام) أنا هو ذلك الشخص وانت ألي دخلت الآن انا مررت على أربعة عشر الف عالم قمت بوظائفي ومسؤولياتي أرشدتهم كذا وانا واقف إمامك أو أنا قاعد أمامك.
وهنا الإمام (عليه السلام) هم يذكر له ويكمل" وإن شئت أنبأت لك في ما اكلت وما ادخرت في بيتك [إذا تريد بعد علم الغيب اقول لك ماذا أكلت, ماذا ادخرت أقول لك]))
فهذه أيضا رواية تعطينا دلالة واضحة على ان اهل البيت (صلوات الله عليهم) في نفس الوقت الذي يكونون فيه امامنا ويتعاملون معنا هم ايضا محيطون بالأزمان والأمكنة والعوالم هم اكبر من ذلك هم انوار وهم فوق الخلق كما في الرواية ((نحن فوق الخلق ودون الخالق)) فلأنه كذلك هم ايضا في نفس الوقت آلة, أنا أتخاطب مع الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه).
أهل البيت يقومون بأدوارهم وأعمالهم ومسؤولياتهم الإلهية في عالم بعد الآخر
هذه رواية أيضا واردة عن الإمام الباقر (صلوات الله عليه) ولأنها طويلة اقولها بسرعة والاخوة إن شاء الله يفهمون وأوضح بعض المفردات والعبارات الصعبة.
((عن جابر الأنصاري (رضوان الله تعالى عليه) عن أبي جعفر (عليه السلام) الإمام الباقر قال سألته عن قول الله (عز وجل) (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض) سألته عن هذه الآية قال جابر فكنت مطرقا إلى الأرض [يعني منزل رأسه] فرفع يده إلى فوق [يعني الإمام الباقر رفع يده إلى السماء إلى الأعلى] ثم قال لي أرفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت إلى السقف قد أنفجر حتى خلص بصري إلى نور ساطع حار بصري دونه,
قال ثم قال لي رأى إبراهيم (عليه السلام) [الإمام الباقر يقول لجابر رأى إبراهيم (عليه السلام) ملكوت السماوات والأرض هكذا] ثم قال لي أطرق فأطرقت [نزلت رأسي نكست رأسي] ثم قال لي أرفع رأسك فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله رجع كما كان مكشوف عني الحجاب [نظرت إلى كل شيء والآن السقف رجع كما كان] ثم أخد بيدي وقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه وأدخلني بيتا آخر فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثيابا غيرها ثم قال لي غض بصرك فغضضت بصري وقال لي لا تفتح عينيك, لبثت ساعة أنتظرت ثم قال لي أتدري اين أنت؟ هذا وأنا غاض ببصري [يعني مغمض عيني] قلت لا, جعلت فداك فقال لي أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين [أعاده إلى الظلمة التي سلكها ذو القرنين (عليه السلام)] فقلت له جعلت فداك أتأذن لي أن أفتح عيني فقال لي أفتح فإنك لا ترى شيئا ففتحت عيني فإذا انا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي,
ثم سار قليلا ووقف فقال لي هل تدري أين أنت قلت لا, قال أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر (عليه السلام) [وصلتك إلى عين الحياة الذي الخضر (عليه السلام) شرب منها فعاش إلى أبد الدهر], وخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا فيه, فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه ومسكانه وأهله [رأى مثل عالمنا لكنه عالم آخر ليس كوكبنا الأرضي ليست دنيانا ولكن متشابه مع عالمنا],
ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الأول والثاني حتى وردنا خمسة عوالم كلها تتشابه [يعني مثلنا يعني مخلوقات أخرى تشبهنا], قال هذه ملكوت الأرض [يعني الإمام الباقر (عليه السلام) ولم يريها إبراهيم كل ما رأى وإنما رأى ملكوت السماوات وهي إثنى عشر عالما كل عالم كهيئة ما رأيت كلما مضى منا إمام سكن أحد هذه العوالم هذه نقطة مهمة كلما مضى كلما توفي كلما إمام منا اهل البيت توفي أنتقل من عالمكم سكن أحد هذه العوالم يقوم بأدوارة بمسؤلياتة إلى الآخر حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا (صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف) الذي نحن ساكنوه آخرهم هو الامام صاحب العصر (صلوات الله عليه) ],
قال ثم قال لي [يعني الإمام الباقر] قال لي انا جابر غض بصرك فغضضت بصري ثم أخد بيدي فإذا نحن في البيت الذي خرجنا منه فنزع تلك الثياب ولبس الثياب التي كانت عليه وعدنا إلى مجلسنا فقلت جعلت فداك كم مضى من النهار قال (عليه السلام) ثلاث ساعات [نحن اتينا هذه العوالم في ثلاث ساعات يعني ولا اعظم إختراع يخترعه البشر في السرعات النفاثة يمكن ان يصل في هذه السرعة إلى تلك العوالم]))
رواية أخيرة أيضا
((عن جابر بن عبد الله (رضوان الله تعالى عليه) عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) "هذا النص في مدينة المعاجز للعلامة البحراني" قال سمعته يقول إن من وراء شمسكم هذه أربعين عين شمس ما بين شمس إلى شمس أربعون عاما بين كل شمس وشمس [هذا في عالمنا حسب الظاهر] فيها خلق كثير ما يعلمون ان الله خلق آدم أو لم يخلقه [ما يعرفون آدم هو في كوكبكم في أرضكم] وإن من وراء قمركم هذا أربعين قمرا ما بين قمر إلى قمر مسيرة أربعين يوما [الله العالم هذا من أيام الآخرة أو من أيام الدنيا العلم من أياما بعاد أخرى عند الله المهم تقدير أربعين يوما فيها خلق كثير ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه] قد ألهموا كما الهمت النحل لعنة الاول والثاني في كل وقت من الأوقات [يعني تلك الخلائق التي من وراء هذه الشمس ومن ورآء هذا القمر ألهمهم الله (عز وجل) لعن الأول والثاني أبي بكر وعمر (لعنة الله عليهما) بأمر من الله],وقد وكل بهم ملائكة متى لم يلعنوهما عذبوا [إذا واحد من هؤلاء الخلق تباطئ في لعنهم عذبتهم الملائكة])).
لماذا الله (عز وجل) ألهم المخلوقات في جميع الأكوان لعن أبي بكر وعمر (لعنهما الله)
هنا أيضا يتبادر إلى الدهن إشكال مهم وهو أنه لماذا الله (عز وجل) ألهمهم لعن الاول والثاني ولماذا ايضا يعذبهم إذا ما تباطؤوا في ذلك خاصة وأنهم لم يروا الأول والثاني بل انه لم يروا آدم (عليه السلام)؟! ما ذنبهم هؤلاء؟! لماذا يتعبدون بلعن اعداء الله؟! وإن كان هؤلاء اعداء الله ولكن لم يكن دور مثلا عليهم في الحقيقة, الجواب على ذلك انه نحن لا نعرف أيضا ربما يكون لأبي وبكر وعمر مثل الدجال الذي سيظهر في آخر الزمان له قدرات خارقة ربما كان لأبي وبكر وعمر أيضا قدرات خارقة أصلهم كانا شيطانين, كانا إبليسين العلم عند الله المهم لهما قدرات خارقة بحيث أثروا على بقية العوالم ايضا [يعني حرفوا بقية العوالم عن دين الله (عز وجل)], وإلا ليس من المعقول حسب الروايات يكونان في قعر جهنم والعوالم الأخرى لا يكون لهم ذنب في مثلا تحريف مسيرتهم.
هنالك رواية طالعتها ايضا قبل فترة عن هذا الموضوع وهو سؤال ايضا وجه إلى الإمام الباقر (صلوات الله عليه) "انه ما دامت تلك العوالم لم ترى حتى آدم (عليه السلام) وما يعلمون أخلق أم لم يخلق فكيف ألهموا وأمروا بأن يلعنوا الجبت والطاغوت؟! فالإمام الباقر (عليه السلام) سأله قال له أرأيت ابليس قال لا, قال فأمرت بأن تلعنه أم لا؟ قال نعم قال فكذلك هم أيضا"
لا يعني نحن أيضا لم نشاهد إبليس (عليه اللعنة) ولكن أمرنا بالاستعاذة منه "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم" أمرنا بلعنه صحيح؟ أمرنا بالتبرأ منه مع أنه لم نراه ومع أن إبليس واقعا كان في عوالم سابقة قبل عالمنا هذا وذكر في القرآن وهكذا فالقضية واضحة والإشكال ينحل من هذه الجهة.
الخلاصة
نعود إلى صدارة البحث فنقول بأن من يعتقد من الشيعة بأن أهل البيت (صلوات الله عليهم) أدوارهم مقتصرة على هذه الدنيا أو على عالمنا هذا فهذا الإنسان مع الأسف ولايته لأهل البيت ناقصة, ومع الأسف هو ينزل من مقامات أهل البيت (صلوات الله عليهم) من دون معرفة, أهل البيت فوق مستوى هذا العالم, أهل البيت أعظم من مستوى ان ينحصروا في دنيا أو حتى عالم من العوالم, أهل البيت كانوا قبل الخلق وهم من علموا الملائكة وهم من علموا الأنبياء وهم من علموا المرسلين وهم من علموا كل المخلوقات ولهم أدوارهم من الآن إلى الله ما يقرر إلى ما شاء الله (عز وجل) ربما حتى بعد الجنة [يعني ربما الله (عز وجل) يصفي الخلق في يوم المحشر وربما هنالك قيامة أخرى قيامة ثلاثة رابعة خامسة العلم عند الله], نحن لا ندري الآن من موجود في الجنة من الذين سبقونا في العوالم السابقة من عالم الذر من عالم الأرواح من عالم الأشباح كذلك نحن حلقة في هذه العوالم أهل البيت هم جاؤوا (صلوات الله عليهم) في هذا العالم علمونا بعض الأشياء تفضلوا علينا وذهبوا بعد ليكملوا مسيرتهم في عوالم أخرى.
الحسين (عليه السلام) هنا قتل ربما في عوالم أخرى صالح الحكام الظلمة لا ندري صالح المخلوقات الظالمة أو قتل أيضا واستشهد ربما الحسين (عليه السلام) أو الحسن أستشهد في موضع آخر العلم عند الله يعني نجن لا نعرف بالضبط لانه فوق مستوى الإدراك, أهل البيت (صلوات الله عليهم) فوق مستوى إدراكنا فالمطلوب من الإنسان أن يكون ولائه لأهل البيت ولائا منطلق.
قبل يومين تقريبا كانت عندي جلسة مع أحد التجار دعوته للتبرع لمشروع الفضائية فهذا بين ثنايا حديثه كان يستشكل على بعض الروايات الواردة في مناقب أهل البيت (صلوات الله عليهم) يقول هذا غلوا كيف الإمام الحسين (عليه السلام) مد سيفه في الطف هكذا فقتل إثنا عشر ألف رجل كيف هذا؟! بالنتيجة أقول له مسكين هذا, هذه الرواية أنت ما تقبله إن الإمام الحسين تكون عنده مقدرة يقتل إثنا عشر ألف رجل على مستوى السيف يعني الإمام (عليه السلام) كان هكذا يفعل في كل رأس بمستوى السيف على إمتداد السيف كان يقطع فقتلهم إثنا عشر الف على جهنم وبأس المصير, عمر بن ود كما قال الأخ ألف فارس وغيرة كان مشرك وهكذا يعني هذه الرواية ترفضها؟! هذه الروايات ماذا تفعل؟ هل هذه الرواية وا ويلاه تكفرنا؟ ربما تقول أن هؤلاء مغالين كفرة, لا يا اخي انت عقلك صغير أنت عقلك جدا ضئيل المشكلة والطامة الكبرى أن بعض مرتدي العمائم يرفضون هذه الروايات يقولون غلوا من دون أي مستند شرعي انا مناقش بعضهم أبدا ما يتصور يعني ما عند إطلاقا اي حجة او مستند شرعي يستند اليه وأهل البيت أعظم من ذلك لأنه النص الوارد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ((لا تقولوا فينا ربا [لا تقول نحن إله] وقولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا أي شي [تريدون أن تقولوا؟ قولوا المهم لا تقولوا نحن إله حتى إذا تبتدعون فضائل يتصور شخص شي يتخيل أنه فرضا ممكن مع ذلك يمكن أن يصل خيالك إلى مستوى أهل البيت أنهم فوق الخلق ودون الخالق])).
نسأل من الله (عز وجل) أن يثبتنا على ولايتهم وأن يعرفنا منازلهم وأن يترحم بهم علينا في الدنيا والآخرة وأن يحشرنا معهم ويعجل فرجهم ويرزقنا الإستشهاد بين أيديهم أنه سميع مجيب وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.