الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -
ملخّص الجلسة الرابعة:
لما أقسم الإمام الكاظم عليه السلام على أن أبا بكر وعمر هما اللذان هوّدا ونصّرا ومجّسا فلا غفر الله لهما، فإن التاريخ والسيرة وكتب الحديث والأثر ترجمت هذا القسم شاهدة له. وقد مر معنا -في الجلسة السابقة- كيف أن أبا بكر -وهي أولى الشخصيات التي أسست لتهويد الدين الإسلامي- كان له هذا الأثر السيء على هذه الأمة، وهو بناء فقهٍ يعتد برقى أهل الكتاب من اليهود والنصارى.
فأجاز الشافعي للمسلم أن يتوجه لأهل الكتاب من اليهود والنصارى ليرقوه رقيةً حسبوها رقية شرعية، وهذا معناه تصحيح مذهب وديانة أهل الكتاب وهم كفارٌ مشركون؛تصحيحها لا أقل في هذه الجزئية، والأفضع من هذا اعتراف أبي بكر بكتابهم المحرّف وزعمه أنه كتاب الله. ولو لا إجازة أبي بكر لهذا الذي رأى ابنته عائشة متلبّسةً به من اللجوء إلى تلك المرأة اليهودية لترقيها؛ لما أجاز الشافعي ما أجاز، ولما فُتِحَ هذا الباب الذي أدى فيما أدى إليه إلى موجاتٍ ارتداديةٍ عن الدين الإسلامي.
لأننا إذا سمحنا للمسلمين لأن يتوجهوا إلى كنائس النصارى ومعابد اليهود ليطلبوا منهم الرقية والشفاء، وأن يمارسوا شيئاً من الممارسات الدينية طبقا لديانتهم؛ فمعنى ذلك أنّا فتحنا باب الارتداد عليهم، وهذا ما حصل بالفعل. فهنالك اليوم بعض من المسلمين ممن ارتد بسبب ما حصل له حين توجّهَ إلى قساوسة النصارى مثلاً. وهؤلاء الذين ارتدوا كلهم إثمهم في رقبة أبي بكر لعنه الله، كونه هو وابنته عائشة أول من فتح هذا الباب.
في حين أنّا نجد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله من ينكر ذلك ويعتبره من الشرك وهو عبد الله بن مسعود، كما جاء في مسند أحمد عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق كراهية أن يهجم منا على أمر يكرهه، قالت: وإنه جاء ذات يوم فتنحنح وعندي عجوز ترقيني من الحمرة، فأدخلتها تحت السرير، قالت: فدخل فجلس إلى جانبي فرأى في عُنقي خيطاً، فقال: ما هذا الخيط؟ قالت قلت: خيطٌ رُقي لي فيه، فأخذه فقطعه ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: «إن الرقى والتمائم والتِّوَلة شرك». قالت قلت له: لم تقول هذا وقد كانت عيني تقذف فكنت اختلف إلى فلان اليهودي يرقيها فكان إذا رقاها سكنت؟ فقال: إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيدهه فإذا رقيتها كفَّ عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله «اذهب البأس ربَّ الناس، اشفِ الشافي لا شفاء إلاَّ شفؤك، شفاء لا يغادر سقماً».
لمزيد من التفصيل راجع الجلسة الرابعة من الليالي الرمضانية لسنة 1438: