اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الرحمن الرحيم
القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد )عليهم السلام( فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمه للخلائق اجمعين سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهريولعنة الله على قتلتهم واعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين
{بسم الله الرحمن الرحيم قل اوحي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا}
لماذا نتفاخر بالقرآن الكبير امام الامم ، لماذا يعد القرآن اعجوبة ؟
هذا القرآن الحكيم هو معجزت الازمان والدهور واعجوبة الاعاجيب وهذه الآيه الكريمه التي هي مبتدأ سورة الجن تنبؤنا كيف أنّ الجن تعجبوا حين استمعوا الى هذا القرآن وقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا ، وغير خاف على احد انا بهذه الاعجوبه نتحدى الامم وانا نعتبرها معجزت الاسلام الخالده انا سمعنا قرآنا عجبا لماذا يعد القرآن اعجوبه ؟ ولم ندعي هذا في اطاما نفتخر به امام الامم ؟ هذا هو موضوع بحثنا في هذه الحلقة الاولى من سلسلة البحوث القرآنيه ، نريد او نهدف في هذه السلسله أن نستطلع بعضا من جوانب عظمة القرآن الحكيم وما ينطوي عليه من معارف دقيقه وأن نبحث في مواضيع تتصل بإعجاز القرآن ورد الشبهات والمطاعن التي يوجهها العدو اليه ، وأن نفهم معنى القرآن ومعنى ماجاء فيه وأن نفسر بعضا من آياته تفسيرا موضوعيا ونبحث كذلك او نقف على علوم واصول فهم القرآن الحكيم .
ليس هذا المبحث معقودا لأجل تفسير القرآن وإن كان في جانب منه سيفسر بعضا من القرآن تفسيرا موضوعيا ، انما نريد أن نبين جوانب مما يتصل بالمعارف القرآنيه والبحوث القرآنيه وكيف لنا أن نفهم القرآن وأن نستنبط منه ..
قد بدأنا كلامنا بهذه الآيه الكريمه { بسم الله الرحمن الرحيم قل اوحي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا }
لماذا نقول أنّ هذا القرآن اعجوبة ؟
لماذا يكون القرآن اعجوبه ؟ احدى الاجوبه ولا نقول انه الجواب الوحيد على هذا السؤال ، هو أنّا نرى أنّ هذا القرآن هو الكتاب الوحيد الذي هو الى اليوم كتاب خالد تكتشف منه الاعاجيب والاعاجيب ، تظهر منه المعارف والمعارف التي لم تكن معروفه من ذي قبل ، يوم بعد يوم تتوالى عجائب القرآن وكأنه ينطق ويبث علومه كلما يمعن الدارسون والباحثون والعلماء ، كلما يمعنون في النظر في القرآن والتدبر فيه كلما خرجوا بنتائج جديده لم تكن معروفه من ذي قبل ، مع أنّ الكتاب هو الكتاب لم يتغير منذ مايزيد على اربعة عشر قرنا ، هذه اعجوبه هذا امر عجيب ، كل كتاب آخر سيما اذا كان معروفا ومتداولا فإنه بعدما يدرس مره واحده فإنه يفهم على نحو ما وتؤخذ النتائج والمعارف منه على نحو ما ..
وهذا فحسب بل انه يمل من ذلك الكتاب مع مرور الوقت مهما كان الكتاب قويا في علمه فيما يختزنه من علوم ومعارف ومهما كان في لغته وادبه يمل منه ، يبلى يخلق ويصبح قديما بمعنى أنّ الانسان حينما يقال له مثلا ما رأيك في هذا المقطع من هذا الكتاب الذي هو مثلا قد درسه ودرسه خمس ست مرات ، تجده يظهر عليه شيء من الضجر والتململ لأنه لايجد جديدا في هذا الكتاب ، بالنسبه اليه انه قد قرأه ووقف على محتواه وفهم ماذا يريده ذلك الكتاب منه وانتهى الامر فلايشغل باله بأن يبحث فيه مجددا ويقرأ فيه مجددا ويطالعه مجددا يقول لقد انتهيت من هذا الكتاب فماذا تريد مني ، يتجه الى شيء جديد لا شيء قد درسه وانتهى منه هذا الامر ملموس بالنسبه الى كل الكتب بااستثناء القرآن الحكيم هو الكتاب الوحيد الذي مهما اجتهدنا في دراسته فإنا نعود مره اخرى بعد سنوات عديده ونلتفت اليه ونستكشف منه اكتشافات جديده لم تكن قد طرأه على بالنا .
قرآن عجيب !!!
مع انه ربما مررنا على الآيه عشرات المرات واستنبطنا منها عشرات المرات ورتبنا نتائج ومعطيات كثيره على قرائتنا لهذه الآيه وفهمنا لها لكن مع هذا نكتشف انا بعد زمن نعود الى نفس الآيه ونكتشف معنى جديد معطى جديد معلومه جديده وكأن القرآن يجدد نفسه في كل زمان وكل آن ويزداد غضاره ، وهو الكتاب الوحيد الذي لايُشبع منه . كل الكتب الاخرى يشبع منها العلماء بعدما يقرؤونها بعض العلماء يقرأ الكتاب الكذائي مره واحده فيشبع يقول اكتفيت اخذت كل مافيه . بعض العلماء إن اراد أن يدقق كثيرا فإنه لايقرأه اكثر من مرتين ثلاث يقول قد ختمت هذه الامر وانتهى ، الامر لست بحاجه أن اقرأه من جديد شبعت منه اكتفيت منه ماذا يمكن ان تضيف قرائتي له من جديد ؟ لاشيء سيكون الامر مضيعه للوقت إلا القرآن الحكيم لايشبع منه العلماء كلما يقرؤه العالم وإن كان اوحدي زمانه فإنه يشعر بأن هاهنا علوم جديده يكتسبها ، هاهنا معارف جديده يكتسبها هاهنا معطيات جديده يكتسبها فيندهش يقول كيف غابت عني هذه المعطيات مع اني فقيه في هذا القرآن مع اني مررت على هذه الآيه عشرات المرات ومع ذا لم التفت الى هذا المعنى الذي تختزنه هذه الآيه .
هذه الحيثيه بالنسبه الى القرآن هي من اعظم الدلائل على كونه اعجوبة الازمنه والدهور ، هنالك حديث شريف مروي عن امامنا امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الحديث تجدونه في تفسير العياشي (رضوان الله تعالى عليه) وكذا تجدونه ايضا بلفظ مقارب في سنن الترمذي و سنن الداربي ، يقول امير المؤمنين (صلوات الله و سلامه عليه) :
{سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول اتاني جبرائيل فقال يا محمد (صلى الله عليه وآله) ستكون في امتك فتنه قلت فماالمخرج منها قال كتاب الله كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم مابينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغا الهدى في غيره اضله الله فهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغه الأهويه} .
اي الاهواء لايمكن للأهواء مهما فعلت أن تزيغ القرآن اي أن تحرف معاني القرآن الحكيم الى حيث تشاء ويتم الامر ، يمكن لها أن تحرف المعنى فتره من الزمان ويقنع بذلك اناس دون اناس اما أن يبقى هذا التحريف لمعنى القرآن ، صرف المعنى صرف القرآن عن معناه حتى يطابق المعنى الهوى والأهواء لبعض الطوائف المنحرفه هذا الامر لايتم بمعنى انه لايستمر ولا ينخدع به كل البشر ، فيبقى محدودا في اطار زمني وفي اطار مجتمعي ، هذا معنى قول جبرائيل للنبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) برواية امير المؤمنين (صلى الله عليه وآله).
{ولا تلبسه الالسنه}
[وهذه اشاره اخرى الى انه لا تتمكن السنة اهل الباطل من أن تحرف لسان القرآن ، اي تحرف النص لا المعنى الفقره الاولى {ولا تزيغه الاهويه} تعبير عن صيانة القرآن الحكيم من أن يُحرّف معناه يؤول على غير ما اراده الله (تبارك وتعالى) الفقره الثانيه {ولا تلبسه الالسنه} اي ان الالسنه لاتتمكن من أن توقع الالتباس في نص القرآن الحكيم ، لا تتمكن من أن تحرف في نص القرآن الحكيم ، هذه اشاره الى هذين الامرين أن القرآن مصان من التحريف في معناه وفي لفظه كذلك ، ولكن على النحو الذي ذكرته قبل قليل انه يتأتى الى جماعه ما أن تحرف المعنى ولكن ذلك لايستمر ويكون الانخداع بذلك من قبل اناس دون اناس ، اي انه لاتتمكن تلك الجماعه من أن تجعل كل الناس وفي كل العصور يقنعون بهذا التفسير المنحرف لمعاني القرآن الحكيم ، كذلك الامر بالنسبه الى الامر الآخر {ولا تلبس الالسنه}، قلنا إنّ ذلك اشاره الى صيانة القرآن من التحريف والتصحيف في الالفاظ فلا يتمكن احد من أن يتلاعب بألفاظه ، لكن بنفس القيد الذي ذكرناه أنّ ذلك لايستمر ويبقى منحصرا باناس دون اناس ، لأنّا نجد ايضا في الآثار وخصوصا عند اهل الخلاف انه هنالك تحريف وقع في الفاظ القرآن الحكيم ، تحريف صريح لألفاظ القرآن الحكيم .
تحريف القرآن عند المخالفين لآل محمد عليهم السلام
سبق وضربنا بعض الامثله على ذلك وانتقينها من كتب اهل الخلاف ومصادرهم المعتبره وعرضناها في بعض محاضرنا السابقه ، فمثلا واصوب قيلا جاء في قرائة انس ابن مالك واهدى قيلا واقوم قيلا فقيل له كيف صرفت او جئت بلفظ آخر ؟ غير واقوم قيلا ؟ واصوب قيلا اصوب واقوم واهدى واحد لافرق .
هذا تحريف انس ابن مالك (لعنه الله)يدعي انه ليس من حرج على المسلم أن يقرأ القرآن هكذا بدلا من أن يقول واقوم قيلا يقول ، يقول واهدى قيلا هذا تحريف هنالك ايضا قرائات يسميها المخالفون بالقرائات السبع او التسع ، عندهم قرائات مختلفه القرائات المختلفه ايضا هي ضرب من ضروب التحريف للفظ القرآن الحكيم .
القرآن الحكيم واحد كما جاء عن الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه ..
لأن القرآن واحد نزل من عند الواحد كما قال الامام الصادق (صلى الله عليه وآله) فلا يصح أن نقول انه يمكن لنا أن نقرأ القرآن بأكثر من قرائه ، بعضهم يقرأ مثلا مالك يوم الدين ، والبعض الآخر يقرا ملك يوم الدين ايهما الذي نزل من السماء لابد من انه واحد ، وحتى في اللفظ الواحد او الكلمه الواحده كيف مثلا تشدد او تخفف مثلا {وإذا البحار سجّرت} البعض يقرأ هكذا واذا البحار سجرت مثلا ، وحتى نجد في بعض احاديث اهل الخلاف انهم في بعض القرآت المنسوبه الى بعض ما يسمونهم صحابه يقرؤن بأن هنالك الفاظ قد سقطت ، وكانت في تلك القرائات موجوده ، مثلا {إنّ هذا اخي له تسع وتسعون نعجه} هذا هو نص القرآن الذي بين ايدينا لكن اهل الخلاف ينسبون الى قرائت عبد الله ابن مسعود انه القرائه كان فيها هكذا {إنّ هذا له تسع وتسعون نعجه}+انثى ، كلمة انثى غير موجوده يقولون هكذا كانت قرائت عبد الله ابن مسعود ، هذا تحريف ايضا عمر ابن الخطاب (لعنه اللهعليه) كانوا يصلون ورائه وكان يقرأ في صلاته سورة الفاتحه هكذا غير "المغضوب عليهم وغير الضالين" لا انه {ولا الضالين} ،وهذا يقدح في الذهن تسائل عريضا ، انه إذا كان مثل عمر وامثال هؤلاء الذين يسمونهم صحابه (لعنهم الله) ، مع انهم كانوا يوميا يصلون وراء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويسمعونه ، مع هذا نجد انهم قد اختلفت قرائتهم بالنسبه الى فاتحة الكتاب واختلفوا بينهم إذا كان الامر هكذا لما نستبعد انهم اختلفوا على اوامره ومنها توليته ولاية العهد لإبن عمه ووصيه الشرعي علي ابن ابن طالب (صلوات الله عليهم) ، على اية حال هذا موضوع قد يكون بعيدا الآن عما نحن بصدده في هذه الحلقه الاولى .
القرآن مصان من تحريف الالفاظ والمعاني ..
انما الذي توقفنا عنده هاهنا هو قول جبرائيل كما نقله رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونقله امير المؤمنين (صلى الله عليه وآله) من بعده المقطع الاول من العباره اشاره الى صيانة القرآن من التحريف في المعاني ، المقطع الثاني اشاره الى صيانة القرآن الكريم في الالفاظ ، ولكن هذه الصيانه ليست بمعنى أنّ مجرد التحريف لايمكن أن يقع في الخارج يقع ولكن محدود لزمان ولأناس أو يلبس به على اناس يخدع به اناس دون اناس ، أمّا من حيث المجموع فالله (سبحانه و تعالى) ينتصر لكتابه ويحفظه من أن يتلاعب به ، {انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون} فيحفظه الله (عز وجل) فلا يتمكن احد من أن ينجح في خطته بتحريف اللفظ او المعنى ويقنع بذلك كل البشر في كل العصور.
اتهام شيعة آل محمد بتحريف القرآن ..
انما يبقى القرآن الحكيم محفوظا والبشريه من حيث المجموع لا تستجيب لمحاولات تحريفه من قبل اهل الاهواء وهذه الروايه كما قلنا هي مرويه عندنا في تفسير العياشي (رضوان الله عليه) وهو تفسير معتبر من اقدم تفاسيرنا نحن الاماميه شيعة اهل البيت (صلوات الله عليهم) ، وهذه الروايه كما بينا تفيد صيانة القرآن الحكيم من التحريف في اللفظ والمعنى معا ، فبعد هذا كيف للعدوا أن يزعم أنّا نعتقد بتحريف القرآن الحكيم ؟
إنّ هذا العدو الجاهل أخذ كما سبق وبييّنا اخذ بعضا من الروايات التي لم يفهمها جيدا لحمقه وغبائه وظن انها تفيد التحريف في اللفظ ، وليس الامر هكذا انما هذه الروايات التي ظاهرها التحريف على ماسبق وبينناه انما تتحدث عن التحريف الذي وقع في الوحي التأويلي المسمى بلسان روايات اهل بيت العصمه (عليهم السلام) بالتنزيلي ، ذلك الوحي الذي هو بمثابة الاحاديث القدسيه التي كانت تفسر آية القرآن الحكيم ، في ذلك وقع التحريف لا في هذا القرآن الذي نتعبد به والمحفوظ هو بين الدفتين.
لهذا القرآن هو المعجزة الخالدة ..
قال {لاتزيغه الاهويه ولا تلبسه الالسنه ولا يشبع منه العلماء} هنا شاهدنا إنّ هذا القرآن لايشبع منه العلماء مهما يدرس مهما يبحث فيه لايمل من لماذا ؟ لأنه كما بيّنّا في كل مره نكتشف اكتشاف جديدا من عجائب هذا القرآن وغرائبه ومعطياته وفوائده وعلومه ومعارفه .. هذا مايجعل القرآن اعجوبه ومعجزه يحق لنا أن نفخر بها امام الامم ونتحداهم بها{ولا يخلق من كثرت الرد} لا يخلق اي لايبلى من كثرة الرد ، اي من كثرة أن يتردد على الالسن لا يبلى القرآن بل يزداد غضاره وكأنه يتجدد اولا بأول ، خلافا للقاعده .
بالنسبه الى سائر الكتب الاخرى انت جرب وخطابي هنا لأي انسان يعرف اللغه العربيه جيدا ويستطيع أن يقرأ القرآن الحكيم ، يحار فكرك في كل مره تقرأ نفس الآيه تتدبر فيها قليلا تجد وكأنك لم تقرأها من ذي قبل تكتشف معنى جديدا وسنضرب امثله على ذلك في الحلقات المقبله ان شاء الله (تعالى) ، { لاتنقضي عجائبه ابدا وهو الذي لم تنتهي الجن اذ سمعته أن قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا ، وهو الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به اجر [اي حصل على اجره] ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم}.
كتاب عجيب لا يشبع منه العلماء ولايتناهى ..
إذا هذا القرآن لايشبع منه العلماء ، ولايخلق من كثرت الرد ، وهذا الحديث الذي رواه امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) في هذه الجزئيه له نظير من حديث امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) في نهج البلاغه إنّ امير المؤمنين (صلى الله عليه وآله) قام خطيبا في اهل البصره بعد انتصاره الميمون على عائشه وميليشيا عائشه (لعنهم الله جميعا) فقال لأهل البصره من جملة ماقال :{ وعليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين والنور المبين والشفاء النافع والري الناقع [الري الناقع اي الذي يرويك من العطش يقال هكذا في اللغه نقع العطش اي ازال العطش اذهب العطش ، فالري الناقع اي انك ترتوي من القرآن من عطشك وهو العطش الى العلم ، العطش الى الشفاء ، العطش الى البركه ، العطش من كل ماتريد كل شيء انت تشعر بحاجتك له ، فإنك إذا ما اتجهت للقرآن تحصل عليه لامحاله] والعصمه للمتمسك والنجاة للمتعلق لا يعوج فيقام [القرآن لايعوج حتى يحتاج لأحد حتى يقيمه] ولايزيغ فيستعتب [لايزيغ لايحيد حتى يحتاج احدا لأن يستعتبه اي بمعنى انه يعاتبه حتى يرجع الى الاستقامه من جديد ويرضي عنه] ولا تخلقه كثرة الرد [لاتخلقه اي لا تبليه كثرة الرد هذا مضمونه مضمونه ماجاء كذلك في حديث رسول الله (صل الله عليه وآله) عن جبرائيل (على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة و السلام) لاتخلقه كثرة الرد كلما رددناه على السنتنا بكثره لانجد القرآن يخفوا نجمه يصبح الانسان ملول في التعاطي مع القرآن على العكس مهما رددناه على الالسن وبحثنا فيه وفسرناه ونقبنا فيه فإنا نجده يزداد غضاره ، وهذا معنى قوله (صلى الله عليه وآله) ولا تخلقه كثره الرد] وولوج السمع [كثرة مايلج القرآن في الاسماع اي كثرت مايدخل به الاسماع] من قال به صدق ومن عمل به صدق }.
القرآن حجة على اهل الدهر الثاني كما هو حجه على اهل الدهر الاول ..
حديث آخر وهو عن امامنا وسيدنا الصادق (صلى الله عليه وآله) رواه القاضي ابن عطيه الاندلسي في مقدمة تفسيره المعنون بالمحرر الوجيز ، وهذه الروايه تقربنا اكثر الى المعنى الذي نريد أن نصل اليه وهو انه كيف أن القرآن اعجوبه قلنا لأن احدى جوانب ذلك انه مهما تردد على الالسن مهما دخل في الاسماع مهما درس مهما بحث ، فإنه لايمل منه وانما يزداد غضاره تقول الروايه " انه قيل للإمام جعفر ابن محمد الصادق (صلوات الله عليهما) لما صار الشعر والخطب يمل ما اعيد منها والقرآن لايمل ؟ لماذا هذا الشعر في المره الاولى حينما يقال الناس تنطرب له تعجب به وتتحمس وكذلك النثر او الخطب الكذائيه ، ولكن إذا اعيد الشعر وذلك الخطاب اكثر من مره فإن الناس تمل تقول هذا سمعناه ملينا بعد كافي ، كم مره تعيدون نفس الشعر ونفس الخطابه ، إلا القرآن مهما يكرر سيما إذا كان مقرونا بالتفسير فإن الناس لاتمل منه ما هو السبب ؟ما صار الشعر والخطب يمل ما اعيد منها والقرآن لايمل؟ فقال (صلى الله عليه وآله) : {لأن القرآن حجة على اهل الدهر الثاني كما هو حجه على اهل الدهر الاول} .
ليس المراد هنا تخصيص دهر بعينه ، لا المراد أنّ القرآن كما انه حجه على هذا الدهر فإنه يكون حجه على الدهر ، يكون حجه اهل الدهر الذي يليه وهكذا . فالثاني هنا المراد به ليس دهرا بالخصوص وكذلك الاول وانما المقصود التعاقب ، {فكل طائفه تتلقاه غضا جديدا} كل طائفه كل جيل كل اصحاب دهر يتلقون القرآن غضا جديدا وكأن الكتاب هذا قد نزل للتو ولأن كل امرء في نفسه متى اعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مره علوما غضه جديده وليس هذا كله في الشعر والخطب .
القرآن واهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم لا يمكن الوصول اليهم ..
والامر واضح جدد قرائتك للأشعار اكثر من مره لاتستفيد شيئا جديدا جدد قرائتك للخطب ، لاتستفيد شيئا جديدا بااستثناء القرآن ومن كلامه يتبع القرآن كالقرآن الناطق علي (صلى الله عليه وآله) تقرأ نهج البلاغه الحق والانصاف كلما تعيد قرائته ايضا لايمل ، وكذا تتلقى منه كل مره علوم غضه ، وكذا اقوال واحوال ائمة اهل البيت (عليهم السلام)، هذا هو الحق والصدق لماذا ؟ لأن هؤلاء عدل القرآن القرآن الناطق ينطقون عن الوحي . حديث آخر هو حديث لإمامنا الرضا (ًصلى الله عليه وآله) ورواه شيخنا الصدوق في عيون الاخبار عن محمد ابن موسى الرازي قال حدثني ابي قال ذكر الرضا (صلى الله عليه واله) يوما القرآن فعظّم الحجه فيه [عظّم حجة القرآن انه ذو حجه بالغه واضحه لا احد يتمكن من أن يحج القرآن ، لا احد يتمكن أن يتغلّب على القرآن ، وكذا لا احد يمكن أن يغلب القرآن الناطق علي واهل البيت (عليهم السلام) امر واضح . والآيه المعجزه في نظمه فقال(صلى الله عليه وآله) : {هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى المؤدي الى الجنه والمنجي من النار لا يخلق على الازمنه [ لايبلى ] ولا يغث على الالسنه [ايضا الالسنه لا تمله وكأنه غث لاتمتعض منه من كثرت الترديد ] لأنه لم يجعل لزمان دون زمان [ القرآن لكل الازمنه بل جعل دليل البراهن والحجه على كل انسان لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ] } ..
هنالك حديثا آخر ايضا لإمامنا الرضا (صلى الله عليه وآله) يروي عن الامام الصادق (صلى الله عليه وآله) انه سأل رجل الامام الصادق (صلى الله عليه وآله) مابال القرآن لايزداد على الدرس والنشر الا غضاضه [مابال القرآن لايزداد مع كل ماينشر ويدرس ويبحث فيه ويتردد على الالسن ويدخل في الاسماع ويتردد ، والمفروض انه مع كل هذا يبلى يترك يصبح شيئا من الماضي الذي اجتزناه ، لكننا وجدنا انه يزداد غضاضه فما السبب؟ ] فقال (صلى الله عليه وآله) أن الله (تبارك وتعالى) لم يجعله لزمان دون زمان ولناس دون ناس فهو في كل زمان جديد [يتجدد] وعند كل قوم غض الى يوم القيامه }.
من من الامم يستطيع مجاراتنا .. ؟
هذا من جملة ما نتحدى به الامم بالقرآن أن هاتوا لنا كتابا آخرا بعباره دارجه دوخ الامم والعلماء مسلمين وغير مسلمين والادباء مسلمين وغير مسلمين والشعراء والكتاب والمفكرين والباحثين والفقهاء وحتى امثال الكيميائيين والفيزيائيين والفلكيين وارباب كل الصنائع والعلوم الى يومنا هذا . هذا امر محسوس لايتمكن احد من ان ينكره لايتمكن . إنّ القرآن هو الكتاب الوحيد الذي دوّخ العالم ومهما بحث فيه يتجدد ويزداد نضاره ويزداد غضاضتا غضا طريا متجدد كأنه يخاطبك في كل لحظه في كل زمان في كل آن اينما كنت .
هاتوا لنا كتاب آخر مثل هذا الكتاب لايوجد حتى مايسمى عند بعض الفرق الدينيه المنحرفه كاليهود والنصارى كتاب مقدس ، اقرأه مره مرتين تمل منه وهذا امر شهد به مفكروهم ايضا حتى المفكرين الغربيين شهدوا بذلك ولعلنا نأتي بأقوالهم انهم حين يعقدون المقارنه بين القرآن وبين كتابهم المقدس يجدون فارقا هائلا . ذلك الكتاب مره مرتين تقرأه تمل منه خلاص انتهى الموضوع ، ولذلك تجد الآن الكانئس مثلا كلها في طور الضمور يعني الآن نعيش في الغرب ونحن نرى يوم بعد يوم تباع الكانئس ، لأنه ما كو احد يأتي شنو كل مره اجي اسمع الانجيل المحرف الذي هو هراء وعباره عن مجموعه من السخافات بعضها احيانا يكون فيه شيئا من الفائده لأنه هو في الاصل كتاب سماوي لكنه محرف لكنه بالمجموع تأبى نفسك ويأبى فكرك وتشغل فكرك لكتاب كهذا !
لاتجد نفسك تحترم نفسك إذا اقدمت على هذا الامر والناس ملّت من الانجيل والتوراة المحرفتين ، الآن ملّت كذالك من الكتب الاخرى كلها تسقط تبلى تخلق على مر الزمان الا القرآن يزداد ارتفاعا نظاره اشراقا في كل وقت ، هذه معجزت القرآن هذه اعجوبة القرآن ، للكلام تتمه نرجئها الى الحق المقبله بإذن الله (تعالى) وصل الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين