في الحقيقة سؤالين:
1- ما المقصود بكلمة (الإمام الشيرازي والإمام السيستاني والإمام الخميني...)؟ هل المقصود إمام الصلاة؟ أو إمام القوم يعني وصل إلى رتبة أئمة أهل البيت عليهم السلام؟
2- يقول الإمام الصادق عليه السلام : "نحن آيات الله وعلي آية الله العظمى" يعني أن أئمة الهدى عليهم السلام ليسوا آية الله العظمى. فكيف تسمحون لأنفسكم بإطلاق هكذا ألقاب على مراجعكم؟ ألا يعتبر الأمر سرقة لمناصب ومقامات أهل البيت عليهم السلام؟
والسلام عليكم
خادم ربه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أجاب الشيخ على سؤالكم بالآتي:
ج1: ”المقصود من يكون قائداً دينياً يأتم به الناس، ومعاذ الله أن يكون أحد من هؤلاء قد وصل إلى مرتبة الأئمة المعصومين من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم“.
ج2: ”لم نجد هذا الحديث بهذا اللفظ في الكتب المعتبرة، وعلى فرض صحته واعتباره فلا ينافي أن يكون مرجع التقليد الجامع للشرائط آية من آيات الله تعالى في العلم والاجتهاد والتقوى والورع، لأن الآية ههنا بمعنى العلامة والدليل، أي أنه يكون دليلاً إلى الله تعالى وداعياً إلى سبيله. أما الآية حين إطلاقها على الأئمة الأطهار (عليهم السلام) فإنها تعني أنهم حجج الإله على البرايا المنصوبون من قبله. على أن مراجع التقليد العدول هم أيضا حجج بنصب إمامنا الحجة عليه السلام الذي قال: ”فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله“.
ومجرد الاشتراك في الوصف لا محذور فيه مع تغاير المعنى الذي ينطوي عليه في الذهن، فإن التعبير بأن فلاناً مثلاً هو: ”خليفة الله وخليفة رسوله“ قد يبدو للوهلة الأولى مستهجنا لما ارتكز في الأذهان من أن الخلفاء الشرعيين هم الأئمة الاثني عشر عليهم الصلاة والسلام، غير أنه يمكن إطلاق هذا اللقب حتى على غيرهم باعتبار آخر وهو القيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: ”من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في الأرض وخليفة رسوله“ (مستدرك سفينة البحار ج7 ص184).
فلا يصح الإشكال على اعتبار أحد الناس من المؤمنين العاملين بهذه الوظيفة ”خليفة الله وخليفة رسوله“ ودعوى أنه قد سرق مقامات أهل البيت (عليهم السلام) وذلك لأن هذا الوصف جاء باعتبار آخر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى وصف ”آية الله العظمى“ فتدبّر“.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 22 شعبان المعظم 1430