ملخّص الليلة الثانية، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:
إذا ما اعتاد الإنسان على ملئ بطنه من الحلال يوشك أن يملأها من الحرام. ذكرنا مثالا ذكره النبي صلى الله عليه وآله أن من يكون همه ملئ بطنه قد يكون صعلوكا كمعاوية الذي طغى فمهما أخذ من بيت مال المسلمين لا يشبع.
تحققت دعوة النبي صلى الله عليه وآله في معاوية حينما قال لا أشبع بطنه، فكلما أكل لا يشبع. قلنا هناك أن شيئا سميناه الإكسير البكري وهو تحويل الجوهر إلى جوهر، حيث يقلب حديث الذم إلى حديث مدح أو العكس.
حديث لا أشبع بطنه يفهمه كل عربي أنه دعاء على معاوية، فدخل الإكسير البكري ليحوله إلى دعاء لمعاوية.
قال ابن كثير في البداية والنهاية الجزء 9 الصفحة 119: وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه. أما في الدنيا فإنه لما صار في الشام أميرا، كان يأكل في اليوم سبع مرات، يجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها، ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم، ومن الحلوى، والفاكهة شيئا كثيرا، ويقول: والله ما أشبع، وإنما أعيى. وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك.
إلى الآن لا نرى "كرشا" لسلمان بن عبد العزيز فقد يرغب ببطن يرغب فيها كل الملوك كالتي كانت عند معاوية. نعم رأينا "كرشا" لعبدالله وفهد!
قلب ابن كثير الذم إلى مدح، يا ابن كثير الأكل الكثير يهلك الإنسان، ومنهي عنه شرعا. وكما كان معاوية أكولا كانت عائشة أيضا كذلك. ولكن الأضواء سلطت على معاوية ولم تسلط على عائشة حيث قال النبي صلى الله عليه وآله ما مضمونه: اتخذت يا عائشة دنياك بطنك.
يكمل ابن كثير في نفس المصدر: وأما في الآخرة فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه هو والبخاري وغيرهما، من غير وجه عن جماعة من الصحابة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه، وليس لذلك أهلا، فاجعل.
ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة". فركب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية، ولم يورد له غير ذلك. في هذا الحديث البكري يثبت أن النبي صلى الله عليه وآله يسب، وحينما يتصل علينا البكري يعترض بقوله أن النبي صلى الله عليه وآله نهانا عن السب!
المعتقد البكري يزعم أن النبي صلى الله عليه وآله أخطأ بسبه لمعاوية وهو غير مستحق لذلك السب فتكون له كفارة يوم القيامة. لا يستحي البكري في أن يُخَطَّأ النبي صلى الله عليه وآله ليُمتَدَح معاوية!
أعجب من "المنطق" البكري الذي يُحوِّل الهزيمة إلى انتصار ويُحوِّل الجبن إلى شجاعة! آخر مثالها شخص في الكويت يُسمّى أسامة المناور.
هو صهر شخص خسيس ناصبي يُسمّى فؤاد الرفاعي الذي كان "راعي قعدات" أي جلسات سهر وسكر ونساء! فصار متطرفا (فؤاد الرفاعي) جدا لدرجة أن سلفية الكويت لا يقبلونه بسبب تشدده وتزمته لدرجة تحريمه التصوير واستقبال التعازي إذا ما مات له أحد!
أسامة المناور زوج بنت فؤاد الرفاعي (الهارب من الكويت على خلفية قضايا وهو صاحب مركز "وذكر" الخسيس) ومحاميا عنه، المفروض عند عمه أن مجلس الأمة والانتخابات بدعة فهي حرام في حرام!
العين تفتح وتدقق في أصغر الدقائق لتحريم أمر ما والتشهير وتسليط الضوء، ولكن تلك العين تغمض إذا ما كانت في المصلحة الشخصية، فما بلغنا أن الرفاعي أنكر على صهره دخوله المجلس ومشاركته في الانتخابات!
أسامة المناور أحد أوائل أولئك الذين رفعوا علينا قضايا "سب الصحابة" التي وصل حكمها 35 عاما. نحن نترفع عنه وعن أمثاله ولا أتذكر أنني ذكرته مرة يوما ما في تعليق أو بيان لأنه لا شيء.
الأخ خالد الشمري له برنامج بمناسبة شهر رمضان المبارك وهو برنامج لطيف يمد الجسور مع المؤالف والمخالف، يجمع فيه العدو والصديق.
نتسامى عن الخلافات والعداوات عملا بما كان يعمله النبي صلى الله عليه وآله الذي كان يتحاور مع المسلم والكافر.
الغريب أن الإكسير البكري يُحوّل الهزيمة إلى انتصار والجبن إلى شجاعة، استمعت إلى بعض تسجيل الإتصال بين أسامة المناور وبين الأخ خالد الشمري الذي تحدث معه بكل أدب واحترام، فيرد أنه يبغضنا في الله ثم هرب خوفا من المواجهة حتى في الحوار!
الغريب أن الإكسير البكري يُحوّل الهزيمة إلى انتصار والجبن إلى شجاعة، استمعت إلى بعض تسجيل الإتصال بين أسامة المناور وبين الأخ خالد الشمري الذي تحدث معه بكل أدب واحترام، فيرد أنه يبغضنا في الله ثم هرب خوفا من المواجهة حتى في الحوار!
حينما نشر المقطع في الانترنت نشره بعنوان يظهر فيه الشجاعة، أية شجاعة في هروب لا يستطيع حتى المواجهة؟! شجاعة في الفرار؟! كعمر بن الخطاب!
الشجاعة حين تحاور عدوك مباشرة على قناته وفي أرضه، لا أن ترد على اتصال لتلقي كلمتين ثم تهرب! عمر كان مدججا في السلاح فقابل المبارزة بنبل، فقيل له: أنبل في مبارزة! وكحال عمر بن العاص الذي واجه المبارزة بنزع سرواله! لا أعلم لماذا يصنع المناور ما صنع أولئك؟!
أقولها بلا قسوة أتباع أبي بكر وعمر جبناء! إما يرمي ويهرب أو يفجر نفسه! غير قادر على المواجهة. الإكسير البكري غريب عجيب حيث يقنع البكري بالوهم.
حقيقة موقف أسامة المناور جبن، فعنونوه وهماً بالشجاعة. كان صدام مهزوما فاقنع الشعب بالوهم ليأمرهم بالاحتفال بالنصر!
الإكسير البكري لا يسمي الأشياء بمسمياتها، يُحوِّل الجبن إلى شجاعة والهزيمة نصرا. أو أن يُحوِّل آية الغار التي بينّت أن أبا بكر الوحيد الذي حُرم السكينة في كتاب الله لنفاقه إلى آية مادحة له! مَنْ مِنْ المخالفين يرى آية الغار قادحة؟! لا أحد بسبب الإكسير البكري!
جاء في نثر الدر للآبي م1 ص207: قال أحنف بن قيس: دخلت على معاوية فقدم لي من الحار والبارد، والحلو والحامض، ما كثر تعجبي منه، ثم قدم لونا لم أعرف ما هو، فقلت: ما هذا؟ فقال: هذا مصارين البط محشوة بالمخ، قد قلي بدهن الفستق، وذر عليه بالطبرزد. فبكيت، فقال: ما يبكيك؟ قلت: ذكرت عليا، بينا أنا عنده وحضر وقت الطعام وإفطاره وسألني المقام فجئ له بجراب مختوم، قلت: ما في الجراب؟ قال: سويق شعير. قلت: خفت عليه أن يؤخذ أو بخلت به؟ قال: لا ولا أحدهما، ولكن خفت أن يلته الحسن والحسين بسمن أو زيت. فقلت: محرم هو يا أمير المؤمنين؟ فقال: لا، ولكن يجب على أئمة الحق أن يعتدوا أنفسهم من ضعفة الناس لئلا يطغي الفقير فقره. فقال معاوية: ذكرت من لا ينكر فضله. وفي النهج: كي لا يتبيّغ بالفقير فقره.
هل هناك حاكم في الدنيا على هذا الحال وهو أن يعيش بمستوى أفقر مواطن عنده؟! أروني إياه إن وُجد! هكذا كان يعيش أمير المؤمنين بحال أفقر فقير في دولته، وللعلم في أواخر دولته صلوات الله عليه قضى على الفقر، فرأى يوما شيخا كبيرا تحت شجرة فقال: ما هذا؟! أي كيف يعيش مواطن على هذا الحال؟! فقالوا: يهودي أي لا حق له في بيت مال المسلمين!
أعطى أمير المؤمنين عليه السلام ذلك اليهودي من بيت مال المسلمين وقال ما مضمونه استعملتموه في شبابه وترتكتموه في كبره، أعطوا له من بيت مال المسلمين.
قضى أمير المؤمنين عليه السلام على الفقر حتى لم يوجد فقير واحد في أواخر أيام دولته. لا أقول إلا قاتل الله السياسيين في العراق كيف يعيشون؟! يُصوّر بعضهم أنه نصير الفقراء فإذا ما وصل إلى المجلس أدار ظهره!
كلٌ يتلاعب ويعبث بمقدّرات الشعب العراقي المنكوب، فيضل البعض جهلا ويعزف عن التصويت فتصل إلى المجلس قائمة "سائرون".
من يتحمّل ما وصل إليه معاوية من طغيان؟! بعدما عرفنا كيف وصل إلى ذلك ولهذا ربّى الأئمة شيعتهم أن لا يملأوا بطونهم.
المسؤول عن إيصال معاوية للطغيان هو عمر بن الخطاب لعنهم الله، الذي يتبين من مواقفه أنه يريد هدم الإسلام من الداخل الذي أبعد المخالفين عن العترة، حيث لابد للقرآن من مفسر فأبعد أهله عنه وترك تفسيره لمن لم يكن له بأهل.
علمنا الأئمة الأطهار عليهم السلام على التخادم المعرفي وهو إرجاع الحديث إلى القرآن فما وافقه أخذناه وما عارضه رددناه إلى أهله.
أروي لكم حديث الثقلين برواية أهل البيت عليهم السلام حيث جاء في تفسير العياشي ج1 ص5 رقم9: عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن، وقطب جميع الكتب، عليها يستدير محكم القرآن، وبها نوهت الكتب ويستبين الإيمان. وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتدى بالقرآن وآل محمد، وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها: إني تارك فيكم الثقلين: الثقل الأكبر، و الثقل الأصغر، فأما الأكبر فكتاب ربي، وأما الأصغر فعترتي أهل بيتي فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما.
الأخذ بكتاب الله دون العترة ضلال، وكذلك الأخذ بالعترة دون كتاب الله ضلال، فلابد من التخادم المعرفي. أضل عمر المسلمين بقطع التخادم المعرفي عبر رفع شعار: حسبنا كتاب الله، فترك العترة الطاهرة حيث ضل عنهم المسلمون.
إذا عزل الإنسان القرآن عن التفسير الصحيح فإنه يضل بكتاب الله حيث روى ابن أبي عاصم في كتاب السنة برقم 236: عن عمر بن الخطاب قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مجتمعين، فأخذ بلحيتي، وأنا أعرف الحزن في وجهه، فقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون، إنا لله وإنا إليه راجعون"، فقال رجل: يا رسول الله، ماذا قال ربنا؟ قال: "أتاني جبريل عليه السلام، فقال: إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من الدهر غير كثير"، قال: "قلت: ومن أين يأتيهم ذلك، وأنا تارك فيهم كتاب الله عز وجل؟ قال: بكتاب الله يضلون، وأول ذلك من قبل قرائهم وأمرائهم".
إنك تجد كل الطوائف الإسلامية المنحرفة تحتج بكتاب الله، فلابد من الرجوع إلى أهل القرآن وهم العترة الطاهرة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وآله لتفسر لنا القرآن كي لا نضل.
الذي أوصل معاوية إلى ما وصل إليه بغية هدم الإسلام من الداخل هو عمر بن الخطاب الذي كان يعلم تمام العلم مدى خطورة بني أمية ومعاوية بالذات لخبر نذكره وهو:
روى ابن سعد في الطبقات الكبرى ج7 ص78: عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال: دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله قلت ما هذا قالوا معاوية مر قبيل أخذ بيد أبيه ورسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر يخرجان من المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما قولا. يعلق الشيخ: قص مقص الرقيب قول النبي صلى الله عليه وآله واكتفووا (فقال فيهما قولا)!
بالبحث في مصادر أخرى نجد القول الذي لم يُذكر في الطبقات، فنجد في المعجم الكبير للطبراني لنفس الراوي: عن نصر بن عاصم الليثي، عن أبيه، قال: دخلت مسجد المدينة فإذا الناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله قال: قلت: ماذا؟ قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على منبره
فقام رجل فأخذ بيد ابنه فأخرجه من المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله القائد والمقود، ويل لهذه يوما لهذه الأمة من فلان ذي الاستاه".
يعلق الشيخ: هنا أخفوا الاسم وذكروا القول، وفي الطبقات ذكروا الاسم وأخفوا القول!
الطائفة البكرية عيّنت نفسها وصية على النبي صلى الله عليه وآله وكأنها ولية أمره فحذفت ألفاظا قالها صلوات الله عليه وآله يحذّر المسلمين بها من أولئك المنحرفين!
زعمتم أنكم "أهل السنة" وتسمّون أبا هريرة بأبي هريرة سنة حيث سمّاه النبي صلى الله عليه وآله بذلك، فسمّوا معاوية بذي الأستاه، فإذا ما ذكرتموه قولوا روى "سيدنا ذي الأستاه"!
هناك ما روي كان أعجب، يروي البلاذري في أنساب الأشراف ج2 ص89: عن ابن عياش قال: دخل مالك بن هبيرة السكوني على معاوية، فلما طلع قال لعمرو بن العاص: يا أبا عبد الله ما أحب أن هذا من قريش، قال: وما يهولك منه؟ قال: أقسم بالله لو كان منهم لأهمتك نفسك وما خلوت بمصر، فلما دنا سلم وجلس، قال: وخدرت رجله فمدها فقال له معاوية: يا أبا سعيد وددت أن لي جارية لها مثل ساقيك، قال: في مثل عجيزتك يا أمير المؤمنين، قال: حبجة بلبجة والبادئ أظلم، فلما نهض قال معاوية لعمرو: إن الله قد أحسن بك إذ جعل هذا من كندة.
لم يكن معاوية أو أضرابه متفحشين فحسب! بل حتى عبد الله بن عمر الصالح عندهم الذي "اعتزل الفتنة" حيث رد على أحد قائلا: ليس في إست خير!
لعن النبي صلى الله عليه وآله معاوية ذي الأستاه في جمع من الناس فلابد أن يكون عمر قد سمعها.
يا أمة الإسلام أسألكم بحق رسول الله عليكم! ما معنى تولية عمر معاوية أمر المسلمين في الشام مع صدور قول النبي صلى الله عليه وآله أن معاوية ذي الأستاه؟!
أتمنى أن يجيبني أحد من كهنة أهل الخلاف الذين نطالبهم بالجواب فلا يجيبون وبالمناظرة فلا يناظرون وحتى بالمحاورة لا يحاورون، ألا يكون عمر منافقا بتولية معاوية المعلون على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله؟!
هل كان عمر يريد خيرا بالأمة أم شرا بها؟! يريد بها شرا بدليل أنه ولى معلونا على لسان النبي صلى الله عليه وآله وذلك لنفاقه!