اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني، الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق اجمعين سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين
في الحلقة السابقة ..
تبين لنا من المحاضرات السابقه أنّ النيل من اعداء الله (سبحانه و تعالى) وإن كانوا رموزاً لبعض الطوائف، هذا النيل هو منهج اسلامي شيعي اصيل طبّقه المعصومون الاطهار (صلوات الله و سلامه عليهم اجمعين) كما طبقه اصحابهم الابرار وجرى عليه علمائنا الاخيار من بعده، لقد ذكرنا عشرات الامثله والشواهد على هذه الحقيقه، حتى يستيقن الاخوه من حقيقه أنّ هذا المنهج مؤصلاً شرعاً، وأنه لا صحه لإدّعاء البعض أنّ هذا المنهج غريب عن مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام)، النيل من اعداء الله (تعالى) وضيفه شرعيه عظيمه تؤدي الى اسقاط اعتبار رموز الباطل وتجريدهم من الشرعيه والموقعيه الدينيه، وهذا الامر هو المطلوب لإصلاح عقيده الامة وتنقيتها والعوده بها الى ما نزل به الوحي ونطق به خاتم الانبياء وعترته الطاهرون من بعده (صلوات الله و سلامه عليهم اجمعين).
لقد تأكّد من خلال المحاضرات السابقه لكم بالأدلّه التاريخيه أنّ رجالات التشيع العظام ماكانوا يستخفون حين ينطقون من البرائه من الضالمين والنيل منهم، وماكانو يتحرّجون من ذلك ولا يخافون من شيء من دنياهم لأجله، هذا رغم ماكانوا يعانون منه في تلك الأزمنه من الجور والاضطهاد والارهاب الموجّه لشيعه اهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام) بالذّات مع هذا كلّه لقد نطقوا وجاهروا بالبرائه والنيل من اعداء الله وشاع ذلك عنهم حتى اوساط المخالفين، لأنهم كما بيّنا كانوا يتخالطون معهم ويتواصلون معهم ضمن حركة المحدّثين والحفاظ على سبيل المثال.
رجالات التشيّع العظام وعدم انبطاحهم للعقائد الباطله ومجاهرتهم بالحق ..
لقد كان هؤلاء البواسل لايقبلون على انفسهم أن يتنازلوا عن موقفهم العدائي تجاه من ظلم آل محمد عليهم السلام من اجل ارضاء الطرف الآخر من اجل ارضاء اهل الخلاف، بل ماكانوا يقبلون على انفسهم أن يتنازلوا عن حقّهم في التعبير عن هذا الموقف العدائي حتى يرضى عنهم اهل الخلاف، كانوا مع مخالطتهم لأهل الخلاف ومع تواصلهم مع اعلام اهل الخلاف يصرّون على تبيان موقفهم العدائي، وينطقون صراحتا بلعن امثال ابي بكر وعمر وعثمان وعائشه (لعنة الله عليهم) ويجهرون بالنيل منهم وذكر مثالبهم، ثم يعكفون على تصنيف المصنفات في بيان مخازيهم وجرائمهم المختلفه. متى كان يجري هذا ؟ كان يجري في زمان حكومات بني اميه وبني العباس، تخيّلوا انتم المخاطره التي كانوا يقدمون عليها هؤلاء عندما كانوا يجاهرون بالنيل والبرائه، لاشك انها كانت مخاطره ومجازفه كبيره، ولذا نجد أنّ كثير منهم ومن امثالهم من رجالات التشيع الابرار ذهبوا شهداء في سبيل الله (تعالى) حين لم تتحمّل تلك الحكومات واشياعها ماكان ينطق به هؤلاء من الحق.
مدح اهل البيت صلوات الله و سلامه عليهم للطاعنين في الرموز المقدسه للطوائف الاخرى ..
نقول إنّ نظره سريعه على الاحتجاجات التي كانت تجري بين رجال الشيعه والمخالفين في تلك الازمنه، هذه النظره توضّح لنا كيف كان رجال الشيعه بواسل في مواقفهم أشدّاء في التبري، يدمغون باطل المخالفين لايعبؤون بشيء ولاتأخذهم في الله لومة لائم، وفي الحقيقه إنّ هذه السمه التي تحلى بها رجال التشيع إنما جائتهم من تربيت ائمتهم (عليهم افضل الصلاة و السلام) لهم. لقد ربى الائمه (صلوات الله و سلامه عليهم) شيوخ اصحابهم على أن يكونوا ليوث في الاحتجاجات والمناظرات، وربّوهم على أن ينطقوا بالحق ويهدموا الباطل بكل شجاعه وجرأه وقوة، ولكم مدح الائمه (عليهم افضل الصلاة و السلام) اصحابهم الذين كانوا اشداء في خصومتهم للذين يدافعون عن باطل اهل الخلاف، هؤلاء الذين كانت لديهم خصومه شديده للذين يدافعون عن باطل اهل الخلاف كان الائمه (عليهم افضل الصلاة و السلام) يمتدحونهم. هؤلاء الذين كانوا يحملون راية قتلت واعداء اهل البيت (صلوات الله و سلامه عليهم)، من كان من اصحاب الائمه عنده خصوما شديده مع هؤلاء الحمالين لتلك الرايات. كان الائمه (عليهم افضل الصلاة و السلام) يثنون عليهم اعظم الثناء، لاحظوا مثلا ما يقوله شيخنا المفيد (رضوان الله (تعالى) عليه) في كتابه تصحيح الاعتقادات.
يقول: "مازالت الائمه (عليهم افضل الصلاة و السلام) يناظرون في دين الله سبحانه ويحتجون على اعداء الله تعالى [ومن هم كبار اعداء الله عندنا من بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) اي الذين جاؤو بعد شهادة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) اولهم ابوبكر ابن ابن قحافه (لعنة الله عليه)، ثانيهم عمر (لعنة الله عليه) ثالثهم عثمان (لعنة الله عليه) وما اشبه] وكان شيوخ اصحابهم في كل عصر يستعملون النظر ويعتمدون الحجاج ويجادلون بالحق ويدمغون الباطل بالحجج والبراهين [يدمغون الباطل فعلى سبيل المثال ولاية ابي بكر (لعنة الله عليه) أن يوالي المرء ابوبكر (لعنة الله عليه) هذا باطل لابد من أن يدمغ ويدمغون الباطل بالحجج والبراهين] وكان الائمه (عليهم افضل الصلاة و السلام) يحمدونهم على ذلك "، اي يحمدون شيوخ اصحابهم الذين كانوا يستعملون النظر والحجاج ويدمغون اعداء الدين بالحجج والبراهين، كان الائمه (عليهم افضل الصلاة و السلام) يحمدونهم على ذلك ويمدحونهم ويثنون عليهم بفضل هؤلاء الشيوخ العظام.
كان من احدهم احد اجلاء الامامين الباقر والصادق (صلوات الله و سلامه عليهما) رجل يقال له محمد ابن الطيار او محمد الطيار (عليه السلام) هذا الرجل لم يكن يجادل المخالفين فحسب، بل كان شديد الخصومه لهم في الذب عن آل محمد (عليهم افضل الصلاة و السلام) والنيل من اعدائهم عليهم اللعنه والتعبير عنه بأنه شديد الخصومه هذا التعبير ليس من عندي، إنما هكذا عبّر امامنا الصادق (صلوات الله و سلامه عليه) وذلك حين بلغه نبأ وفاته (عليه السلام). يروي شيخنا الكشي (رضوان الله (تعالى) عليه) بسنده عن هشام ابن الحكم قال:" قال لي ابوعبد الله (عليه افضل الصلاة و السلام) [اي الامام الصادق (عليه افضل الصلاة و السلام)] مافعل ابن الطيار؟ قال قلت مات قال الامام (عليه افضل الصلاة و السلام) رحمه الله ولقّاه نظرة وسرورا فقد كان شديد الخصومه عنّا اهل البيت". هنا دقق فقد كان شديد الخصومه عنا اهل البيت دققوا في تعبير الامام (عليه افضل الصلاة و السلام
)، انه يقول عن هذا الرجل الجليل انه كان شديد الخصومه مامعنى ذلك ؟
معناه أنّ الرجل حين كان يحتج ويخاصم رجال اهل الخلاف كان شديدا قويا شجاعا يمتلك ثقه كامله بالنفس، حين يحتج عليهم لايتزحزع عن مواقفه لايعبأ مثلا بانكارهم عليه رفضه لابوبكر وعمر وعائشه، انما هو الذي ينكر عليهم موالاتهم لهؤلاء ويخاصمهم على ذلك اشد الخصومه. نعم هكذا يكونون رجال التشيّع على ماربّاه عليهم ائمتهم (عليهم افضل الصلاة و السلام)، أن يكونوا ليوثا يفحمون في المناظرات من يتولى ابابكر وعمر وعثمان و عائشه (عليهم لعائن الله)، يكسرون عزّته ويفلون حدّه ولايبقون له باقيه، لاحظوا انتم مثلا معنا هذه الروايه التي يرويها شيخنا الصدوق، تقول الروايه: " اجتمع قوم من الموالين والمحبين لآل رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) بحضرت الحسن ابن علي (عليهما افضل الصلاة و السلام)[ اي الامام الزكي العسكري (ارواحنا فداه)] فقالوا يابن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) إنّ لنا جاراً من النصّاب يؤذينا ويحتج علينا في تفضيل ابي بكر وعمر وعثمان على امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) ويورد علينا حجج لاندري كيف الجواب عنها والخروج منها، فقال الحسن (عليه افضل الصلاة و السلام): انا ابعث اليكم من يفحمه عنكم ويصغر شأنه لديكم فدعا برجل من تلامذته وقال مر بهؤلاء إذا كانوا مجتمعين يتكلمون فتسمع اليهم فيستدعون منك الكلام فتكلم وافحم صاحبهم واكسر عزته وفل حده ولاتبقي له باقيه، فذهب الرجل وحضر الموضع وحضروا وكلم الرجل فأفحمه وصيّره لايدري في السماء هو او في الارض [من قوة وبسالت وقدرة ذلك الرجل الذي من تلامذة الامام العسكري (عليه افضل الصلاة و السلام) في المناظره والحجاج] قالوا ووقع علينا من الفرح والسرور ما لا يعلمه إلا الله (ٍسبحانه و تعالى) وعلى الرجل [الناصب] والمتعصبين له من الحزن والغم مثل مالحقنا من السرور، فلما رجعنا الى الامام (عليه افضل الصلاة و السلام) قال لنا إنّ الذي في السماوات [اي الملائكه وسكان السماوات] من الفرح والطرب بكسر هذا العدو لله كان اكثر مما كان بحضرتكم [وهنا دققوا أنّ الإمام سمّى ذلك الذي يفضل ابوبكر وعمر وعثمان (عليهم لعائن الله) بأنه عدو لله وإن كان معترفا بأمير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) كخليفه رابع على حد زعمهم إلا انه يبقى عدوا لو بدرجة ضعيفه] والذي كان بحضرت ابليس وعتات مردته من الشياطين من الحزن والغم اشد مما كان بحضرتهم، ولقد صلى على هذا العبد الكاسر له ملائكة السماء [كلهم يقولون صلى الله على فلان الذي كسر فلان، في المناظره في الحجاج نحن لانمد ايدينا على من لايمد يده علينا، نحن إنما نفحم ذلك الذي ينطق بالباطل حين نتكلم بالحق وببراهينه] ولقد صلى على هذا العبد الكاسر له ملائكة السماء والحجب والكرسي وقابلها الله بالاجابه (الله قبل دعائهم ) فأكرم ايابه وعظم ثوابه ولقد لعنة تلك الاملاك عدو الله المكسور وقابلها الله بالاجابه فشدد حسابه واطال عذابه ".
ارئيتم ايها الاخوه أنّ الامام العسكري (صلوات الله و سلامه عليه وارواحنا فداه) وجّه صاحبه المناظر ليناظر ذاك المخالف الذي يدافع عن ابي بكر وعمر وعثمان (لعنهم الله) ويفضّلهم على امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام)، كيف وجهه الامام (عليه افضل الصلاة و السلام) وبما اوصاه ؟ قال له:{ تكّلم وافحم صاحبهم واكسر عزته وفل حده ولاتبقي له باقيه} اي أنّ الامام العسكري (صلوات الله و سلامه عليه) يوصي تلميذه بأن يخاصم ذلك المخالف على هذا الامر، مخاصمه شديده كما كان ابن الطيار (عليه السلام) يفعل، يجادل المخالف بقوه وشجاعه متسلح بالحجج والأدله حتى يفحمه ولايبقي له باقيه، فلايتمكن ذلك المخالف بأن ينطق ببنت شفه مدافعا عن ولاية ابي بكر وعمر وعثمان (لعنهم الله)، هذا هو معنى الثقه بالنفس هكذا تكون مناظرات رجال الشيعه، لايستحون من موقفهم المناوء لأئمة الكفر والنفاق والضلال الذي انقلبوا على رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) من بعده وحرفو دينه وافسدوا في البلاد والعباد. الشيعي المناظر عليه مسؤليه عظيمه لاينبغي ان يتصدّى أحد للمناظره وهو فاقد للثفه في نفسه او جبان او مهزوز إذا ماقيل له هل ابوبكر وعمر عندكم ايها الشيعه في النار ام لا؟ إذا قيل له هكذا تراه يتصبب عرقا وينعقد لسانه ويحاول التملص من حقيقة اعتقاده يلف ويدور حتى لايجيب بصراحه، عندئذ ماذا يحصل يهزء به المخالف ويخاطب الناس على شاشات القنوات يقول لهم ايها الناس انظروا الى هذا الرافضي وكتبه تنطق بتكفير ابوبكر وعمر وعثمان (لعنهم الله) كتبه تنطق بالحكم عليهم انهم في النار مخلدون لكنه هنا يتملص من الجواب ويحاول الافلات ويلف ويدور كلا.
الجبناء ينبغي أن لايتصدّو للمناظرات و الجدال الكلامي ..
مثل هؤلاء الجبناء وضعيفي القلوب لاينبغي أن يُسمح لهم بتصدّر المناظرات والاحتجاجات مع اهل الخلاف، هؤلاء الذين تصدروا في الاونه الاخيره صبوا على رؤوسنا الذل، صبوا على رؤوسنا الذل بما اظهروه من المجامله المفرطه لمناظريهم من اهل الخلاف، بل اقول بما اظهروه من الميوعه في طروحاتهم لو كان اليد بيدنا لمنعنا هؤلاء بحكم الحاكم، لمنعناهم من التصدر في المناظرات لا لأنهم ضعيفوا المستوى العلمي فحسب، فذلك في الواقع ليس سببا كافيا لوحده ليس سببا كافي لوحده لمنعهم بأن يناظروا، لأنه إن لم يغلب جاهلنا عالمهم فلسنا على شيء. ليكن هذا معلوما ليس لأن مستواهم العلمي فقط ضعيف يُمنع، وانما يُمنع لأنهم لا يمتلكون الشجاعه الكافيه في هذا الميدان. يُعرّضون الكرامة الشعيه للمهانة والخطر حين يظهرون بتلك الصوره، تلك الصوره المخزيه من الضعف والتردد والخوف من النطق بكلمة الحق في وجه الباطل. ميدان المناظرات ميدان له رجاله الذين يمتلكون الى جانب المستوى العلمي الرفيع ينبغي أن يمتلكوا الثقه بالنفس، يمتلك الصدق والصراحه يمتلك الشجاعه المطلوبه لمناورة اهل الخلاف. هذا الميدان لاينبغي أن يدخله إلا الذي يكون شديد الخصومه كما كان ابن الطيار (عليه السلام)، كما وصفه الامام الصادق (عليه افضل الصلاة و السلام):{ رحمه الله ولقاه نظرة وسرورا فقد كان شديد الخصومة عنا اهل البيت}، فإذاً هذا الميدان لاينبغي أن يدخله إلا الذي يكون شديد الخصومه كحال ابن الطيار(عليه السلام)، بهذا نجد مثلا أنّ الامام الصادق (عليه افضل الصلاة و السلام) منع بعضا من اصحابه من مخاصمة اهل الخلاف ومناظرتهم بينما سمح لابن الطيار بذلك، لماذا ؟
لأن ابن الطيار (عليه السلام) يتحلّى بهذه الصفات التي تخوّله المناظره والمجابهه، يعرف من اين تؤكل الكتف ويعرف كيف يكسر عزّت المخالف ويفل حدّه ولا يبقي له باقيه. روى شيخنا الكشي (رضوان الله (تعالى) عليه) عن ابان الأحمر عن الطيار قال هو نفسه الطيار:" قلت لأبي عبد الله (عليه افضل الصلاة و السلام) بلغني انك كرهت منّا مناظرت الناس وكرهت الخصومه [ماهذا الذي بلغنا عنك يا ابن رسول الله (صلى الله عليكم وآلكم) أنّك تمنعنا من أن نخاصم الناس ومن أن نحتج عليهم ونناظرهم ونتكلم] فقال (عليه افضل الصلاة و السلام) اما كلام مثلك للناس فلا نكرهه [انت مجاز انت مسموح لك لأنك من اهل هذه الصنعه، انت من اهل هذه الحرفه، انت من رجال هذا الميدان تعرف ماذا تصنع لذلك انت مجاز، اما اولئك مما لايتحلون بهذه الثقه بالنفس ولا يعرفون المداخل والمخارج والمقاصد والموارد وليسوا على تلك الدرجه العاليه من الكفائه فهؤلاء يسكتون نمنعهم من أن يناظرو احد لأنه قد يكون الواحد منهم عالما لكنه إذا وقع لايعرف كيف يقوم] من إذا طار [هذا الطيار] احسن أن يقع [إذا طار عرف متى يهبط وعلى رأس من يقع] وإن وقع يحسن أن يطير [يعرف إذا اوقعوه كيف يطير لايسمح له أن يهزموه] فمن كان كذا فلا نكره كلامه [اي لانكره مناظرته للناس]".
إذاً من يتصدّى للمناظره خاصة في المسائل الحرجه والحساسه كالموقف من عائشه (لعنة الله عليها) او ممن يسمّى صحابه مثلا، هذا الذي يتصدّى عليه أن يتحلّى بتلك الصفات الذي تحلّى بها مثل ابن الطيار (عليه السلام) لايخاف لايتردد لا يتحرّج من التصريح بالحق وبيان الموقف الشيعي الحقيقي من الرجال والقضايا. لا يصح لك مثلا أن تنكر أنّ الشيعه يكفرون ابابكر وعمر وعثمان (لعنة الله) ويلعنونهم ويحكمون عليهم انهم في النار، بل ويسبونهم كتعبير عن الرفض لهؤلاء المجرمين الطغات، لأن حق المجرم أن يُذم أن يُنال منه أن يُخدش أن يجرح أن يُسقّط وهذا كله تترجمه تلك اللفظه، وإن سميّة بسب او شتم في عرف الناس هذا حق المجرم، هذا مايستأهله كما قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) لما نقلناه سابقا {فأكثروا من سبّهم} حتى يسقطوا هذا له اهل، إذا لايصح لك أن تنكر أنّ الشيعه يفعلون ذلك تجاه هؤلاء الطغات ابي بكر وعمر وعثمان (لعنهم الله)، هذا الامر لايصح لك أن تنكره او تنفيه وهو ثابت في اقوال ونصوص ائمتك (عليهم افضل الصلاة و السلام) واصحابهم وعلماء مدرستك بل كن شجاع كن واثقا من نفسك وقلها بصراحه نعم نحن نعادي هؤلاء وموقفنا جميعا هو رفضهم ولذا سمينا بالرافضه. البرائه منهم من ظروريات عقيدتنا في الواقع، ثم بعدما تعترف بذلك وتصرح به وتظهر بمظهر الصدق اعطف حين إذ على بيان مبررات الموقف الشرعي لديك وادلته عليه، حتى على مبانيهم ومما اخرجوه في مصادرهم حتى تفحم خصمك، هكذا كن قويا في حجّتك صادقا في كلامك جريئا في لهجتك بلا تعدً لفضي على مناظرك او محارظرك، لاتتعدى عليه انما كن صادقا لتفرض احترامك على محاورك وعلى عدوك كما فرض رجالات التشيع مما نقلنا لكم في المحاضرات السابقه سيرتهم، كما فرض اولئك الابرار على خصومهم من اهل الخلاف احترامهم حتى شهدوا لهم بالصدق والوثاقه وتتلمذوا عندهم واخرجوا في صحاحهم عنهم الاحاديث ، لأنه لم يتأتى لهم إلا أن يشهدوا لهم بالصدق رغم مايعلمونه من أنّ هؤلاء يثلبون ائمتهم ليلا ونهارا.
النموذج الصحيح للمناظر الرافضي ..
لماذا تتوهّم أنّ التزامك بالصراحه والجهر بالحق لايسوق في المناظره والاحتجاجات ؟ على العكس من ذلك كلما كنت صريحا وصادقا وشجاعا كلما كسبت الجوله وكسرت خصمك وافحمته، هذا والله ما لمسناه نحن شخصيا انقل لكم نموذجا معاصرا من نماذج المناظرات والاحتجاجات مع اهل الخلاف لواحد من كبار مراجعنا وعلمائنا، لتقفوا بأنفسكم على انه حين سؤل هذا المرجع عن الموقف من ابي بكر وعمر وعثمان (لعنة الله عليهم) لم ينكر لم يتراجع لم يتردد وانما عبّر عن الموقف بصراحه، عبّر عن الموقف الرافضي بصراحه في وسط المخالفين معتزا بهذا الموقف الذي هو موقف مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام) من هو هذا الرجل ؟
انه آية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي (قدس نفسه) هنا قد يشتبه على بعض الاخوه فيضنون انه ينتمي للاسره المرجعيه الشيرازيه التي ينحدر منها سماحة السيد المرجع دام ظله، لاليس هكذا هذه اسرة اخرى ليس بينها وبين تلك الاسره قرابه، على اية حال كان المرجع السيد عبد الله الشيرازي يسكن في مشهد المقدسه وتعرفه جميع حوزاتنا العلميه بالفضل والاجتهاد، مايهمنا هنا من سيرته انه كان يناظر اهل الخلاف في رحلاته في الحج والعمره وهو بنفسه ما كتب ماجرى له في تلك الناظرات وطبع ذلك في كتاب في ايران، ومن هذا الكتاب نقل الناقلون كالميانجي في مواقف الشيعه ونحن هنا انما ننقل لكم من هذا الكتاب كتاب المواقف، ننقل لكم احدى مناظراته مع بعض علماء مكه المكرمه من المخالفين. المناظره بدأت بسؤال العالم البكري للسيد عبد الله الشيرازي سؤاله عن قول الشيعه في عمر ابن الخطاب (لعنة الله عليه) ماذا يقولون فيه فالسيد اسهب في الحديث وفي الجواب الى أن وصل الكلام الى هذه النقطه يقول قال المعروف أنّ الشيعه يسبون الخلفاء هل صحيح هذا وبأي وجه يسبّون ؟ هنا تخيلوا الموقف !
احد علماء البكريين يسأل احد مراجع التقليد العظام للشيعه يسأله هذا السؤال الحساس والحرج، ومع الأسف الشديد معظمنا اليوم حين يُسأل هذا السؤال تراه يُنكر يقول نحن لانسب وكأنه يتعامى عن الواقع، هذا الواقع المحسوس الذي انتشر في الفضاء انتشر في ساحات الانترنت انتشر في هذه الكتب منذ القديم، هذا الواقع الذي يثبت أنّ الشيعه بالفعل يسبوّن اولئك الظلمه، ينالون منهم جرياً على سيرة اسلافهم، الى ان يصل الامر الى المعصومين (عليهم افضل الصلاة و السلام) الذين كانو ينالون من هؤلاء كما بيّناه واثبتناه في اكثر من دليل على مر المحاضرات السابقه روايات مستفيضه هذا واقع للشيعه لم يكن السيد عبد الله الشيرازي مما يتعامى عن الواقع ولا ممن يقبل بأن يكذب او يلف او يدور لذا فإنه اعترف بذلك بكل صدق، ولكن استطاع أن يقلب الطاوله على ذلك العالم البكري ويفحمه ويسكته دون أن يُقدّم تنازلا او أن يكذب او أن يلف ويدور او أن يُكابر ويراوغ ابدا قلب الطاوله عليه وافحمه واسكته وجعله هو الذي يندم على أن حاول الاشكال على الشيعه بأنهم يسبون الخلفاء على حد تعبيره ..
يقول السيد عبد الله الشيرازي إنّ ذلك العالم البكري قال له المعروف أنّ الشيعه يسبون الخلفاء هل صحيح هذا وبأي وجه يسبّون ؟
قلت (السيد الشيرازي) نعم (اعترف) اما العوام فأغلبهم يسبونهم [هنا قد يتصور متصوّر أن السيد عبد الله الشيرازي يقول هذا من صنع العوام ولكن نحن العلماء لانفعل ولكن اصبروا لتروا)
وأما العلماء فبعضهم يجوّزون بسبّهم (يفتون بجواز سب ابوبكر وعمر وعثمان لعنة الله عليهم ) قال كيف وبأي دليل؟
قلت هل يجوز سب علي (عليه افضل الصلاة و السلام) مع انه صهر النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) وابن عمه وابو سبطيه والذي قال في حقه النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) كذا وكذا (يعني عدد بعض الاحاديث في فضل علي (عليه افضل الصلاة و السلام )يجوز سبه ؟
قال: لايجوز.
قلت: لما سب معاويه (لعنة الله عليه) عليا (عليه افضل الصلاة و السلام) وامر بسبّه في جميع بلاد المسلمين ؟
وهل انتم إذا كنتم في ذلك الزمان تقتلون معاويه او غيره ممن كان يسب عليا وهل تلعنون معاويه بفعله هذا ؟
قال: لا نقتله ولا نلعنه.
قلت: كيف مع أنّ سب علي (عليه افضل الصلاة و السلام) كما اعترفت لايجوز غير انكم تقولون إنّ معاويه كان مجتهدا، فالجتهد فأدى اجتهاده الى جواز سب علي (صلوات الله و سلامه عليه) وإن كان مخطئا في اجتهاده.
قال: نعم صحيح كان مجتهدا في سب عليا (صلوات الله و سلامه عليه) ولكن اجتهد فأخطأ.
قلت: إنّ علماء الشيعه مجتهدون فأدى اجتهادهم الى جواز سب الخلفاء والشيخين .
(مادمتم جوّزتم لمعاويه (لعنة الله عليه) أن يجتهد حتى أدى اجتهاده ان يسب عليا عليه السلام ورفعتم بذلك حكم اللعن وحكم القتل، كذلك نحن الشيعه وصل اجتهادنا الى سب الشيخين فعليكم رفع بذلك حكم اللعن وحكم القتل)
قلت: إنّ علماء الشيعه مجتهدون فأدى اجتهادهم الى جواز سب الخلفاء والشيخين وعوام الشيعه يقلدون هؤلاء العلماء المجوزين للسب فبأي وجه يكون الشيعي الساب للشيخين عالم كان او عاميا بأي وجه يكون واجب القتل عندكم ؟
قال: فبهت وسكت (فبهت الذي كفر) سكت ذلك العالم البكري في مكه المكرمه هكذا صنع السيد عبد الله الشيرازي. هذا رجل حقا وكم نحن نفتقد مثله من الرجال لما سأله ذلك العالم البكري عمّا هو معروف من سب الشيخين والخلفاء على حد تعبيره، السيد اجابه بكل صدق نعم وبين ماوراء النعم هذه دون أن ينكسر امام ذلك المخالف او يكابر. بدعوة انّنا لانسب، بل قال بملئ الفم هذا اجتهاد ولنا الحق في أن نجتهد فنسب كما جوزتم الاجتهاد لمعاويه (لعنة الله عليه) بسب علي (عليه افضل الصلاة و السلام) ألا كنا بمثل ذلك الرجل ؟ هل صعب علينا أن نلتزم بهذه السيره ؟ الم يكن المرجع السيد عبد الله الشيرازي عاقلا ؟ الم يكن حكيما الم يكن حريصا على دماء الشيعه ومصالحهم الجميع يقول نعم، كان قدس الله نفسه كذلك بلاريب ولا شك، إذا اقراره بأن علماء الشيعه وعوامهم يسبون ابوبكر وعمر وعثمان وسائر خلفاء الجور (لعنهم الله) هذا الإقرار منه لم يكن يتنافى مع الحكمه والعقلانيه والحرص على دماء الشيعه ومصالحهم. هو يدلك انه إن انكر جعل لخصمه الحجه وبها يستقوي على الشيعه اكثر فأكثر فيخوض في دمائهم، اما إن اقر السيد بالسؤال الذي وجهه ذلك البكري اننا نسب الصحابه ومن ثم كر عليه مهاجما كما صنع فإن ذلك الخصم يتراجع ولو نفسيا فلا تكون عنده تلك الجساره على الشيعه والتشيع، وهذا التراجع النفسي ينعكس تراجع على جواره فتحفظ دماء الشيعه القضيه هكذا.
هذه ايضا هي رؤيتنا وهي كما ترون تتوافق مع رؤية افذاذ العلماء هكذا نحن نرى أن نعالج الصراع التاريخي بيننا وبين الطوائف المعاديه كل الذي نريده هو ان لا نحرم من بياننا الحقيقي اتجاه الشخصيات الغابره نبين ذلك بصدق استنادا الى الادله والبراهين لانجور بها على احد بعينه وانما هو العدل
العدل يقتضي منا أن لانساوي بين الضحيه والجلاد أن لانساوي بين المظلوم والظالم فكيف نترضّى على ابوبكر وعمر وعثمان (لعنة الله عليهم) ونحن نعتبرهم طغاه دمويين ؟ هلا تتأتى حسن الجيره مع الغير اإلا بالاعتراف بالذين يعتقد بهم هذا الغير ؟ هلّا يتحقق التعايش السلمي والأخاء الاجتماعي إلا بأن ندوس على جراحات الزهراء واهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام) فنقبل بأبي بكر وعمر وعائشه (لعنة الله علهيم) ونعبر عن الاحترام لهم ونتبع اسمائهم بقولنا رضي الله عنهم وارضاهم هلا يتأتى التعايش إلا بذلك ؟ لماذا تصبّون الذل على رؤسكم يامن تدّعون التشيع ؟ من اعطاكم الحق شرعا في أن تفعلوا ذلك ؟ من اعطاكم الحق بأن تترضّوا على ائمة الكفر بدعوى الوحده الوطنية او السلمية ؟
اين تجدون في ائمتنا او اصحابنا مثل ذلك ؟
بلى تجدون ذلك في مواقف محدوده هي مواقف التقيه والتقيه تعني انه كان لابد من ابداء هذا الكفر اضطرارا حيث لاسبيل لحفظ حياة المعصوم (عليه افضل الصلاة و السلام) او لحفظ الدين او لحفظ جماعة المؤمنين، لاسبيل إلا بالرتكاب هذا المحرّم بالعنوان الأوّلي الذي ينقلب الى جائز بالعنوان الثانوي لمكان الاضطرار لمكان التقيه، فبالله عليكم هل انتم في مثل هذه المواقف النادره الآن في زماننا ؟ هل انتم مضطرون لأن تترحموا على ابوبكر وعمر وعائشه (لعنة الله عليهم) ام يكفيكم السكوت لاتلعنونهم ولاتترضون عليهم على الاقل اسكتوا تكفيكم الحكومات شرها حسب موازين عالم اليوم ..
مع انّا وكثيرون غيرنا نطقنا ولم نسكت وقلنا الحق وعبرنا بجرئه لرفضنا لأبي بكر وعمر وعائشه ولعناهم وسببناهم ونلنا منهم، ولم نتعرّض الى شيء يذكر انما هو حبس او تعذيب بسيط لم يتعدى الى الغير، وليس هذا كله بشيء في وسط هذا التيار الايجابي الذي انبعث في الامه حين نجد المخالفين يدخلون في دين الله افواجا، لأنا كشفنا لهم التاريخ الحقيقي لأبي بكر وعمر وعائشه (لعنة الله عليهم) ومن اشبه فيبرؤن منهم ويهتدون الى ولاية آل محمد (عليهم افضل الصلاة و السلام) ونجد الشيعه انفسهم يحيّوننا قائلين (رحمكم الله) لقد بصّرتمونا وبصّرتم ابنائنا بما لم نكن نعرف من الحق، قال الصادق (عليه افضل الصلاة و السلام) :{كذب من ادعى محبتنا ولم يتبرأ من عدونا}. وقال (عليه افضل الصلاة و السلام):{من لم يعرف سوء ما اوتي الينا من ظلمنا وذهاب حقنا وما ركبنا به فهو شريك من اتى الينا فيما ولينا به}. وقال شيخنا المفيد (رضوان الله (تعالى) عليه) "المتقدمون على امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) ضُلال فاسقون". اي ابوبكر وعمر وعثمان (لعنة الله عليهم)، وبتأخيرهم امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة و السلام) عن مقام رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) عصاة ظالمون وفي النار بظلمهم مخلّدون.
هذا وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين