ما رأي الشيخ أيده الله من الأحداث في سورية وهل يراها الشيخ ثورة ضد الظلم من نظام الاسد وموقفه كذلك من بعض الشخصيات الدينية الشيعية الذين أيدوا النظام السوري علنا هل موقفهم ضال وظالم؟؟؟
وشكرا وأرجو الرد من سماحتكم ووفقكم الله لخدمة راية أهل البيت عليهم السلام
حسين علي بربري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سبق للشيخ أن أشار في بعض محاضراته وجلساته وأجوبته السابقة إلى تأييده ثورة كل شعب مظلوم مستضعف وإن لم يكن شيعيا، وأن الوقوف مع الظالم وإن كان شيعيا حرام وهو يناقض مبادئ التشيع العظيم الذي يعتبر خصما لدودا لكل ظالم أياً كان انتماؤه الديني أو المذهبي، لهذا يرى الشيخ أن وقوف البعض من أجل المصالح مع النظام السوري كحسن نصر الله وأمثاله هو ناهيك عن كونه مخالفة شرعية فإنه يعتبر نسفاً للصورة الإيجابية التي بدأت تنتشر في الأمة عن التشيع ورجاله، وسوف يجعل البعض من أبناء الشعب السوري يبتعدون عن التشيع لا سمح الله لظنهم أن الشيعة يكيلون بمكيالين، فهم يقفون مع الشعب البحراني لأنهم شيعة فقط وليس لأنهم مظلومون، وإلا لوقفوا مع الشعب السوري الذي هو أيضاً مظلوم ويُذبح يومياً، لكن حيث أن النظام السوري له مصالح مع بعض الجهات الشيعية فإنهم يقفون معه ويتناسون آلام الشعب السوري التي لا تختلف كثيراً عن آلام الشعب البحراني، فالكفر ملة واحدة، والظلم ملة واحدة.
إن هذه الازدواجيات في المواقف تثير غضب الشيخ كثيراً لأن فيها مجازفات خطيرة بمستقبل التشيع، ولا نريد أن يتشكل حاجز نفسي بين بعض الشعوب وبين قبول التشيع، خاصة أن المد الشيعي في سورية ازداد بشكل عجيب خلال السنوات القليلة الماضية حيث تشيّع عشرات الألوف، لذلك كان من اللازم على بعض الشخصيات المحسوبة على التشيع إذا لم تكن تريد تأييد الثورة السورية أن تسكت على الأقل عن الدفاع عن النظام السوري، حتى لا يعتبر الشيعة مشاركين في هذه الدماء والمظالم والعياذ بالله.
ويؤكد الشيخ على ضرورة أن يعمل المخلصون الشيعة على توضيح الموقف الشيعي الحقيقي لأبناء الشعب السوري، وأن يتم إفهامهم أن لا يحسبوا مواقف بعض السياسيين الشيعة وزعماء بعض الأحزاب المنحرفة على أنها مواقف تمثل الشيعة، فهؤلاء يمثلون أنفسهم ومصالحهم، أما جمهور شيعة أهل البيت (عليهم السلام) فلا يرضون أبداً بهذا الذي يقع على الشعب السوري المظلوم، ولا يقبلون على أنفسهم الوقوف مع الجلاد ضد الضحية حتى وإن كان الجلاد يدعي التشيع أو له علاقات مصالح مع بعض رجاله.
قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: «كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا».
يقول الشيخ: الشيعي الحقيقي هو الذي إذا وقع تزاحم بين ثباته على مبدئه وبين احتفاظه بمصالحه، فإنه يقدّم الأول ويضحّى بالمصالح، لأن المصلحة الحقيقية على المستوى البعيد هي في الثبات على المبدأ الشرعي والأخلاقي.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
19 رجب 1432