ما المقصود بشرك الطاعة المذكور في هذه الرواية؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم

ومبارك عليكم شهر رمضان

قرئت في تفسير القمي الجزء الاول ص251 الى253

أبي توضيح أو تعريف شرك الطاعة وتفسير هذا الحديث إذا ما عليكم امر و مشكوين مقدماً و سلامي للشيح الحبيب و كل العاملين في هيئة خدام المهدي عليه السلام و عجل الله فرجه الشريف

حدثني أبي قال حدثني الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن بريد العجلي عن أبي جعفر (ع) لما علقت حواء من آدم وتحرك ولدها في بطنها قالت لآدم ان في بطني شيئا يتحرك، فقال لها آدم الذي في بطنك نطفة مني استقرت في رحمك يخلق الله منها خلقا ليبلونا فيه فأتاها إبليس، فقال لها كيف أنت؟ فقالت له اما اني قد علقت وفي بطني من آدم ولد قد تحرك، فقال لها إبليس اما انك ان نويت ان تسميه عبد الحارث ولدتيه غلاما وبقي وعاش وان لم تنو ان تسميه عبد الحارث مات بعدما تلدينه بستة أيام، فوقع في نفسها مما قال لها شئ فأخبرت بما قال آدم، فقال لها آدم قد جاءك الخبيث لا تقبلي منه فاني أرجو ان يبقى لنا ويكون بخلاف ما قال لك، ووقع في نفس آدم مثل ما وقع في نفس حواء من مقالة الخبيث، فلما وضعته غلاما لم يعش الا ستة أيام حتى مات فقالت لآدم قد جاءك الذي قال لنا الحارث فيه، ودخلهما من قول الخبيث ما شككهما، قال فلم تلبث ان علقت من آدم حملا آخر فأتاها إبليس، فقال لها كيف أنت؟ فقالت له قد ولدت غلاما ولكنه مات اليوم السادس فقال لها الخبيث اما انك لو كانت نوبت ان تسميه عبد الحارث لعاش وبقي، وإنما هو الذي في بطنك كبعض ما في بطون هذه الانعام التي بحضرتكم اما ناقة واما بقرة واما ضان واما معز فدخلها من قول الخبيث ما استمالها إلى تصديقه والركون إلى ما أخبرها الذي كان تقدم إليها في الحمل الأول، وأخبرت بمقالته آدم فوقع في قلبه من قول الخبيث مثل ما وقع في قلب حواء \" فلما أثقلت دعو الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهم صالحا \" اي لم تلد ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا فأتاهما الخبيث، فقال لها كيف أنت؟ فقالت له قد ثقلت وقربت ولادتي، فقال اما انك ستندمين وترين من الذي في بطنك ما تكرهين ويدخل آدم منك ومن ولدك شئ لو قد ولدتيه ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا فاستمالها إلي طاعته والقبول لقوله، ثم قال لها اعلمي ان أنت نويت ان تسميه عبد الحارث وجعلت لي فيه نصيبا ولدتيه غلاما سويا عاش وبقي لكم، فقالت فاني قد نويت ان اجعل لك فيه نصيبا، فقال لها الخبيث لا تدعي آدم حتى ينوي مثل ما نويتي ويجعل لي فيه نصيبا ويسميه عبد الحارث فقالت له نعم، فأقبلت على آدم فأخبرته بمقالة الحارث وبما قال لها ووقع في قلب آدم من مقالة إبليس ما خافه فركن إلى مقالة إبليس، وقالت حواء لآدم ائن أنت لم تنو ان تسميه عبد الحارث وتجعل للحارث فيه نصيبا لم أدعك تقربني ولا تغشاني ولم يكن بيني وبينك مودة، فلما سمع ذلك منها آدم قال لها اما انك سبب المعصية الأولى وسيدليك بغرور قد تابعتك وأجبت إلى أن اجعل للحارث فيه نصيبا وان اسميه عبد الحارث (1) فاسرا النية بينهما بذلك فلما وضعته سويا فرحا بذلك وامنا ما كان خافا من أن يكون ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا واملا ان يعيش لهما ويبقى ولا يموت في اليوم السادس فلما كان في اليوم السابع سمياه عبد الحارث.
أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى ابن بكر عن الفضل عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله \" فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما \" فقال هو آدم وحواء وإنما كان شركهما شرك طاعة ولم يكن شرك عبادة فأنزل الله على رسوله الله صلى الله عليه وآله (هو الذي خلقكم من نفس واحدة - إلى قوله - فتعالى الله عما يشركون) قال جعلا للحارث نصيبا في خلق الله ولم يكن أشركا إبليس في عبادة الله ثم قال (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون)

عيسى العرادي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بيّن العلماء أن الخبر المذكور إن صحّ فهو صادر على وجه التقية لاشتهار تلك القصة بين المخالفين، كما أفاد العلامة المجلسي (رضوان الله تعالى عليه) في كتابه بحار الأنوار في المجلد الخامس - كتاب النبوة - باب ٦ تأويل قوله تعالى: «جعلا له شركاء فما آتهما».

وقد ذكر العلامة المجلسي (رضوان الله عليه) في نفس الباب أن هناك خبرا هو المعوّل عليه في تفسير الآية الكريمة:
عن ابن الجهم أنه سأل المأمون الرضا عليه ‌السلام عن معنى قوله الله تعالى :« فلما آتهما صالحا جعلا له شركاء فيها آتهما» فقال الرضا عليه ‌السلام: إن حواء ولدت لآدم خمسمائة بطن في كل بطن ذكرا وانثى، وأن آدم وحواء عاهدا الله عزو جل ودعواه وقالا: «لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتيهما صالحا» من النسل خلق سويا بريئا من الزمانة والعاهة كان ما آتاهما صنفين: صنفا ذكرانا، وصنفا إناثا، فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما، ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل، قال الله تعالى: «فتعالى الله عما يشركون». (عيون أخبار الرضا عليه السلام - باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السلام).

شكرا لحسن تواصلكم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

28 شهر رمضان المبارك 1435 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp