ملخّص الليلة الثالثة عشرة، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:
ثبت لنا البارحة صدقية ووثاقة ما جاء في أصولنا الأربعمئة القديمة، فالأحاديث التي نجدها هناك نجد القرائن على صدقها وصدورها لدى العدو أيضا مع ارتكبه فيها من تحريف وتزوير وتقطيع.
ثبت أن عمر لعنه الله أهان رسول الله صلى الله عليه وآله إذ قال لعمته: مثل محمد مثل نخلة نبتت في مزبلة والعياذ بالله. وتفوه بهذا الكلام الدنيء يوم فقدت صفية ابن لها يُقال له عبد الرحمن.
لم يراعِ عمر صفية وما هي فيه من حزن فأهانها وأهان النبي صلى الله عليه وآله بما قال مما يكشف عن خبث سريرته ومدى الضغينة التي يحملها في نفسه على أهل البيت عليهم السلام.
هذا الخبر وجدناه كاملا في أصل عاصم الحناط وتفسير القمي، وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله قام مغضبافضح أولئك الذين يحملون في أنفسهم الخبث تجاه أهل البيت عليهم السلام.
وجدنا الخبر في مصادر المخالفين مع كثير من التحريف والتزوير والتبديل.
تزوير وتحريف وتحوير الخبر الذي قام به أهل الخلاف كاشف عن أن المدان في هذه الواقعة هو عمر بن الخطاب، فاجتهدوا كثير لكيلا تظهر الإمارات أنه هو الناطق بتلك الكلمة الكفرية (مثل محمد مثل نخلة نبتت في كبا).
لم يثبت أن المعتذر في تلك الحادثة سوى عمر، فيتبين أن القائل هو عمر، مما يثبت صدقية ما جاء عندنا أن القائل عمر.
بعد أن عرفنا مدى ما يحمله عمر من كره وضغائن لعترة النبي صلى الله عليه وآله، ووثاقة وصدقية أصولنا ومصادرنا القديمة، وهول ما في مصادر أهل الخلاف من تزوير وتقطيع وتغيير؛ فإن كل ما في أصولنا مما يظهر كراهية عمر لآل محمد يكون أكثر اعتبارا وقبولا.
إذا وجدنا في أصولنا ما يظهر كراهية عمر لآل محمد عليهم السلام وإن لم توجد لها قرينة عند المخالفين فتكون هي شاهدة بنفسها على صدقيتها.
ننطلق الآن في أصولنا لنتكشف ما كان مغيبا عنا.
هناك موقف لافت لأبي بكر وعمر ضاعف الله عذابهما، نجده في تفسير العياشي - وهو الذي تشيع كما علمتم - م2 ص106: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا يوم غدير غم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، ضم رجلان من قريش رؤوسهما وقالا: والله لا نسلم له ما قال أبدا.. إلخ.
في تفسير العياشي م2 ص106: فأخبر النبي صلى الله عليه وآله فسألهم عما قالا فكذبا وحلفا بالله: ما قالا شيئا، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله [يحلفون بالله ما قالوا.. الآية] قال أبو عبدالله عليه السلام: لقد توليا وما تابا.
دعت الآية أبا بكر وعمر للتوبة فما هزتهما وما تابا! كما خاطب القرآن ابنتيهما - عائشة وحفصة - إذ خاطبتهما بالتوبة فما هزت فيهما شعرة وما تابا.
هو خطاب من رب العزة جل وعلا، تخيل نفسك لو أن قرآنا نزل يخاطبك فلو كان لديك شيء من الإيمان فإنك تترك الدنيا وما فيها وتربط نفسك بسارية من سواري المسجد حتى تنزل آية أخرى فيها نزول توبتك.
ما هزتهما (عائشة وحفصة) الآية البتة! وهذه تبين لك أنهما كن من المنافقات كأنهما خشب مسندة فهما لا تقيما للقرآن وزنا وهو يرونه أنه قول تقوّله محمد صلوات الله عليه وآله. هنا المحك في بيان المؤمن والمنافق.
الآية التي نزلت في أبي بكر وعمر جاءت في سورة براءة، فجاء قبلها مباشرة: [يا أَيُّها النّبِيُّ جَاهدِ الْكفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغلُظْ عَلَيهِم وَمَأْوَاهُم جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ] فتكون التالية مرتبطة بالأولى مما يبين أن أبا بكر وعمر من المنافقين.
الرواية في تفسير العياشي ما بينت من من الأئمة عليه السلام القائل، إذ جاء فيها عن (عليه السلام)، ولكنها في أصل سلام بن أبي عمرة الخراساني.
في أصل سلام بن أبي عمرة الخراساني: عن أبي جعفر عليه السلام قال لما أن نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا يوم الغدير فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره.. إلخ.
في الخبر السابق (في أصل سلام بن أبي عمرة): فقال أبو فلان (أبو بكر) وفلان (عمر)، يعلق الشيخ: يحق للكاتب أن يكتب فلان وفلان لأنها إن وجدت عند أحد آنذاك لكان حكمه الإعدام فالغاية حفظ النفس، أما عندكم فلان وفلان لإخفاء الحقيقة وشتّان بين الاثنين إذ لا قياس!
في أصل سلام بن أبي عمرة: فقال أبو بكر وعمر: ما يألوا ما رفع خسيسة ابن عمه. يرى أبو بكر وعمر عليا "خسيسا" فليرى الحقائق من ينسب نفسه إلى التشيع وأنه متابع لعلي عليه السلام ويترضى على أبي بكر وعمر ويلاحق ويطارد ويسجن من يلعنهما! أين الغيرة العلوية؟!
في أصل سلام بن أبي عمرة: فقال أبو بكر وعمر: ما يألوا ما رفع خسيسة ابن عمه، لو يستطيع أن يجعله نبيا لفعل، وأيم الله لئن هلك (قلة أدب وخبث سريرة من أبي بكر وعمر يعبران عن ارتحال النبي بـ "هلك") لنزيلنه عما يريد.. إلخ.
في أصل سلام بن أبي عمرة: فسمعها شاب من الأنصار، فقال: أما والله لقد سمعت مقالتكما، وأيم الله لأبلغن رسول الله ما قلتما، فناشداه الله أن لا يفعل، فأبى إلا أن يبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ما قالا، فقالا له: اجهد جهدك، فأتى رسول صلى الله عليه وآله فأخبره بمقالتهما، فبعث إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله فدعاهما، فلما جاءا ورأيا الشاب عنده عرفا أنه بلغه، فأتى رسول صلى الله عليه وآله فأخبره بمقالتهما، فبعث إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله فدعاهما، فلما جاءا ورأيا الشاب عنده عرفا أنه بلغه، فقال النبي: ما حملكما على ما قلتما يا أبا بكر وعمر؟ فحلفا بالله الذي لا إله إلا هو أنهما ما قالا شيئا من ذلك، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على الأنصاري، فقال: يا أخا الأنصاري! ما حملك على أن تكذب على شيخي قريش؟ فودّ الأنصاري أن الأرض خسفت به.. قال: فدعا الله أن ينزل عذره، قال: فأتاه جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيه فيها وأنزل عليه [يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا.. الآية] فقال أبو عبد الله: والله لقد توليا وما تابا.
هنا قد يرد إشكال وهو: كيف يسمي النبي صلى الله عليه وآله أبا بكر وعمر بأنهما شيخنا قريش واحتمل الكذب في الأنصاري وأخذ بقسم بأبي بكر وعمر وهما منافقان ولا اعتبار لقسم المنافقين؟!
الجواب: قول النبي صلى الله عليه وآله مشاكلة بلاغية وهي: أنْ يذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته، وهو موجود في الكتاب والسنة.
من الكتاب: [ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين] هل رب العزة سبحانه ماكر؟ لا، ولكنها مشاكلة بلاغية.
من الكتاب أيضا: [وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا] مشاكلة بلاغية يقصد بها شيء آخر وكأن ردة الفعل تنزل بمنزلة الفعل، ولكنها في الحقيقة هي خلاف ذلك.
كأن قول النبي صلى الله عليه وآله في الخبر: ننزل ما صدر منك أيها الأنصاري منزلة ما صدر من خصميك فما قولك؟
السنة النبوية مليئة بالمشاكلة البلاغية، ومن أبرزها ما جاء في حادثة الإفك الحقيقية لا المزورة التي فيها أن المرمية بالإفك السيدة مارية القبطية عليها السلام.
اتهمت عائشة أن إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وآله هو ابن عم مارية، فقال النبي: يا علي اذهب فاقتله (مشاكلة بلاغية) فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو أتثبت قال لا بل تثبت (ومن هنا يُعرف أن الأمر لم يكن عزيمة).
يروي المخالفون حديث الإفك أن المرمية فيه هي مارية ولكن بحذف وبتر وحذفوا عائشة، فقد جاء في مسند البزار: كثُر على مارية أم إبراهيم رضي الله عنها في قبطيٍّ ابن عم لها، كان يزورها ويختلف إليها.
في حادثة الإفك المزعومة أن عائشة هي المرمية تجد الأسماء، وفي الحادثة الحقيقية لا أسماء مع أن الفعل أعظم حيث اتهموا مارية نسبت ابنا للنبي ليس منه!
مادامت هذه الأسماء مخفية فعليك أن تعلم أن الآلة البكرية اجتهدت عبر القرون لإخفاء تلك الأسماء، ولكن الله سبحانه لا يخفي الحق فتبقى الآثار.
قال المخالفون أن عائشة قد طرأ عليها من الغيرة ما طرأ فقالت: لا أرى له لك شبها فتابعت أهل الإفك! هذه بصمات الجريمة تبين لك من المجرم.
من أراد التفصيل ودراسة الروايات الكثيرة في حادثة الإفك فليرجع إلى كتابنا الذي يربو عن 1000 صفحة "الفاحشة.. الوجه الآخر لعائشة".
بيّن أبو عبد الله عليه السلام الغرض من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله عليا بقتل القبطي: لو كانت عزيمة من رسول الله صلى الله عليه وآله القتل ما رجع علي حتى يقتله، ولكن إنما فعل رسول الله لترجع عن ذنبها، فما رجعت ولا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها.
حينما ذهبت عائشة إلى البصرة فأول ما أفتت به هو قتل السبابكة، وفتاوى بقتل عثمان بن حنيف وغيره.
عائشة لا يؤخذ منها الدين والأحكام والفقه فهي مدانة ولا تُربّى الأمة على تقديسها واحترامها حتى لا يتكرر مأساتها. إذا اقتدت المرأة بعائشة فوا ويلاه!
يجب رفع اسم عائشة من المباني والمساجد والمدارس، لأنها ليست من صالح الإسلام والمسلمين بقاء اسمها.
طلحة والزبير قتلوا في أول يوم من حرب الجمل قبيل الظهر، فطالت الحرب 7 أيام حيث دارت عائشة المعركة وحدها!
احتفلنا بهلاك عائشة 7 سنوات وهذه الثامنة وما من مدافع عن عائشة! جبناء لم يتقدم أحد! وحتى من يوافق فإنه يرجع في اللحظات الأخيرة، كـ "الست" دمشقية!
من يتقدم للمناظرة يتجاوز موضوع المناظرة في عائشة فيهرب إلى الإمامة أو غيرها من المواضيع، فعليه أن يلتزم أولا بموضوع عائشة ثم ننتقل للمواضيع الأخرى. أمك ثم أمك ثم أمك وعائشة أمك فهي الأولى بالنقاش أولا.
ما جاء في أصولنا القديمة من خبر الأنصاري ما ظاهره أن النبي صلى الله عليه وآله كذّب الأنصاري؛ في الواقع لم يكن تكذيبا ذا عزيمة من النبي صلى الله عليه وآله بل كان على نحو المشاكلة، وأراد به في الواقع إظهار كذبهما، كيف وقد نزل القرآن كاشفا أنهما كذبا وحلفا كذبا.
قال أبو ذر رضوان الله عليه: بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله على أن لا تأخذني في الله لومة لائم.
قال أبو ذر رضوان الله عليه أن النبي صلى الله عليه وآله قال له: قل الحق وإن كان مرا.
قول الحق له تبعات، حيث أن أكثرهم للحق كارهون. يجب أن تكون كلمة أبي ذر يسير عليها الإنسان قولا وعملا. تجد الكثير من المعممين يتخذونها شعارا على المنبر وتحت المنبر شيء آخر.
كان أبو ذر دائم الصدام مع الظالمين، ويعلم الناس ما كان من صدامه مع عثمان وحكومته ويجهلون صدامه مع أبي بكر وعمر.
كان أبو ذر متألها في الجاهلية، فلم يكن قاطع طريق كما يقول البعض. كان يعتزل قومه ويتعبد الله على دين إبراهيم فهو من أهل الفترة. بادر إلى النبي صلى الله عليه وآله في مكة عارضا إسلامه دون دعوة منه صلوات الله عليه وآله.
أوصى أبو ذر - عند نفيه من المدينة أيام عثمان - عليا عليه السلام في أهله وماله، فقال له قائل: لو كنت أوصيت إلى أمير المؤمنين عثمان، فقال: قد أوصيت إلى أمير المؤمنين حقا وهو علي بن أبي طالب عليه السلام سلمنا عليه بإمرة المؤمنين على عهد رسول الله بأمر الله.
قال أبو ذر: فرأيت عجل هذه الأمة (أبو بكر) وسامريها (عمر) راجعا لرسول الله.. فغضب رسول الله.. فقالا لهم ما بال هذا الرجل مازال يرفع خسيسة ابن عمه، وقال أحدهما إنه ليحسن أمر ابن عمه، وقال الجميع ما لنا عنده خير ما بقي علي.
خبر أبي ذر يشهد لحديث الباقر والصادق عليهما السلام.
إزاحة علي عليه السلام عن الخلافة لم تكن وليدة السقيفة كما اُدعي بل بُيتت النية قبل ذلك. الطريقة قد تكون اختلفت ولكن النية مثبتة.
أريد أن أبحث وإياكم فيما يلي من أوراق بحثية في جزئيات خافية قد تكون صادمة بل أجزم أنها ستكون صادمة لمعظم الشيعة. بعبارة تمهيدية: هل كانت بيعة المنافقين وإبرام أبي بكر وعمر وإزاحة علي عليه السلام بلا خيانة داخلية من بني هاشم؟!
عرفنا تآمر قريش، وانحراف الطلقاء، وخذلان الأنصار فيما يخص الأحداث بُعيْد ارتحال النبي صلى الله عليه وآله، ولكن لا نعلم حال بني هاشم لماذا لم يضجوا؟! أكان سكوتهم خيانة؟ الجواب: نعم، اشترى أبو بكر وعمر بني هاشم.
أغلب المصائب التي حلّت علينا منذ زمن الأئمة عليهم السلام وإلى يومنا هذا بسبب الخيانات الداخلية.