الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -
ملخّص الجلسة الثانية:
"لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموه، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن؟". هذا الحديث حديثٌ شهير من مصادر أهل الخلاف وعلى رأسها صحيح البخاري. وقلنا أن هذا الحديث مبتورٌ فإن أصله ما ورد في مصادرنا -كما تقدم في الجلسة الأولى-.
إذن واضح من الأدلة التي سقناها -في الجلسة الأولى- أن هذه الأمة ستقتفي أثر بني إسرائيل وستتبع سنن اليهود، وسوف تتصف هذه الأمة بصفاتهم. صفاتهم المذمومة لا الممدوحة إن كانت. فما هي أبرز تلك الصفات المذموة يا ترى؟
علينا أن نستنطق القرآن الكريم لنرى كيف وصف بني إسرائيل واليهود كما في جاء في سورة البقرة: {يا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (42) وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (43) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
الصفات التي عددت في الآيات الكريمات واضحة، الأمر الأول إن الله تعالى كأنه يقول أن بني إسرائيل لا وفاء لهم، بل ديدنهم الغدر، ولذا يؤكد عليهم بالمطالبة بالوفاء العهد، والأمر الثاني هو الإذعان والتصديق، وغيرها من أمور كما تبينها الآيات الكريمة.
فهل يا ترى اتصف أمتنا المتصفة بالإسلام بهذه الصفات؟ الجواب نعم. والأمة هذه قد غدرت، وقد مر معنا قول أمير المؤمنين علي عليه السلام ”لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء". فكما غدر بنو إسرائيل ولم يوفوا بعهدم، غدرت هذه الأمة ولم توف بعهدها. ـوهكذا في بقية الصفات من تلبيس الحق بالباطل وكتمان الحق-.
فأحمد بن حنبل -على سبيل المثال- فقد كتم الحق، (كما جاء في سلسلة أهل السنة أم أهل الخدعة؟) وشرّع للكتمان وأوصى ابنه بضرب بعض الأحاديث الصحيحة لرسول الله صلى الله عليه وآله لأنها تخالف هواه ومذهبه. فيكون أحمد بن حنبل على فعله هذا يهوديٌ في صورة مسلم. وكذلك محمد بن إسماعيل البخاري.
لمزيد من التفصيل راجع الجلسة الثانية من الليالي الرمضانية لسنة 1438: