باسمه جلّ علياؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

يمكنكم مطالعة تفاصيلها في كثير من مؤلّفاته (رضوان الله عليه) وعمدتها في هذا المضمار كتاب "فقه السلام" وهو جزء من الموسوعة الفقهية العملاقة، ولا بأس أيضا بملاحظة "فقه طريق النجاة" و"ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين" و"الصياغة الجديدة لعالم الإيمان والحرية والرفاه والسلام" وغيرها. أما عن تطبيق الأطروحة في لبنان واقعيا فذلك أمر ممكن إذا ما كان موضوعها موجودا، أعني أن هذه الأطروحة جاءت كحل لتحرير البلاد والعباد من محتلّ أو محارب أقدر وأقوى، فتتجّه المقاومة حينئذ إلى المقاومة السلمية باعتبار انعدام التكافؤ، ولأن الدخول في حرب من هذا النوع يعني القضاء على القدر المتبقي من جبهة المقاومة. لذا وبملاحظة هذا القيد يمكن القول أنه لم يعد هنالك موضوع لتطبيق الأطروحة في لبنان، ما دام الطرف المقاوم يكافؤ الطرف المعتدي لا أنه أضعف منه، إذ إن الطرف المقاوم - كما هو معلوم - يعتمد على دعم دولة لها إمكاناتها التي لا يُستهان بها، كما أن لتلك الدولة أوراقها وتوازناتها ومآربها السياسية المتشابكة مع الدول التي تدعم الطرف المعتدي، لذا فإن هناك تكافؤا معقولا، فينعدم وجود موضوع للمقاومة السلمية، بل يُتَّجه إلى المقاومة الحربية.

زادكم الله إيمانا وبصيرة. والسلام.

السادس من شهر شوال لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.

شارك الإجابة على