الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -
ملخّص الجلسة الثالثة:
عرفنا أن هذه الأمة لا محالة متبعة لسنن من مضى قبلها من الأمم وخاصة أمة اليهود، وأن من أبرز تلك السنن القبيحة نقض العهود، وأهم ما نقضته هذه الأمة والأمم السالفة هو عهد الإمامة، فكان الغدر بالأوصياء سنة لهذه الأمم التي انحرفت عن الصراط المستقيم. وعرفنا أن الإمام الباقر عليه السلام قد بيّن أن اللذين فتحا باب الغدر ونقض العهد على هذه الأمة هما أبا بكر وعمر لعنهما الله، وأن من تبعهم ودان بدينهم حمل إثمهم، فكانوا جميعاً أول كافرٍ به -أي بعهد الإمامة-.
ومعنى هذا الكلام من الإمام الباقر عليه السلام أن هذين الشخصين أساس تهويد الدين الإسلامي، وهذا ما نطقت به صراحةً العترة الطاهرة صلوات الله عليها في أحاديثها الشريفة.
روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص215: عن إسحاق بن عمار الصيرفي عن أبي الحسن الماضي عليه السلام، قلت جعلت فداك حدثني فيهما بحديث فقد سمعت عن أبيك فيهما أحاديث عدة، قال: فقال لي يا إسحاق الأول بمنزلة العجل والثاني بمنزلة السامري، قال قلت جعلت فداك زدني فيهما؟ قال هما والله نصرا وهودا ومجسا فلا غفر الله لهما..."
وينبغي لنا أن نبحث في هاتين الشخصيتين أكثر وعن الشخصيات الأخرى التي تمالئت معها وتعاونت، بغية البحث عن خيوط ارتباط هذه الشخصيات باليهود وأهل الكتاب، لأن هذا الارتباط هو ما سيفسر كيف سرت العقائد المنحرفة اليهودية والنصرانية والمجوسية إلى أمتنا عبر هذه الخيوط.
وسنبحث أولاً في الشخصية الأولى وهي شخصية أبي بكر بن أبي قحافة. وفي واقع الحال نكتشف أن العلاقة التي كانت تربط بين الطرفين؛ كانت علاقة قديمة لا تنحصر بارتباط بأبي بكر باليهود، بل تمتد لارتباط أبيه أيضاً بهم, وكان له بحسب ما روي في التواريخ ارتباط ما باليهود.
الشيخ مفلح بن راشد وهو من علماء القرن التاسع له كتاب بعنوان إلزام الناصب يقول في الصفحة 162 في نسب أبي بكر بن أبي قحافة: ”أجمع أهل السير والنسابون أن أبا قحافة كان أجيراُ لليهود يعلم أولادهم".
وينقل المولى محمد طاهر الشيرازي في كتابه الأربعين في الصفحة 532 -تذنيب في ذكر نسب أبي بكر وبيان دنائته وخساسته. في كتاب مشارق الأنوار نقلاً عن كتاب الملل والنحل وعن النسابين: "أن أبا قحافة كان أجيرا لليهود يعلم لهم أولادهم، فاشتهر عنه أنه كان يلوطهم فطردوه، فاستأجره ابن جدعان ينادي له الاضياف بأعلى صوته ويقود النيران".
لمزيد من التفصيل راجع الجلسة الثالثة من الليالي الرمضانية 1438: