بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بصرف النظر عن قضية حفظ الانساب من الاختلاط فإنّ تعدد الازواج للمرأة إن ارتضته شاذة الفطرة لنفسها فلا يرتضيه لنفسه رجل سوي الفطرة.

ما الفرق بين امرأة متزوجة بعدة رجال والمومس؟ أليست المومس هي المرأة المجاهرة بالزنا والتي تتخذه مهنة لها وتتنقل بين الرجال؟ وقد تقصر نفسها على عدد معين من الرجال ينفقون عليها.

أصلا ليس من رجل سوي الفطرة يرضى أن يكون حمارا رسميا ثانيا أو ثالثا أو رابعا باسم (زوج مشرتك)

لاحظ أنه حتى عند من لا دين له تجده عندما يتخذ عشيقة فإنه لا يرضى أن تضاجع غيره. يعض قضايا القتل التي تنشرها الصحف يكون المجرم فيها قتل عشيقته لأنه اكتشف خيانتها له مع آخر.

كذلك المرأة ذات الفطرة السوية ليست لديها قابلية للارتباط بأكثر من رجل في وقت واحد لأنّ تلك العلاقة الخاصة ليست هدفا لذاتها عند المرأة وإنما هي بالنسبة للمرأة وسيلة للتقرب من زوجها.

أما الرجل فإنّ لديه استعدادا فطريا للتعدد.

لن نناقش الحكمة في التعدد من الزاوية التقليدية المعتادة فنقول انه يطرح حلا لتفوق نسبة الإناث على الذكور في التعداد إلى غيرها من أجوبة معتادة

دائما يصورون التعدد على أنه حل لا أنه خيار. في الواقع هناك امرأة هي تفضل أن تكون لها شريكة وتختار أن تكون ثانية أو ثالثة بل حتى رابعة في الوقت الذي يسعها فيه أن تكون الأولى والوحيدة.

ليست كل النساء تنظر للزواج بنظرة حالمة بل قسم من النساء تجد الواحدة منهن تتعامل مع قضية الزواج بواقعية ولا تعيش وهم الزوجة المثالية الخارقة القادرة على تلبية كل حاجات زوجها والتوفيق بين جميع مهامها. لذلك تجد في التعدد خيارا مناسبا لها وتُقدم عليه عن قناعة ورضا.

هذا لا علاقة له بالغيرة التي تغلب على المرأة لأنها تنبع من العاطفة وهذه قد تظهر بعض أماراتها بين المرأة وضرائرها فيما بعد ولكنها في حال الإقدام على خيار الزواج نفسه فإنها تكون قد اتخذته بعقلها.

ليست كل امرأة ترى في نفسها مدبّرة وليست كل امرأة تميل إلى أن تكون زوجة بالمفهوم التقليدي فيكون لها زوج هي وحدها محور حياته يروح ويجيء عندها صبح مساء. بل هناك نساء يجدن في التعدد فسحة للتحرر من قيود الزواج والتزاماته التقليدية. كما أنّ هناك من لا ترغب في الإكثار من النسل للحفاظ على قوامها وليسعها التركيز على التربية.

الله تعالى خلق النساء على مستويات وكل واحدة أدرى بنفسها وبطاقاتها والمؤمن لا يهين نفسه بتكلف ما لا يطيق كما قال أمير المؤمنين عليه السلام.

فلو أنّ كل امرأة عرفت قدر نفسها جيدا وطاقاتها لكفت المجتمعات مؤونة الطلاق ومشاكله التي تئن منها البيوت.

هنا جواب سابق للشيخ يتصل بسؤالكم فيه ما يفيدك:

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

26 محرم 1433 هـ

شارك الإجابة على