بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الشيخ المجاهد ياسر الحبيب - حفظكم الله وأيدكم وسدد خطاكم
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
لأسماء أهل البيت صلوات الله عليهم فضل وعظمة وقدسية، إلى درجة أنه من سمى بأسمائهم تحل في بيته البركة ويكون ولده مبارك هكذا كما تذكر بعض الروايات..
ماذا عن اسم محمد، صلوات الله على النبي الأعظم محمد وآله الطيبين الطاهرين؟
سمعت من بعض المؤمنين أن روايات تشير للآتي، ولكنهم لم يوافوني بنص الروايات أو المصادر حتى تكون شاهداً على ذلك..
1- أن رواية أو روايات تدل على أنه إن كان طفل (يبدو المقصود طفل مميز يتكلم ويفهم..) حل بمجلس وحكى أو تكلم فمن الأخلاق عدم إسكاته بل والإنصات له
2- وكما في الفقرة رقم واحد، ولكن كأنه ذكر أنه لأهله أن يشاوروه فإن الله وكرامة لحبيبه محمد صلى الله عليه وآله يجري الخير على لسانه..
هل يوجد روايات عن فضل اسم \\\"محمد\\\" هكذا مضامينها؟ إن كان كذلك فعلى الله ثوابكم أدرجوا لنا هذه الروايات، وغيرها إن كان بالإمكان..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء شيخنا الحبيب
أبو باقر- أحمد بن مهدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أفاد الشيخ بأن في الرواية الأمر بالإفساح والتوسعة له في المجلس، ولعلّ من لوازمه ما ذكرتم من عدم نهره وإسكاته بل الإقبال عليه بما يكره. والرواية يرويها الصدوق بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ”إذا سميتم الولد محمدا، فأكرموا وأوسعوا له في المجالس، ولا تقبحوا له وجها“. (عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1 ص32).
أما المشورة فلم نجد رواية تختص باستشارة الطفل الذي يحمل هذا الاسم المبارك، وإنما في الرواية الأمر بإدخال من اسمه (محمد أو أحمد) في المشورة، وهو منصرف إلى البالغ كما لا يخفى. والرواية يرويها الصدوق بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ”ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه محمد وأحمد فأدخلوه في مشورتهم إلا خُيِّر لهم“. (المصدر نفسه).
وأما ما يجري مجرى الأمر بتعظيم صاحب هذا الاسم المقدس وبيان آثاره؛ فروايات منها ما عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ”ما من مائدة وُضعت وحضر عليها من اسمه أحمد أو محمد إلا قُدِّسَ ذلك المنزل في كل يوم مرّتين“. (المصدر نفسه).
ومنها ما عن الرضا عليه السلام قال: ”البيت الذي فيه محمد، يصبح أهله بخير، ويمسون بخير“.
ومنها ما عن الصادق عن آبائه عليهم السلام: ”إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ألا ليقم كل من اسمه محمد فليدخل الجنة لكرامة سمّيه محمد صلى الله عليه وآله“. (كشف الغمة ج1 ص28).
ومنها ما عن الباقر عليه السلام في حديث أنّه قال لابن صغير: ”ما اسمك؟ قال: محمد. قال: بِمَ تكنّى؟ قال: بعلي. فقال أبو جعفر عليه السلام: لقد احتظرت من الشيطان إحتظاراً شديداً، إنّ الشيطان إذا سمع منادياً ينادي: يا محمد أو يا علي؛ ذاب كما يذوب الرصاص! حتى إذا سمع مناديا ينادي باسم عدوٍّ من أعدائنا
اهتزّ واختال“! (الوسائل : ج15 ص126)
ومنها ما عن أبي هارون قال: ”كنت جليساً لأبي عبـد الله عليه السلام بالمدينة، ففقدني أيّاماً، ثم إنّي جئتُ إليه فقال: لم أركَ منذ أيام يا أبا هارون؟، فقلت: وُلد لي غلام. فقال: "بارك الله لك، فما سمّيته؟. قلت: سمّيته محمّـداً. فأقبل بخدّه نحو الأرض وهو يقول: (محمّـد.. محمّـد.. محمّـد..) حتّى كادّ يلصق خدّه بالأرض! ثمّ قال: بنفسي وبولدي وبأهلي وبأبويَّ وبأهل الأرض كلّهم جميعاً الفداء لرسول الله صلى الله عليه وآله! لا تسبّه، ولا تضربه، ولا تُسِئْ إليه، واعلم أنّه ليس في الأرض دار فيها اسم محمّـد إلاّ وهي تقدَّس كلّ يوم“. (الوسائل ج21 ص393).
هذا وقد دعا لكم الشيخ كما طلبتم.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 30 شوال 1430