الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -
ملخّص الجلسة السادسة:
كان الكلام في الشخصيات التي لعبت أدواراً بارزةً في تهويد الدين الإسلامي، وأول تلك الشخصيات التي كانت محط بحثنا ونظرنا؛ شخصية الطاغية الأول أبي بكر بن أبي قحافة عليه لعنة الله وعذابه. وقد تبين للكافة كيف أن أبا بكر قد صحّح الرقية اليهودية، وهو ما يكشف عن هذا الاحترام الكامل في نفسه للعقيدة والديانة اليهودية وممارساتهم الدينية.
ها هنا مثالٌ آخر نطرحه ينبئنا لا عن احترام أبي بكر للديانة اليهودية المنحرفة وممارساتها فحسب، بل ينئبنا أيضاً عن تبني لشيء من العقائد اليهودية البارزة. ومن العقائد البارزة لليهود وخاصة طائفة القرائين منهم، وهم أولئك الذين قيل أنهم يقرأون التوراة ويتمسكون بها وبدلالاتها الحرفية. هؤلاء جبرية أو مجبّرة، يرون أن الإنسان مجبور على أفعاله من قبل الله عز وجل ويفسرون القدر بهذا المعنى. وأن كل شيء مقدر في علم الله بما يسلب الاختيار من الكائنات، فالشرير إنما صار شريراً لأن هذا أمر مقدّر عليه ليس معه اختيار.
هذه الفكرة الباطلة الشيطانية كما هي موجودة في اليهودية والنصرانية، فهي موجودة في الإسلام، -نعني الطوائف التي تنتحل الإسلام كالجهمية-.
سؤالنا من الذي شكل تلك القناة التي تسربّت عبرها تلك الأفكار والعقائد اليهودية لمحيطنا الإسلامي؟ هذه قناة أبي بكر وعمر وعائشة عليهم لعنة الله. فالتأريخ الذي بين أيدينا سجّل لنا أن هذه الشخصيات كانت أولى الشخصيات التي تحدثت بالقدر بهذا المعنى، وذكرت مسألة الجبر بهذا المعنى، فلازم هذا أن تكون هذه الشخصيات متأثرة بالثقافة اليهودية إذ كان السائد بين اهل اليهود وخاصة القراءون منهم القول بالجبر والقدر بما يسلب الاختيار من الإنسان.
حتى يتأكد الجميع نذكر لكم بياناً لعقيدة اليهود في هذه المسألة، وهو مقسّم إلى شهادتين إحداهما قديمة والأخرى معاصرة تشهد على اليهود بأنهم مجبرة، والقسم الثالث مثالٌ في التوراة المحرّفة يدل على الجبر بكل صراحة.
في كتاب الملل والنحل للشهرستاني في المجلد الأول في الصفحة 159 "وأما القول بالقدر فهم مختلفون فيه حسب اختلاف الفريقين في الإسلام، فالربانيون كالمعتزلة فينا والقراءون كالمجبرة والمشبهة".
يا ترى أيهما هو المهيمن؟ أي العقيدتين كان مهيمناً على اليهود؟ الجواب في الشهادة المعاصرة، في كتاب التربية في التوراة للدكتور عابد توفيق الهاشمي في الصفحة 75 يقول "إن عقيدة الجبر هي المهيمنة على أهل التوراة يهوداً أو نصارى، وهذه العقيدة تؤمن أن الله ليس فقط خالق الخير والشر؛ بل تزعم أنه الذي أجبر الإنسان على السلوك الذي يتجاوب مع ما أودع فيه من شر".
للمزيد راجع الجلسة السادسة من الليالي الرمضانية لسنة 1438