السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماصحة هذا الحديث المعروف عند أغلب الشيعه ؟
روى العلامة المجلسي في بحار الأنوار عن دعائم الإسلام أن أمير المؤمنين قال: «أرسل بعض ملوك العجم عبيداً إلى رسول اللَّه (ص) وقلت لفاطمة (ع) اذهبي إلى رسول اللَّه (ص) واسأليه أن يعطينا خادماً ليساعدك في أعمال المنزل فذهبت فاطمة (ع) إلى الرسول (ص)، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: «يا فاطمة أعطيك ما هو خير لك من خادم، ومن الدنيا بما فيها: تكبرين اللَّه بعد كل صلاة أربعاً وثلاثين تكبيرة، وتحمدين اللَّه ثلاثاً وثلاثين تحميدة، وتسبحين اللَّه ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، ثم تختمين ذلك ب(لا إله إلا اللَّه)، وذلك خير لك من الذي أردتِ ومن الدنيا وما فيها، فلزمت صلوات اللَّه عليها هذا التسبيح بعد كل صلاة، ونُسب إليها»، بحار الأنوار 336 85.
وهل هناك روايات أخرى تُخبر بغير ما أتى في الرواية السابقه ؟
سماء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن كنتم تطلبون مصادر أخرى تتحدث عن تسبيحة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها للاستزادة فسوف نتحفكم بروايات أخرى إن شاء الله
أما إن كان طلبكم ناشئا عن عدم اطمئنان لمضمون القصة لما يبدو على ظاهرها من كونه يشكل خدشا في العصمة فهذا وهم واشتباه.
أمير المؤمنين عليه السلام أمر الزهراء عليها السلام أن تطلب من رسول الله صلى الله عليه وآله خادما بأمر الله تعالى والبتول سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وهي عالمة وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام.
"وكم سائلٍ عن أمره وهو عالمُ"
عندما سأل الله تعالى نبيه موسى عليه السلام بقوله: (وما تلك بيمينك يا موسى) , هل كان سؤالا عن جهل والعياذ بالله؟
الزهراء عليها السلام وأمير المؤمنين على جلالة قدرهما وعظيم منزلتهما وتمام علمهما يعطيان من خلال هذه القصة درسا للأمة في الرجوع لرسول الله صلى الله عليه وآله في كل شأن من شؤون حياتنا بما في ذلك شأن الاسرة, ففي شريعته الغراء صلوات الله وسلامه عليه وآله كل الحلول.
هنا من خلال هذا الموقف بين أمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام للأمة أنّ طلب الخدم مباح نعم ولكن هناك ماهو خير منه للمرأة المؤمنة وهو هذا التسبيح الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله للبتول. الزهراء ابنة الحاكم المطلق على الدولة الاسلامية فأراد الله تعالى من خلال هذا الموقف أن يبين لكل امرأة تتباهى بالخدم والحشم أنّ الزهراء هي عليها السلام يتهيأ لها الحصول ليس على خادم فحسب بل على عشرات الخدم والحشم ولكنها زهدت في كل ذلك ورغبت في بركة ذلك التسبيح ولذلك هي الزهراء البتول سيدة نساء العالمين.
الرواية التي نقلتموها هي رواية معتبرة.
نورد للتبرك جملة من الأحاديث الواردة في فضل تسبيحة البتول عليها السلام
روي عن الإمام الباقر عليه السلام : «ما عُبد اللَّه بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة، ولو كان شيء أفضل منه لنحلهُ رسول اللَّه عليها السلام فاطمة عليها السلام»
(وسائل الشيعة :1024)
قال الصادق عليه السلام : «من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام قبل أن يُثني رجليه من صلاة الفريضة غفر اللَّه له، وليبدأ بالتكبير»
(التهذيب للشيخ الطوسي 105 2)
قال الصادق عليه السلام : «من بات على تسبيح فاطمة عليها السلام كان من الذاكرين للَّه كثيراً والذاكرات»
(وسائل الشيعة 1026 4)
عن ابن خالد القمّاط قال: سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: «تسبيح فاطمة عليها السلام في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إليّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم»
(الكافي: كتاب الصلاة: 343)
روي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنه قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام : «التسبيح نصف الميزان، والحمد للَّه يملأ الميزان واللَّه أكبر يملأ ما بين السماء والأرض»
(الكافي: 506 2)
روى عبد اللَّه بن سنان، عن الإمام الصادق حيث قال: «من سبح تسبيح فاطمة في دبر المكتوبة من قبل أن يبسط رجليه أوجب اللَّه له الجنة»
(فلاح السائل لابن طاووس: 165)
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
8 ذو الحجة 1433 هـ