بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مولانا الجليل أنا من مقلدي المرجع الكبير آية الله السيد محمد الشيرازي رضوان الله عليه ،،، مولانا الكريم سؤالي يتعلق في مسألة الخمس حيث انني أحصل على راتب شهري 1000 دينار كويتي ولكن هذا الراتب بالكاد يكفيني أنا واسرتي لأني ملزم بان أدفع اقساط السيارة وايجار المنزل وبعض المستلزمات الضرورية أي الراتب بالكاد يكفي إلى نهاية الشهر مولاي انا حقيقة محتار في أمري فهل الراتب يخمس وهل يجب علي ذلك رغم ظروفي التي ذكرتها لكم ،،،، وكثيرا ما أسمع من بعض الاخوة بأن الراتب لا يخمس ولكن الذي يخمس هو مازاد عن المؤونة ودار عليه عام كامل وهذا الشيء لا ينطبق علي بحيث أنه لا يوجد لدي مال بالبنك وثابت ودار عليه الحول كما ذكرت لكم في مقدمة كلامي .
آمل من سماحتكم التكرم بالجواب الشافي
هذا وآخر دعونا بأن يحفظكم الله في غربتكم
باسمه تباركت أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد صلوات الله عليه، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المنتقم له مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف.
أنت مخيّر بين أن تخمّس الراتب شهريا أو سنويا، ففي الطريقة الأولى فإن عليك بعدما تستلم راتبك أن تصرف منه على مؤونتك ثم ما يتبقى منه تخمّسه، فلو افترضنا أنك قد صرفت من راتبك مبلغ 990 دينارا وتبقّى لديك مبلغ عشرة دنانير فإن خمسك يكون ديناران فقط، وتستمر على هذا المنوال شهريا، غير أنك لا تخمّس ما تبقى لديك من الشهر السابق في الشهر اللاحق مجددا، فلو افترضنا أنه قد تبقى لديك من الشهر السابق مبلغ ثمانية دنانير بعد أداء الخمس، فإنك لا تخمّسه ثانية، بل تخمّس ما زاد على مؤونتك من الشهر اللاحق.
وأما إن اخترت الطريقة الثانية فإنك تصرف على مؤونتك طوال السنة ثم ما تبقّى تخمّسه كالسابق. وإذا لم يتبقّ لديك شيء سواء شهريا أو سنويا، فلا خمس عليك، أما إن تبقى لديك مقدار من المال ولو كان ضئيلا – كخمسة فلوس مثلا – فإن عليك أن تدفع خمسه وهو فلس واحد.
والآن فعلا عليك في المرة الأولى أن تخمّس كل ما لديك لأنه مال مختلط فيه الحلال والحرام، كما عليك أن تراجع الحاكم الشرعي لتصالحه على مؤونتك التي تستخدمها مثل السيارة والأثاث وسائر المتعلقات الشخصية والأسرية، ثم بعد ذلك تخمّس بالنحو الذي ذكرناه. فإن لم يكن بإمكانك دفع مبلغ خمس المؤونة لتضخّمه؛ جاز لك أن تراجع الحاكم الشرعي ليقسّطه عليك.
والأفضل لك أن تخمّس شهريا، وأن تفتح حسابا بنكيا خاصا لتعزل فيه الأموال المخمّسة كي لا تختلط بأموال كسبك، أي الراتب الذي يصل إلى حسابك الحالي.
والنحو الذي ذكرناه في أدائك للخمس إنما يكون في حالة تقاضيك راتبا شهريا عمليا، أما إذا كان الراتب تقاعديا فإن الأظهر وجوب تخميسه فورا لأنه مذخور لك في مؤسسة التأمينات الاجتماعية ومقتطع من راتبك الأصلي الذي تملّكته حينما كنت تعمل، فإن لم يكن مقتطعا وإنما يُعطى إليك بعنوان أنه راتب جديد آخر لم تكن قد تملّكته من قبل وذُخر لك، فالخمس فيه بعد المؤونة وليس فوريا، على نحو ما مرّ شهريا أو سنويا حسب اختيارك.
وفقنا الله وإياكم للعمل بأحكام الدين. والسلام
. الثامن من شهر محرم الحرام لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.